الأمم المتحدة تعلن عن خارطة طريق من ثلاثة محاور لحلّ الأزمة الليبية

أعلنت المبعوثة الأممية إلى ليبيا، هانا تيتيه، أمام مجلس الأمن الدولي، عن خارطة طريق جديدة تتضمن ثلاثة محاور وتقود ليبيا نحو الانتخابات والمؤسسات الموحدة.
وقالت تيتيه، في بيان صحافي أمس الخميس: “قدمت اليوم لمجلس الأمن الدولي خارطة طريق تقود ليبيا نحو الانتخابات والمؤسسات الموحدة، والأهم من ذلك أنني أضعها بين أيديكم”، مضيفة أن “العملية صيغت استنادًا إلى مشاركة شعبية واسعة”.
وأوضحت أن المحاور الثلاثة في خارطة الطريق تشمل “إصلاحات تأسيسية وتشريعية مسبقة بما يُهيئ الظروف لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية ذات مصداقية”، بالإضافة إلى “التفاوض على تشكيل حكومة جديدة موحدة قادرة على قيادة ليبيا بأكملها وتحظى بقبول وطني واسع وثقة شعبية”.
وتابعت أن المحور الثالث هو “حوار وطني مهيكل وشامل للمساعدة في بناء توافق حول القضايا الآتية والمستعصية المتعلقة بالاقتصاد والأمن والمصالحة الوطنية والحكم الرشيد بما في ذلك القضايا الدستورية العالقة”.
وأشارت تيتيه إلى أن “التنفيذ سيتم بالتعاون مع المؤسسات القائمة”، مشيرة إلى أن “البدء من جديد سيستغرق وقتًا أطول”.
وأكدت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، أن “تعاقب الحكومات الانتقالية لم يحقق الاستقرار واليقين المنشودين، اللذين يأتيان من حكومة ذات تفويض واضح من الشعب”.
وشددت على أهمية “إشراك المواطنين طوال المسار، ونسعى لصياغة عملية سياسية تُشرك القادة الليبيين وتعيد باقي الليبيين إلى قلب العملية من خلال حوار مهيكل ومن خلال مشاورات مستمرة حضوريًا وعبر الإنترنت لنتمكن من الاستماع إليكم ونستنير بأفكاركم في تنفيذ خارطة الطريق”.
وبيّنت تيتيه أن التطبيق سيكون متدرجًا يبدأ بتقوية المفوضية الوطنية العليا للانتخابات وتعديل الإطار القانوني بما يمكّن من إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية، ثم التفاوض على حكومة جديدة موحدة يمكنها القيادة بثقة واستقرار، بالتوازي مع إجراء حوار مهيكل مبني على الشمول ومشاركة أوسع في العملية السياسية.
ضمانات وعقوبات
ودعت المبعوثة الأممية للدعم في ليبيا، إلى “بناء ضمانات وعقوبات بدعم من مجلس الأمن والمجتمع الدولي من خلال عملية برلين”، مؤكدة أن “دور بعثة الأمم المتحدة هو مساعدة ليبيا على بناء دولة ديمقراطية تتسع للجميع”.
واختتمت تيتيه حديثها، قائلة: “نحن ملتزمون بالاستماع إليكم وبتوخي الشفافية في ما نعتزم القيام به، والتحديات التي قد نواجهها وما سنفعله للتغلب عليها، مع التعهّد بمزيد من التفاصيل، خلال الشهر المقبل، وإجراء مشاورات واسعة النطاق لتسهيل تنفيذ خارطة الطريق المقترحة”، مؤكدة أن “ذلك الأمر يتطلب أيضًا إجراء انتخابات ونحن نرغب في دعم الشعب الليبي في تحقيق ذلك”.
وتعاني ليبيا من أزمة سياسية معقدة، في ظل وجود حكومتين متنافستين، الأولى في الشرق بقيادة أسامة حماد، المكلّف من قبل مجلس النواب، والثانية في الغرب بقيادة عبد الحميد الدبيبة، الذي يرفض تسليم السلطة إلا من خلال انتخابات.
وكان من المقرر إجراء انتخابات رئاسية في ليبيا، في 24 ديسمبر/ كانون الأول 2021، إلا أن الخلافات السياسية بين الأطراف المتنازعة، إضافة إلى النزاع حول قانون الانتخابات، حالت دون إتمامها.