ترامب يتحدّث عن صفقة قريبة لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى
السعودية تطلق تحالف دولي طارئ لتمويل السلطة الفلسطينية

كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الخميس، إنه أجرى “حواراً جيداً” مع رئيس حكومة اليمين الإسرائيلي الفاشي بنيامين نتنياهو بشأن صفقة وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى والمحتجزين، مرجحاً “الإعلان عن صفقة قريباً”.
وشدد ترامب على أنه “لن يسمح لإسرائيل بضم الضفة الغربية”، مبدياً رفضاً قاطعاً للفكرة، قائلاً: “حان الوقت لوقف ذلك”.
وقبل ساعات، ألمح ترمب إلى أن التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة بات قريباً، في أعقاب لقاء مع قادة دول عربية وإسلامية على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، والذي وصفه بـ”الناجح والمثمر”.
وأضاف، خلال استقباله نظيره التركي رجب طيب أردوغان في البيت الأبيض، أنه “سيجتمع مع الجانب الإسرائيلي(…)، ويعتقد أن بوسعه إنجاز ذلك”، معبراً عن أمله “في أن يتم أنجازه.. لأن الكثيرين يموتون في غزة، ونرغب أيضاً في استعادة المحتجزين الإسرائيليين”.
وفي وقت سابق الخميس، قال قيادي في حركة “حماس”، إن الوسطاء في مصر وقطر، يجرون اتصالات مكثفة لاستئناف مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، وتبادل الأسرى، من خلال “العودة إلى المقترح الأميركي الأخير الذي وافقت عليه الحركة”، مرجحاً “إجراء بعض التعديلات”، فيما نفى تسلم الحركة أي مقترح جديد.
وقال القيادي في “حماس”، الذي طلب عدم ذكر اسمه: “لم نتسلم أي مقترح جديد”، فيما شدد على “ضرورة الضغط على حكومة إسرائيل لوقف الحرب، والتوصل لاتفاق شامل”.
وأضاف أن “الاتصالات مستمرة مع الوسطاء بمصر وقطر، والذين يسعون لاستئناف المفاوضات والعودة إلى المقترح الأميركي الأخير الذي وافقت عليه حماس، وربما مع بعض التعديلات ليصبح اتفاقاً شاملاً”.
وعقد ترامب، الثلاثاء، اجتماعاً مع قادة وممثلي 8 دول عربية ودول أعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، على هامش الأسبوع رفيع المستوى للدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، لبحث جهود وقف الحرب على غزة.
عرض ترامب
وعرض ترامب، ومبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، خلال اجتماع مع قادة وممثلي دول عربية وإسلامية، في نيويورك، خطة من 21 نقطة، تهدف لإنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة، بينما رد قادة وممثلو الدول العربية المشاركين في القمة، بخمسة شروط لدعم تلك الخطة، حسبما نقل موقع “أكسيوس” عن 3 مصادر مطلعة.
وتُعتبر هذه المرة الأولى التي يطرح فيها ترامب خطة أميركية، لإنهاء الحرب منذ توليه منصبه في يناير الماضي، فيما ذكرت المصادر أن ردود الفعل داخل القاعة كانت “إيجابية” في مجملها.
وأفادت مصادر لـ”أكسيوس”، بأن الرئيس الأمريكي أبلغ القادة خلال الاجتماع، بضرورة إنهاء الحرب بشكل عاجل، موضحاً أنه يطرح هذه الخطة لأن استمرارها (الحرب)، “يجعل إسرائيل أكثر عزلة على الساحة الدولية يوماً بعد يوم”.
ووفق المصادر، عرض ترامب مبادئ أميركية لإنهاء الحرب في قطاع غزة، بصيغة معدلة عن أفكار طُرحت خلال الأشهر الستة الماضية، متضمنة تحديثاً لمقترحات كان قد صاغها صهر ترمب جاريد كوشنر، ورئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير.
تحالف دولي طارئ لتمويل السلطة الفلسطينية
أعلن وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، الخميس، انطلاق التحالف الدولي الطارئ لدعم تمويل السلطة الفلسطينية المباشر بالتعاون مع عدد من الشركاء، مشيراً إلى أن المملكة ستقدم دعماً مالياً يُقدّر بـ90 مليون دولار للسلطة الفلسطينية.
وقال وزير الخارجية السعودي خلال مؤتمر صحافي مشترك للتحالف الدولي لـ”حل الدولتين” في نيويورك، إن الدول العربية والإسلامية أوضحت للرئيس الأميركي دونالد ترمب، في لقاء على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة الأربعاء، مخاطر ضم إسرائيل للضفة الغربية.
وأكد أن “أي عملية ضم في الضفة الغربية ستشكل خطراً ليس فقط على إمكانية تحقيق السلام في غزة، بل على أي سلام مستدام على الإطلاق”، مضيفاً: “أشعر بالثقة في أن الرئيس ترمب فهم موقف الدول العربية والإسلامية، وأعتقد أن الرئيس الأميركي يدرك جيداً مخاطر وعواقب ضم الضفة الغربية”.
وتابع: “المقترح الأميركي يركز على إيجاد نهاية للحرب في غزة، ويجب أن تكون هذه أولويتنا، نحن نتواصل مع الولايات المتحدة، ونحن ممتنون للتركيز الأميركي على إنهاء الحرب في غزة، وإنهاء المعاناة هناك، وهذا شرط مسبق لنمضي قدماً نحو حل الدولتين”.
ونوَّه إلى أنه “في أثناء العمل على إعلان نيويورك حرصنا على وضْع آلية عملية وواضحة ليتم ترجمتها إلى دولة فلسطينية في المستقبل بطريقة تضمن حق الفلسطينيين، وكذلك أمن إسرائيل”.
ومضى يقول إن “مصير غزة موحّد مع الضفة الغربية تحت إدارة السلطة الفلسطينية”.
إقامة دولة فلسطينية في المدى القريب
وبسؤاله عن إمكانية إقامة دولة فلسطينية في المستقبل القريب، قال وزير الخارجية السعودي: “نأمل ذلك؛ لأن هذا هو المسار الوحيد ليكون لدينا أمل في المنطقة لأن نعيش بأمن واستقرار بشكل مستدام”، لافتاً إلى أنه “يمكن أن تكون هناك دولة فلسطينية في المدى القريب، ويمكن أن تعيش مع جيرانها في تناغم وسلام”.
وفيما يتعلق بإعادة إعمار قطاع غزة، شدد على أنه “من الضروري عندما ننتقل إلى وقف إطلاق النار، ألا يكون ذلك مؤقتاً، فمن غير المقبول أن نذهب إلى المجتمع الدولي لنطلب منه أن يساهم في بناء القطاع بعد أن دمرته إسرائيل، مع احتمالية أن يتكرر ذلك مجدداً”.
وأردف قائلاً”: “من الضروري كذلك وبالتزامن مع أعمال الإغاثة في غزة أن تكون إعادة الإعمار مستدامة وللمرة الأخيرة. وهنا نحن بحاجة إلى اتفاق نهائي حول وضع فلسطين من خلال الدولة الفلسطينية”.