الشرطة البريطانية تعتقل مئات المناصرين لحركة “فلسطين أكشن”

عقب تظاهرة حاشدة في لندن، نظمها مؤيدون لحركة “فلسطين أكشن”، وهي منظمة محظورة بموجب القانون البريطاني، منذ يوليو/ تموز الماضي، اعتقلت الشرطة البريطانية، أمس السبت، ما يقرب من 500 شخص مشارك في المظاهرة.
وزعمت شرطة العاصمة البريطانية لندن، في بيان لها، إن “العدد النهائي للاعتقالات خلال عملية حفظ النظام العام وسط لندن بلغ 492 شخصًا، من بينهم 488 شخصًا اعتقلوا لدعم منظمة محظورة، فيما شملت باقي الحالات تُهمًا تتعلق بالسكر وإحداث الفوضى والاعتداء العام ومخالفات أخرى”.
وأوضحت أن “297 من المعتقلين ما زالوا قيد الاحتجاز، بينما أُفرج عن الباقين بكفالة”.
“نقص الموارد البشرية”
وكانت الشرطة قد طالبت منظمي التظاهرة بإلغائها مسبقًا بسبب “نقص الموارد البشرية” بعد رفع مستوى التأهب الأمني في عموم بريطانيا، إثر الهجوم الذي استهدف كنيسًا يهوديًا في مدينة مانشستر في الآونة الأخيرة.
وأسفر الهجوم عن مصرع شخصين وإصابة آخرين، قبل أن يُقتل المهاجم برصاص الشرطة، إلا أن المنظمين رفضوا الطلب، مؤكدين أن الشرطة “لم تكن مضطرة للاعتقال من الأساس”.
التظاهرة دعت إليها مجموعة “ديفند أور جوريس”، وهي حركة ناشطة منذ أغسطس/ آب الماضي، ضد قرار حظر “فلسطين أكشن“، وتتبنى تكتيك “العصيان الجماعي”، الذي يدعو المتظاهرين إلى قبول الاعتقال كوسيلة للاحتجاج السلمي.
وشهدت جميع الفعاليات السابقة للحركة اعتقال مئات المشاركين، فيما استدعت السلطات آلاف الضباط من مناطق أخرى للمشاركة في عملياتها.
توتر مع المنظمات الداعمة لفلسطين
يأتي هذا التصعيد في ظل التوتر المتزايد داخل بريطانيا بين منظمات داعمة للفلسطينيين وأخرى مؤيدة لإسرائيل، خصوصًا بعد تصنيف الحكومة البريطانية، في يوليو الماضي، حركة “فلسطين أكشن” كـ”منظمة إرهابية”، ما جعل الانتماء إليها أو دعمها “جريمة يعاقب عليها بالسجن حتى 14 عامًا”.
واتخذ القرار بعد أن نفذ نشطاء من الحركة عملية تسلل إلى قاعدة “بريز نورتون” التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني في مقاطعة أوكسفوردشير، حيث ألحقوا أضرارًا بطائرتين من طراز “إيرباص فوياجر” مستخدمين قضبانًا حديدية، كما رشقوا محركاتها بالطلاء الأحمر في إشارة رمزية إلى “الدماء الفلسطينية”.
وذكر النشطاء حينها أن هدفهم هو “وقف الرحلات اليومية، التي تنفذها القوات الجوية من القاعدة إلى قاعدة “أكروتيري” في قبرص، التي تُستخدم في العمليات العسكرية البريطانية في قطاع غزة“.
وفي سياق متصل، أعلنت شرطة لندن الأسبوع الماضي، تعزيز الإجراءات الأمنية حول المعابد اليهودية وفي الأحياء التي تضم جاليات يهودية كبيرة، بعد حادثة مانشستر، مؤكدة أن قواتها “تعمل على موازنة الحق في التظاهر مع واجب الحفاظ على الأمن العام”.