إجلاء عائلات الدبلوماسيين الأمريكيين من الشرق الأوسط بسبب خطر محتمل
وزير الدفاع الإيراني يهدد باستهداف جميع القواعد الأمريكية في المنطقة إذا تعرضت بلاده لهجوم عسكري

وسط غموض حول مصير الجولة السادسة من المفاوضات النووية بين الولايات المتحدة وإيران، التي كان يُفترض أن تُستأنف نهاية هذا الأسبوع في سلطنة عُمان، كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الخميس، أن عائلات الدبلوماسيين الأمريكيين غادروا الشرق الأوسط بسبب خطر محتمل، وذلك على خلفية توترات متصاعدة في المنطقة.
وقال ترامب في تصريحات نقلتها شبكة “فوكس نيوز” الأمريكية ردا على سؤال بشأن مغادرة عائلات الدبلوماسيين الأمريكيين على خلفية التصعيد مع إيران: “يتم إخراجهم الآن لأن المكان قد يصبح خطيرا وسنرى ما سيحدث وقد قمنا بتنبيههم للخروج”.
وأضاف ترامب في معرض حديثه عن إيران: “لا يمكنهم امتلاك سلاح نووي، الأمر بسيط للغاية. لا يمكنهم امتلاك سلاح نووي ولن نسمح لهم بذلك”.
ومساء أمس، قال مسؤول أمريكي في تصريح صحافي، “وزير الدفاع بيت هيغسيث منح إذنا بالمغادرة الطوعية لعائلات العسكريين من مواقع في نطاق مسؤولية القيادة المركزية”.
وأضاف أن القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم) تراقب التوتر المتصاعد في الشرق الأوسط، وتنسق مع وزارة الخارجية الأمريكية وحلفاء الولايات المتحدة لتقديم الدعم لأي بعثة أمريكية في أنحاء العالم.
إخلاء سفارة واشنطن في العراق
وفي وقت سابق الأربعاء، أفادت وكالة “رويترز” نقلا عن مصادر أمريكية وعراقية بأن الولايات المتحدة تستعد لإخلاء سفارتها في العراق بسبب “تزايد المخاطر الأمنية في المنطقة”، كما تستعد لإجلاء عائلات العسكريين الأمريكيين في البحرين.
من جانب آخر، قال مصدر حكومي عراقي لوكالة الأنباء العراقية إنه “لم يسجل لدى الجانب العراقي أي مؤشر أمني يستدعي الإخلاء”، مشيرا إلى أن خطوات إخلاء بعض الموظفين الأمريكيين تشمل عددا من بلدان الشرق الأوسط ولا تقتصر على العراق فقط.
وجدد المصدر التأكيد على أن كل المؤشرات تدعم استتباب الأمن الداخلي والاستقرار في البلاد.
على الولايات المتحدة مغادرة المنطقة
من جانبه، أكد وزير الدفاع الإيراني، عزيز نصير زاده، في تصريحات للتلفزيون الرسمي أنه في حال وقوع اشتباك يتوجب على الولايات المتحدة مغادرة المنطقة، لأن جميع قواعدها ستكون في مرمى النيران الإيرانية.
وأضاف أنه “في حال لم تصل المفاوضات النووية غير المباشرة مع الولايات المتحدة إلى نتيجة وحاول البعض فرض مواجهة ضدنا فإن خسائر الطرف الآخر ستكون أكبر من خسائرنا بالتأكيد”.
ويشهد التوتر بين طهران والغرب بشأن مستقبل الاتفاق النووي تصاعدا في وقت يتواصل فيه الجمود في المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة عبر وساطة سلطنة عمان.
مصير الجولة السادسة من المفاوضات النووية
ولا زال الغموض حول مصير الجولة السادسة من المفاوضات النووية بين الولايات المتحدة وإيران، التي كان يُفترض أن تُستأنف نهاية هذا الأسبوع في سلطنة عُمان، في ظل رفض الإدارة الأميركية السماح لإيران بتخصيب اليورانيوم، وإصرار الأخيرة على أن ذلك يجب أن يستمر داخل حدودها.
ونقلت صحيفة واشنطن بوست، عن مسؤولين أميركيين، قولهما إن جهود إحياء المفاوضات النووية بين واشنطن وطهران تعثّرت. وبينما لم تُعلن أي من العاصمتين رسميًا إلغاء الجولة السادسة.
وقال المسؤولان، أمس الأربعاء، إن انعقادها بات مستبعدًا بشكل متزايد، في ظل تزايد التوترات الإقليمية، وتصاعد التحذيرات من احتمالات التصعيد العسكري. وأفادت الصحيفة بأنّ الولايات المتحدة في حالة تأهب قصوى تحسبًا لضربة إسرائيلية محتملة على إيران.
إلا أن موقع أكسيوس الأميركي، أفاد، فجر اليوم الخميس، نقلا عن مسؤول أميركي بأن مبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف سيلتقي وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في مسقط يوم الأحد لمناقشة رد طهران على المقترح الأميركي الأخير.
وبينما لم تُقدّم إيران ردها بعد على المقترح الأميركي بشأن الاتفاق النووي، قال المسؤول: “يزداد احتمال انعقاد الجولة السادسة من المحادثات كما هو مخطط له”.
وأعلنت إيران، الثلاثاء، أن “التحضيرات جارية” لعقد الجولة السادسة من المفاوضات غير المباشرة مع الولايات المتحدة يوم الأحد المقبل في سلطنة عُمان.
ويسود ترقّب لرد إيران على المقترح الأميركي الذي تسلمته عبر سلطنة عُمان قبل نحو أسبوعين، إلى جانب تصعيد من جانب الولايات المتحدة، وفرنسا، وبريطانيا، وألمانيا، في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، حيث تسعى هذه الدول لاستصدار قرار يتهم إيران بعدم التعاون مع الوكالة، فيما تؤكد السلطات الإيرانية اعتزامها الرد على ذلك.
قضية تخصيب اليورانيوم
وتعد قضية تخصيب اليورانيوم من أبرز نقاط الخلاف بين إيران والولايات المتحدة، إذ ترفض طهران التخلي عن هذا “الحق” وتؤكد أنه لأغراض سلمية، في حين ترى واشنطن والدول الغربية أن استمرار التخصيب يمثل مسارا محتملا نحو تطوير أسلحة نووية، وهو ما تنفيه إيران باستمرار.
وعقدت في العاصمة الإيطالية روما، في 23 أيار/مايو الماضي، الجولة الخامسة من المحادثات الإيرانية الأمريكية حول البرنامج النووي الإيراني برعاية سلطنة عمان.
وبدأت جولات التفاوض بين إيران والولايات المتحدة حول البرنامج النووي الإيراني، في 12 نيسان/أبريل الماضي برعاية سلطنة عمان، والتي اعتبرت التواصل الأرفع مستوى بين البلدين منذ الاتفاق الدولي المبرم مع طهران في العام 2015 حول برنامجها النووي والذي انسحبت منه الولايات المتحدة في عام 2018.
ويذكر أنه في عام 2015، توصلت بريطانيا وألمانيا والصين وروسيا والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا إلى اتفاق مع إيران، بشأن برنامجها النووي ينص على تخفيف العقوبات عنها مقابل فرض قيود على البرنامج النووي.
ولاحقا انسحبت الولايات المتحدة، خلال ولاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب السابقة، من الاتفاق النووي في أيار/مايو 2018، وأعادت فرض العقوبات على طهران.
وردت إيران على ذلك بإعلان خفض تدريجي لالتزاماتها بموجب الاتفاق، متخلية على وجه الخصوص عن القيود المفروضة على الأبحاث النووية ومستوى تخصيب اليورانيوم.
ومع عودة ترامب إلى البيت الأبيض في كانون الثاني/يناير 2025، أعادت واشنطن تفعيل سياسة “الضغوط القصوى” على إيران، ما أدى إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية وارتفاع معدلات التضخم.