إسرائيل ترتكب جرائم إبادة جديدة في غزة وتواصل استهداف المجوّعين
نشطاء يونانيون يستعدون لتنظيم لمظاهرات ضخمة تضامن مع الفلسطينيين

تواصل إسرائيل ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، وتفرض حصاراً قاتلاً على نحو 2 مليون شخص تحوّل معظمهم إلى نازحين، وتواصل قواتها قتل المجوّعين في محيط مصائد الموت الأمريكية، وسط تنديد عالمي بتلك الجرائم.
وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، اليوم الثلاثاء، أن مستشفيات القطاع استقبلت خلال الـ24 ساعة الماضية 87 شهيداً، من بينهم 8 شهداء جرى انتشالهم من تحت الأنقاض، إضافةً إلى 644 إصابة جديدة.
وأكدت الوزارة أن هناك عدداً من الضحايا لا يزالون تحت الركام وفي الطرقات، حيث تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم حتى اللحظة، بفعل استمرار القصف الإسرائيلي وصعوبة الحركة في المناطق المستهدفة.
وبحسب بيان الوزارة، ارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ 7 أكتوبر 2023 إلى 61,020 شهيداً و150,671 إصابة، في حين بلغ عدد الشهداء منذ استئناف العدوان في 18 آذار/مارس الماضي حتى اليوم 9,519 شهيداً، إضافةً إلى 38,630 إصابة.
1,568 شهيداً من المجوّعين
كما أشارت وزارة الصحة إلى أن عدد شهداء لقمة العيش الذين وصلوا إلى المستشفيات خلال الـ24 ساعة الماضية بلغ 52 شهيداً، بالإضافة إلى 352 إصابة، لترتفع بذلك الحصيلة الإجمالية لشهداء المساعدات إلى 1,568 شهيداً وأكثر من 11,230 مصاباً.
هذا وأفاد مصدر صحافي في وقتٍ سابق اليوم بأن 25 شهيداً سقطوا في قصف الاحتلال على مناطق متفرقة من القطاع منذ فجر اليوم، من بينهم 14 شهيداً من طالبي المساعدات.
كما سجّلت مستشفيات غزة 8 حالات وفاة جديدة نتيجة المجاعة وسوء التغذية خلال الساعات الماضية، من بينهم طفل و7 بالغين، لترتفع الحصيلة الإجمالية لضحايا التجويع إلى 188 شهيداً، من بينهم 94 طفلاً.
ميدانيًا، أفادت مصادر محلية اليوم الثلاثاء، بأن الاحتلال الإسرائيلي نفذ قصفاً مدفعياً عنيفاً على محيط جسر الواد شمالي المحافظة الوسطى، في وقت شنّت طائرات الاحتلال غارات مكثّفة على شرق مدينة غزة.
مظاهرة ضخمة تجتاح شوارع
وتتزامن مع جرائم الإبادة الجماعية، احتجاجات عالمية تتسع يوميا، اللافت منها قيام ناشطون يونانيون في التخطيط لتنظيم مظاهرة ضخمة تجتاح شوارع البلاد، يوم الأحد المقبل، تعبيراً عن تأييدهم لفلسطين.
وقالت حركة “March to Gaza” إنه “لا يمكن تحويل الشواطئ لأماكن ترفيه وراحة لجنود الجيش الإسرائيلي القتلة”.
وأعلنت الحركة التي تضم مجموعة من الأحزاب اليسارية اليونانية أن العاشر من أغسطس/آب المقبل هو “يوم عمل وطني” في الجزر والمواقع السياحية اليونانية، وهدفه الاحتجاج ضد “إبادة الشعب الفلسطيني وداعميه”، داعيةً الشعب اليوناني إلى الاحتجاج ضد إسرائيل في جميع الجزر خلال هذا اليوم.
وتأتي التظاهرات المقرر تنظيمها بعد سلسلة من الاحتجاجات التي شهدتها البلاد، وآخرها ضد سفينة كروز إسرائيلية حملت على متنها سياحاً إسرائيليين كانوا يخططون للوصول إلى سيروس ورودس وكريت.
مظاهرات نُظّمت ضد السياح الإسرائيليين
وسبقتها في الأسابيع الأخيرة مظاهرات نُظّمت ضد السياح الإسرائيليين في سيروس ومدينة آغيوس نيكولاس في كريت، حاول خلالها المتظاهرون المؤيدون لفلسطين، وفقاً لما ذكرته صحيفة “يسرائيل هيوم” اليوم الثلاثاء، “الحؤول دون دخول سياح إسرائيليين والتشويش على جولاتهم هناك”.
على المقلب الآخر، فإن المظاهرة التي جرت في سيروس، والتي نجح خلالها المتظاهرون في منع سفينة الرحلات “كراون إيريس” من الرسو في الجزيرة، أدت إلى تغيير في سياسة أثينا؛ حيث أُرسلت إلى الجزر وحدة خاصة لتفريق المظاهرات لا تتبع للشرطة المحلية، وذلك للحؤول دون تكرار “نجاح” المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين والذي أحرج حكومة الوسط-اليمين في اليونان، حسب الصحيفة.
وقد أسفرت المظاهرات التي نظمت لاحقاً في الجزر إلى اعتقال عدد من المتظاهرين بموجب قانون مكافحة العنصرية اليوناني. وعقب التوترات، رفعت إسرائيل درجة تحذير السفر إلى اليونان، مطالبةً مواطنيها بـ”إبداء الحذر واليقظة بصورة خاصة لدى زيارة الجُزر”.
من جانبها، قالت الحركة التي تنظم التظاهرات إن “اليونان ليست محض جزيرة للعطلات بل هي دولة وقفت أخلاقياً بجانب فلسطين. الشعب اليوناني لن يصمت إزاء الإبادة التي تمعن فيها إسرائيل بشراكة الدول الغربية وحكومة اليونان”.
ودعت الحركة المتظاهرين إلى “تحويل الجزر، الشواطئ، قمم الجبال، مواقع الاستجمام والملاذات إلى أماكن للتضامن ورفضاً لإراحة جنود الاحتلال القتلة”، مشددةً على أن “الجهد المبذول لتحويل اليونان إلى ملاذ لأولئك المشاركين أو الداعمين لمذبحة الفلسطينيين لن يمر!”.
يهود اليونان قلقون وتأثيرات تطاول السياحة