إسرائيل تكثّف عملياتها في غزة والقسّام تنفذ “هجوم مباغت” على قواتها في خانيونس

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم الأربعاء، بدء المرحلة التمهيدية لاحتلال مدينة غزة وذلك بعمليات مكثفة في حي الزيتون وجباليا، بعد موافقة وزير الحرب في حكومة اليمين الإسرائيلي الفاشي، يسرائيل كاتس على خطة “عربات جدعون الثانية” لاحتلال المدينة مستدعيا 50 ألفا من قوات الاحتياط.
ذلك في وقت تواصل فيه قوات الاحتلال ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية في قطاع غزة، وتفرض حصاراً قاتلاً على الفلسطينيين، وتصدر أوامر تهجير وتقصف المدنيين، حيث سقط أكثر من 40 شهيداً إثر جرائم الاحتلال منذ فجر اليوم.
وقالت إذاعة جيش الاحتلال إنه في الأيام المقبلة سيبدأ الجيش بدفع سكان غزة نحو جنوبي القطاع، بإطار بدء العمليات التمهيدية لاحتلال المدينة.
كما قال مسؤول عسكري إسرائيلي -نقلت عنه وكالة رويترز- إنه من المتوقع الانتهاء من خطة الهجوم على مدينة غزة في الأيام المقبلة، مشيرا إلى أن الجيش سيرسل خطابات استدعاء آلاف الجنود خلال أيام أيضا.
وأضاف أن إسرائيل ستستدعي ما يصل إلى 50 ألفا من قوات الاحتياط قبل العملية المخطط لها للسيطرة على مدينة غزة لكنه ذكر أن معظم القوات التي ستشارك في العملية بأكبر مركز حضري في قطاع غزة سيكونون جنودا في الخدمة الفعلية.
وأوضح أن جنود الاحتياط سيبدؤون الخدمة في سبتمبر/أيلول المقبل، لافتا إلى أن معظم القوات التي ستتم تعبئتها في هذه المرحلة الجديدة ستكون من القوات الموجودة في الخدمة الفعلية وليس جنود احتياط”
وشرح أن جنود الاحتياط الذين سيتم استدعاؤهم قد يقومون بمهام في سلاح الجو أو المخابرات أو في مهام مساندة، أو قد يحلون محل جنود في الخدمة الفعلية متمركزين خارج غزة.
مصادقة على الخطة
والثلاثاء، وافقت وزارة الحرب الإسرائيلية على خطة احتلال مدينة غزة ومهاجمتها في عملية عسكرية تحمل اسم “عربات جدعون الثانية”، وهي الخطة التي قدمها رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الخطة حملت هذا الاسم استكمالا لعملية “عربات جدعون” التي أطلقها الجيش في 17 مايو/أيار الماضي، رغم إقرار سياسيين إسرائيليين وعسكريين سابقين بفشلها.
وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن الجيش قرر استدعاء 60 ألف عسكري من الاحتياط لتنفيذ خطة السيطرة على مدينة غزة.
وزعم وزير الحرب الإسرائيلي أن الخطة من شأنها تهيئة الظروف لإنهاء الحرب مع إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين بالقطاع، ونزع سلاح حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ونفي قادتها، ونزع السلاح من غزة.
كذلك زعم أنه وافق على ما وصفه بـ”استعدادات إنسانية” لاستيعاب الفلسطينيين الذين سيجبرهم الجيش على النزوح من مدينة غزة إلى المناطق الجنوبية من القطاع، وفق ادعاءاته.
القسام تحاول اختطاف جنود إسرائيليين
على صعيد آخر، أعلنت كتائب القسام اليوم الأربعاء، تنفيد عملية على موقع مستحدث لجنود الاحتلال الإسرائيلي جنوب شرقي مدينة خانيونس، فيما قالت وسائل إعلام عبرية، إن ما لا يقل عن 14 عنصراً من المقاومة حاولوا مهاجمة موقع للجيش في قطاع غزة، واختطاف جنود، واصفة الحدث بـ”المباغت” و”الاستثنائي”.
وقالت كتائب القسام في بيان صدر عنها اليوم: “تمكن مجاهدو القسام صباح اليوم الأربعاء، من الإغارة على موقع مستحدث للعدو جنوب شرق مدينة خان يونس جنوب القطاع بقوة قسامية قوامها فصيل مشاة”.
وأشارت إلى أن مقاتليها “اقتحموا الموقع واستهدفوا عددا من دبابات الحراسة من نوع “ميركافا 4” بعدد من عبوات الشواظ وعبوات العمل الفدائي وقذائف “الياسين105″، كما استهدفوا عددا من المنازل التي يتحصن بداخلها جنود الاحتلال لتثبيتها بـ 6 قذائف مضادة للتحصينات والأفراد ونيران الأسلحة الرشاشة”.
وتابع البيان: “اقتحم عدد من المجاهدين المنازل وأجهزوا بداخلها على عدد من جنود الاحتلال من المسافة صفر بالأسلحة الخفيفة والقنابل اليدوية، وتمكن مجاهدو القسام أيضاً من قنص قائد دبابة “ميركافا 4″ وإصابته إصابة قاتلة”.
وختمت “القسام” بيانها بالقول: “ودك مجاهدونا المواقع المحيطة بمكان العملية بعدد من قذائف الهاون لقطع النجدات، وتم دك موقع العملية بعدد من قذائف الهاون لتأمين انسحاب المجاهدين من المكان.
وفور وصول قوة الإنقاذ قام أحد الاستشهاديين بتفجير نفسه في الجنود وأوقعهم بين قتيل وجريح، واستمر الهجوم لعدة ساعات، ورصد مجاهدونا هبوط الطيران المروحي للإجلاء”.
إسرائيل تعلق على العملية
وعلقت مصادر في القيادة الجنوبية لجيش الاحتلال على محاولة خلية كبيرة من المسلحين الفلسطينيين أسر جنود في جنوب قطاع غزة اليوم الأربعاء، كاشفة تفاصيل جديدة عن “الحدث غير المألوف”.
وفي التفاصيل، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن خلية كبيرة من المسلحين خرجت من فتحة نفق قرب موقع للجيش الإسرائيلي تابع لسريّة “خروب” في جنوب قطاع غزة، وحاولت أسر جنوده، مشيرة إلى مقتل ما بين ثمانية إلى عشرة مسلحين، وفرار الباقين.
وأفادت القناة 14 العبرية بأن 3 جنود إسرائيليين أصيبوا في الحادث، أحدهم إصابته خطيرة.
ووفقا لما نقله موقع “واللا” الإسرائيلي عن هذه العملية، قالت مصادر في القيادة الجنوبية، إن قوات المدرعات والمشاة في القطاع تخلّت عن مهامها وهرعت إلى موقع الهجوم للقضاء على المسلحين.
كما وجهت مصادر في القيادة الجنوبية انتقادات وحذرت، عقب حدث اليوم، قائلة: “إن الطبيعة الثابتة للقوات بمرور الوقت، مع التركيز على هذه القوة، ساعدت حماس على تعلم كيفية التصرف دفاعيًا”.
ولفتت المصادر العسكرية أيضا إلى أن “هناك العديد من القوات الأخرى في قطاع غزة تعاني من جمود منذ فترة”، مضيفة: “ما هو الجمود؟ إنهم لا يناورون حقا.. من السهل فهم روتينهم”.
وتابعت: “نتائج هذا الهجوم مثيرة للقلق الشديد، فهذه ليست حادثة معزولة. هناك حادثة مماثلة لم يُكشف عنها وقعت قبل يومين في بيت حانون تحت قيادة الفرقة 99 – قُتل فيها ثمانية مسلحين في محاولة لمهاجمة قوات اللواء الشمالي. في هذه الحالة أيضا، يُقدر أنهم حاولوا استغلال فرصة عملياتية واختطاف جنود. لقد ازدادت حماس جرأة”.
علاوة على ذلك، قال ضابط مُلِمٌّ بالوضع لـ”واللا”: “لا يُفترض بدبابة أن تدهس إرهابيين كما في هذه الحالة. لا يُفترض بدبابة أن تدهس إرهابيين على مسافة صفر، وإذا حدث ذلك – كما حدث اليوم – فهذا يعني أن التشكيلات المعنية بالمهمة قد انهارت”.
وأردف: “آخر مرة دهست فيها دبابة مسلحين كانت في 7 أكتوبر. وهذا يُشير إلى الكثير. لا يستطيع الجيش الإسرائيلي الادعاء بأنه يُناور، بينما في الواقع، تنتظر قواته الأوامر وتُنفّذ مهام مناورة لاحتلال مدينة غزة. حتى ذلك الحين، ستحاول حماس إيجاد نقاط ضعف في سلوك قوات الجيش الإسرائيلي على الأرض”.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل مدعومة أمريكياً، جرائم إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في غزة، راح ضحيتها 62 ألفا و156 ألفا و230 مصابا معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين.