“الأونروا” تدعو للتحقيق في مقتل فلسطينيين حاولوا الحصول على الغذاء
"الناس يسقطون مغشياً عليهم في الشوارع من شدة الجوع"

أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، اليوم الجمعة، أن الجوع في غزة بلغ مستويات كارثية، مشيرة إلى أن الناس يسقطون مغشياً عليهم في الشوارع من شدة الجوع.
كما بينت الوكالة التابعة للأمم المتحدة، أن سكان قطاع غزة يواجهون نفادا تاما في كل شيء من الطعام والدواء، مشيرة إلى أن آلية توزيع المساعدات الحالية في القطاع “أهانت العائلات الجائعة والخائفة والمصابة والمنهكة، وسلبتها كرامتها الإنسانية”.
ودعت الأونروا، أمس الخميس، إلى إجراء تحقيقات في مقتل وإصابة فلسطينيين يحاولون الوصول إلى الطعام عبر توزيع الأغذية الحالي في غزة.
رفع الحصار
وقالت في منشور على صفحتها بموقع فيسبوك، إن “العائلات في غزة في أمس الحاجة”، مشيرة إلى أنه “عند محاولة استرجاع الطعام المحدود الذي سمحت السلطات الإسرائيلية بدخوله، تم إطلاق النار عليهم وسحقهم من قبل الشاحنات”.
وأضافت “الأمم المتحدة تدعو لإجراء تحقيقات في مقتل وإصابة فلسطينيين يحاولون الوصول إلى الطعام عبر توزيع الأغذية الحالي في غزة”، مطالبة برفع الحصار الآن.
وشددت “الأونروا” على ضرورة أن يكون إيصال المعونة آمنا وكرامة وفي متناول الجميع”، قائلة: “دع الأمم المتحدة، بما في ذلك الأونروا، تقوم بالعمل”.
رصاص حراس مصائد للموت يقتل الفلسطينيين
وكشف تحقيق لوكالة “أسوشييتد برس” نشر، الخميس، مؤلف من إفادات ومقاطع فيديو مصورة، أن متعاقدين أميركيين يحرسون مواقع توزيع المساعدات في غزة، يستخدمون الرصاص الحي والقنابل الصوتية أثناء تدافع الفلسطينيين المجوّعين للحصول على الطعام.
وتحدث اثنان من المتعاقدين الأميركيين للوكالة، شريطة عدم الكشف عن هويتيهما، وقالا إنهما قررا التحدث بسبب شعورهما بالقلق إزاء ما وصفاه بممارسات خطيرة وغير مسؤولة في مراكز المساعدات التابعة لمؤسسة غزة الإنسانية سيئة السمعة والصيت.
وأوضحا أن طواقم الحماية التي تم توظيفها غالباً ما تكون غير مؤهلة، ولم تخضع للفحص اللازم، ومسلحة بشكل كبير، ويتصرفون بحرية مطلقة.
وتعد “مؤسسة غزة الإنسانية” منظمة أميركية مسجلة في ولاية ديلاوير، أُنشئت في فبراير لتوزيع المساعدات الإنسانية خلال الأزمة المستمرة في غزة، لكنها أصبحت تقيم مصائد للموت في القطاع عرضت حياة الفلسطينيين لمخاطر كبيرة.
ومنذ بدء عمل مواقع المؤسسة في مايو الماضي، تطلق قوات الاحتلال الإسرائيلي النار بشكل شبه يومي باتجاه الحشود على الطرق المؤدية إلى نقاط التوزيع، والتي تمر عبر مناطق عسكرية إسرائيلية، وقتلت مئات الفلسطينيين.
وأقر جيش الاحتلال الإسرائيلي بتعرّض مدنيين للأذى في مركز توزيع المساعدات.
613 شهيد في محيط مواقع توزيع المساعدات
وذكر مكتب مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان اليوم الجمعة أنه سجل ما لا يقل عن 613 شهيدا حول نقاط توزيع المساعدات، التي تديرها “مؤسسة غزة الإنسانية”، وبالقرب من قوافل الإغاثة الإنسانية في القطاع.
وقالت رافينا شامداساني المتحدثة باسم المكتب للصحافيين في جنيف: “سجلنا 613 قتيلا، سواء عند نقاط مؤسسة غزة الإنسانية أو بالقرب من قوافل الإغاثة الإنسانية، وهذا العدد حتى 27 يونيو، ووقعت حوادث أخرى… منذ ذلك الحين”.
بدوره، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الخميس، عن صدمته حيال الأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة المحاصر، محذراً من أن “آخر شرايين البقاء على قيد الحياة على وشك الانقطاع” جراء إغلاق إسرائيل لمعابر القطاع.