الأونروا: تهجير الفلسطينيين إلى رفح سيؤدي إلى إنشاء معسكرات اعتقال جماعية على حدود مصر

حذرت مفوضية الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، اليوم الثلاثاء، من أن التهجير الجماعي للفلسطينيين في قطاع غزة باتجاه مدينة رفح جنوبًا، سيؤدي إلى “إنشاء معسكرات اعتقال جماعية” على الحدود مع مصر، في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية الكارثية في القطاع المحاصر.
وأكد مفوض (الأونروا) فيليب لازاريني أن خطط بعض المسؤولين الإسرائيليين لفرض تهجير واسع النطاق على سكان غزة باتجاه الجنوب، تهدد بحرمانهم من أي أمل في مستقبل أفضل، محذرة من أن استمرار هذا النهج قد يؤدي إلى مأساة إنسانية غير مسبوقة.
وشدد على ان الأونروا “لا يمكن أن تصمت أو تتواطأ مع هذا التهجير القسري واسع النطاق”، الذي يعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، داعيا المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لوقف هذه السياسات التي تعمّق مأساة الشعب الفلسطيني وتدمر فرص السلام العادل والدائم في المنطقة.
“مدينة إنسانية” على أنقاض مدينة رفح
وكان وزير الحرب في حكومة اليمين الإسرائيلي الفاشي، يسرائيل كاتس، قد أمر قوات الاحتلال بالتحضير لإقامة مخيم ضخم لاستيعاب 600 ألف فلسطيني نازح في جنوب غزة، بحسب ما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية الإثنين الماضي.
وزعم كاتس، إن هذه الخطوة تهدف إلى إضعاف سيطرة حركة حماس على السكان في القطاع الساحلي المحاصر.
وأضاف الوزير أن هناك خططا يتم تطويرها لإنشاء “مدينة إنسانية” على أنقاض مدينة رفح، التي دُمرت إلى حد كبير خلال الحرب المستمرة، حسبما ذكر موقع “تايمز أوف إسرائيل”.
ومن المقرر أن يتم تهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين يعيشون حاليا في خيام بمنطقة المواصي إلى المخيم الجديد.
وأوضح كاتس أن المخيم سيتم بناؤه خلال وقف إطلاق النار الذي يجري التفاوض عليه حاليا بين إسرائيل وحماس، والمقرر أن يستمر لمدة 60 يوما.
وبحسب الوزير الإسرائيلي، سيتولى “شركاء دوليون” غير محددين إدارة المنطقة، بينما ستوفر القوات الإسرائيلية الأمن فقط.
وسيخضع القادمون إلى المخيم لفحوصات أمنية بهدف منع تسلل مقاتلي حماس إلى المنطقة.
وأشار كاتس أيضا إلى أن المخيم سيسهم في خطط ترحيل السكان الفلسطينيين من غزة، وهي الخطط التي تعتبر بمثابة تهجير قسري.
وأعلنت حكومة اليمين الإسرائيلي الفاشي مرارا نيتها الدفع باتجاه تهجير الفلسطينيين من القطاع.
ويعيش في غزة ما يزيد قليلا عن مليوني شخص، معظمهم فقدوا مساكنهم خلال الصراع.
ولم تعلن أي دولة في العالم حتى الآن استعدادها لاستقبال الفلسطينيين.
وناقشت قوى متطرفة في إسرائيل، بما في ذلك بعض الوزراء اليمينيين المتشددين في حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بشكل علني الترحيل القسري لسكان غزة، وإنشاء مستوطنات في المنطقة.