الأونروا: ما يحدث في قطاع غزة مجاعة مدبرة

نظام توزيع المساعدات التابع لـ"مؤسسة غزة الإنسانية" معيب ويخدم أهدافاً عسكرية

أكد المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني، الجمعة، إن ما يحدث في قطاع غزة مجاعة مدبرة، ومتعمدة.

وأضاف لازاريني عبر منصة “إكس” أن نظام توزيع المساعدات التابع لـ”مؤسسة غزة الإنسانية” معيب، وغير مصمم لمعالجة الأزمة، ويخدم أهدافاً عسكرية، وسياسية.

وأوضح مفوض الأونروا أن إسرائيل تسيطر على جميع جوانب وصول المساعدات الإنسانية سواء خارج غزة أو داخلها، وانتقد إسقاط المساعدات جواً بوصفه “الوسيلة الأكثر تكلفة، والأقل فعالية لإيصال المساعدات، ويُشتّت الانتباه عن التقاعس”.

ثلث سكان قطاع غزة لا يأكلون لأيام

بدوره، أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، الجمعة، أن حوالي ثلث سكان قطاع غزة لا يأكلون لأيام، محذّرا من أن سوء التغذية في تزايد حادّ.

وأفاد البرنامج في بيان أن “الأزمة الغذائية في غزة بلغت مستويات من اليأس غير مسبوقة، ولا يأكل شخص من أصل كل 3 لأيام، كما تفاقم سوء التغذية، وأكثر من 90 ألف امرأة وطفل في حاجة عاجلة إلى العلاج”، نقلا عن “فرانس برس”.

وأضاف أنه من المتوقع أن يواجه 470 ألف فلسطيني “مجاعة كارثية” في القطاع المحاصر خلال الأشهر القادمة.

“أزمة أخلاقية تشكل تحديا للضمير العالمي”

وإلى ذلك، استنكر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الجمعة، انتفاء “الإنسانية” و”التعاطف” مع الفلسطينيين في قطاع غزة الذي لا يعاني من أزمة إنسانية فحسب بل “أزمة أخلاقية تشكل تحديا للضمير العالمي”.

وقال في كلمة عبر الفيديو لمنظمة العفو الدولية: “لا أستطيع تفسير مدى اللامبالاة والتقاعس الذي نراه من كثر في المجتمع الدولي، انعدام التعاطف… والإنسانية”.

وأضاف: “هذه ليست مجرد أزمة إنسانية، بل هي أزمة أخلاقية تشكّل تحديا للضمير العالمي. سنواصل رفع الصوت في كل فرصة”.

وكانت منظمات إغاثة حذّرت من ارتفاع عدد الأطفال الذين يعانون سوء التغذية الحاد في قطاع غزة الذي أحكمت إسرائيل حصاره ومنعت إدخال المساعدات إليه في مارس (أذار) وسط حربها مع حركة حماس. وخُفّف هذا الحصار على نحو طفيف بعد شهرين.

ومذاك، أصبحت المساعدات التي تدخل القطاع خاضعة لسيطرة “مؤسسة غزة الإنسانية” المعروفة بـ”مصائد الموت الأمريكية” وتدعمها واشنطن ويشرف على عملها قوات الاحتلال، لتحل مكان نظام التوزيع الذي كانت تديره الأمم المتحدة.

ورفضت منظمات الإغاثة والأمم المتحدة العمل مع هذه المؤسسة، متهمة إياها بمواءمة الأهداف العسكرية الإسرائيلية.

“الكلمات لا تُشبع الأطفال الجائعين”

وقال غوتيريش: “منذ البداية، أدنت بشكل متكرر الهجوم الرهيب” الذي شنته حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 على إسرائيل والذي أشعل فتيل الحرب، لكن لا شيء يمكن أن يبرر ارتفاع عدد الوفيات والدمار منذ ذلك الحين، حجمهما ونطاقهما يتجاوز أي شيء رأيناه في عصرنا الحديث”.

وتابع: “يتحدث الأطفال عن رغبتهم في الذهاب إلى الجنة لأنهم يقولون إنه يوجد طعام هناك على الأقل. نجري مكالمات فيديو مع عاملينا الذين يتضورون جوعا أمام أعيننا، لكن الكلمات لا تُشبع الأطفال الجائعين”.

ودان غوتيريش أيضا مقتل أكثر من ألف فلسطيني أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات غذائية منذ 27 مايو (أيار)، عندما بدأت مؤسسة غزة عملياتها.

وعلق: “نحن نحتاج إلى أن نتحرك: وقف إطلاق نار فوري ودائم، والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الأسرى، ووصول الإغاثة على نحو فوري ومن دون عوائق”.

وأضاف أن الأمم المتحدة مستعدة “لزيادة العمليات الإنسانية بشكل كبير” في غزة إذا توصلت إسرائيل وحماس إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.



مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى