الاحتلال الإسرائيلي يبدأ هجوماً واسعاً على قطاع غزة ويرتكب جرائم جديدة

الأمم المتحدة تندد بالتصعيد الإسرائيلي وتعتبره تطهيراً عرقياً ومسعاً لتهجير السكان

في وقت مبكر من صباح السبت، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، أنه بدأ المرحلة الأولى من هجومه الواسع في قطاع غزة، وشنّ هجمات واسعة على المناطق السكنية، للسيطرة على مواقع استراتيجية داخل القطاع، ضمن المرحلة الافتتاحية لعملية عسكرية جديدة أطلق عليها اسم “عربات جدعون“.

وتهدف العملية، بحسب بيان جيش الاحتلال، إلى “تحقيق جميع أهداف الحرب”، وفي مقدمتها “إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين وهزيمة حركة حماس”.

وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال إن “القوات شنّت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية هجمات مكثفة، وحشدت قواتها على الأرض للسيطرة على مناطق خاضعة لسيطرتها داخل القطاع”، في إشارة إلى مناطق سبق أن اقتحمتها قوات الاحتلال خلال الأشهر الماضية من العدوان.

ويأتي هذا الإعلان في وقت تتواصل حرب الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة وسط تصعيد عسكري عنيف وأزمة إنسانية خانقة، فيما تتكثف الضغوط والمواقف الدولية المتباينة، بينما تتعثر جهود التهدئة على وقع غارات جوية دامية ورفض إسرائيلي للمبادرات المطروحة.

ويومي الخميس والجمعة، شنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي سلسلة غارات عنيفة على مناطق متفرقة في قطاع غزة، أسفرت عن استشهاد وإصابة المئات، بينهم أطفال ونساء، وفق وسائل إعلام فلسطينية.

وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي ، منذ 7 أكتوبر 2023، جرائم إبادة جماعية في غزة راح ضحيتها نحو 173 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم من المدنيين والأطفال والنساء.

إسرائيل تصعّد الإبادة الجماعية

وقال المرصد “الأورومتوسطي” لحقوق الإنسان، الجمعة، إن إسرائيل تصعّد الإبادة الجماعية في قطاع غزة بهجوم هو “الأوسع والأكثر فتكاً” منذ بدء العدوان في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

وأضاف المرصد (مقره جنيف)، في بيان: “إسرائيل تصعّد إبادتها الجماعية في غزة عبر واحدة من أوسع الهجمات وأكثرها فتكًا منذ بدء العدوان، من خلال ارتكاب المجازر واعتماد سياسة الأرض المحروقة والتدمير الشامل لما تبقّى من الأحياء والبنية التحتية”.

التطهير العرقي

بدوره، ندّد مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، بالتصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة، محذرًا من وجود مسعى واضح لتهجير السكان بشكل دائم، ,وصف ما يجري بأنه يرقى إلى مستوى “التطهير العرقي”.

وفي بيان تلاه المتحدث باسم مفوضيّة الأمم المتّحدة السامية لحقوق الإنسان، جيريمي لورانس، خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم الجمعة، قال تورك إن “القصف الأخير على غزة وحرمانها من المساعدات الإنسانية يشيران إلى توجه واضح نحو إحداث تحول ديموغرافي دائم في القطاع، في خرق فاضح للقانون الدولي، ويرقى إلى مستوى التطهير العرقي”.

وأشار لورانس إلى أن “التصعيد الحاد في الهجمات وعمليات القتل هذا الأسبوع، بما في ذلك الغارات الإسرائيلية على المستشفيات، يفاقم الوضع الإنساني المتدهور أصلًا، وسط مؤشرات مقلقة على أن الأمور مرشحة للتدهور أكثر”.

وأضاف: “هذا الوابل من القصف أجبر آلاف المدنيين على النزوح، في ظل تهديدات بتكثيف الهجمات والتدمير المنهجي لأحياء بأكملها، وحرمان السكان من المساعدات الإنسانية، ما يعزز المخاوف من سعي متعمد إلى تغيير ديموغرافي دائم في غزة”.

انهيار الخدمات الطبية

أشار البيان إلى غزة تُعاني من انهيار شبه كامل في الخدمات الطبية، في وقت تتقلص فيه القدرة الاستيعابية للملاجئ تحت وطأة أوامر التهجير وعمليات التدمير، بينما تُجبر العائلات على العيش في خيام لا تستوفي أدنى معايير الكرامة الإنسانية، وسط تفاقم الجوع نتيجة الحصار الإسرائيلي المستمر.

وأشار بيان المفوضية إلى أن الجيش الإسرائيلي قصف، في 13 أيار/ مايو، اثنين من أكبر المستشفيات في خان يونس جنوبي قطاع غزة، هما مجمع ناصر الطبي والمستشفى الأوروبي، ما أدى إلى خروج الأخير عن الخدمة.

وأضاف لورانس: “المستشفيات محمية في جميع الأوقات، وتكتسب أهمية مضاعفة خلال فترات الحرب. إن قتل المرضى أو الزوار أو العاملين في الطوارئ، أو المدنيين الباحثين عن ملجأ، هو عمل مأساوي ومقيت يجب أن يتوقف فورًا”.

واختتم البيان بالتأكيد على أن “قوانين الحرب المستندة إلى اتفاقيات جنيف مقدسة، وكذلك القواعد التي تلزم جميع الدول، بلا استثناء، بحماية حقوق الإنسان، بما في ذلك اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها”.

نتنياهو يرفض مقترح ويتكوف

وفي خضم ذلك، أفادت القناة 12 الإسرائيلية بأن رئيس حكومة اليمين الإسرائيلي الفاشي بنيامين نتنياهو رفض مقترحًا جديدًا قدّمه المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، خلال زيارته الأخيرة إلى الدوحة، رغم ما قالت القناة إنه “قبول من حركة حماس وإشارات إيجابية من الوسطاء”.

وبحسب القناة، فإن المقترح الأميركي يتضمن خطة شاملة لإعادة الإسرائيليين الإسرائيليين وإزاحة حركة حماس عن الحكم في قطاع غزة، لكن حكومة الاحتلال رفضت التعامل معه.



مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى