القمة العربية والاسلامية تؤكد أن العدوان الإسرائيلي على قطر يقوض فرص للسلام بالمنطقة
قادة الخليج يعلنون عن تفعيل آليات الدفاع المشترك وقدرات الردع

أكد البيان الختامي الصادر عن القمة العربية والاسلامية الطارئة في الدوحة، اليوم الإثنين، على إن العدوان الغاشم على قطر واستمرار ممارسات إسرائيل العدوانية يقوض فرص للسلام بالمنطقة، فيما أعلن قادة الخليج عن تفعيل آليات الدفاع المشترك وقدرات الردع الخليجية.
وأدان البيان الختامي بأشد العبارات هجوم إسرائيل الجبان غير الشرعي على دولة قطر، معبرا عن التضامن المطلق مع الدوحة والوقوف معها في ما تتخذه من خطوات للرد.
وشدد على أن العدوان على مكان محايد للوساطة يقوض عمليات صنع السلام الدولية، مشيدا بموقف قطر الحضاري والحكيم في تعاملها مع الاعتداء الغادر.
كما كرر الرفض القاطع لمحاولات تبرير العدوان الإسرائيلي على الدوحة تحت أي ذريعة، وتهديد إسرائيل المتكرر بإمكانية استهداف قطر مجددا.
دعم جهود الوسطاء
وجدد البيان دعم جهود الوسطاء، قطر ومصر والولايات المتحدة، لوقف العدوان بغزة، مشيرا إلى أن الاعتداء يهدف لتقويض جهود الوساطة الرامية لوقف العدوان على القطاع.
كما أكد على الوقوف ضد مخططات إسرائيل لفرض واقع جديد بالمنطقة، وإدانة أي محاولات إسرائيلية لتهجير الفلسطينيين بأي ذريعة.
كما حذر من تبعات أي قرار إسرائيلي بضم جزء من الأراضي المحتلة، مطالبا بتحرك دولي عاجل يضع حدا لاعتداء إسرائيل المتكرر بالمنطقة.
تفعيل آليات الدفاع المشترك وقدرات الردع الخليجية
في السياق، وجه قادة دول مجلس التعاون الخليجي، الاثنين، القيادة العسكرية الموحدة للمجلس، باتخاذ الإجراءات التنفيذية اللازمة لتفعيل آليات الدفاع المشترك وقدرات الردع الخليجية، وذلك في أعقاب الاجتماع الاستثنائي للمجلس الأعلى لمجلس التعاون في الدوحة.
وأوضح بيان المجلس الأعلى، أن اللجنة العسكرية العليا، ستعمل على تقييم الوضع الدفاعي لدول المجلس، ومصادر التهديد في ضوء العدوان الإسرائيلي على قطر.
وعقد المجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، دورة استثنائية، الاثنين، في العاصمة القطرية الدوحة، لبحث الهجوم الإسرائيلي على قطر، برئاسة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ومشاركة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والشيخ منصور بن زايد، نائب رئيس دولة الإمارات، والشيخ صباح خالد الحمد الصباح، ولي عهد الكويت، السيد شهاب بن طارق آل سعيد، نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع بسلطنة عمان، والشيخ عبد الله بن حمد آل خليفة، الممثل الشخصي لملك البحرين، إلى جانب جاسم محمد البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي.
وأدان المجلس الأعلى “بأشد العبارات” الاعتداء الإسرائيلي على قطر، واعتبره “انتهاكاً صارخاً” يخالف مبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، مؤكداً أن “أمن دول المجلس كل لا يتجزأ”، وأن “أي اعتداء على أي منها هو اعتداء عليها جميعاً”.
الاتفاقات مع إسرائيل
بيان المجلس الأعلى لدول مجلس التعاون الخليجي، اعتبر أن استمرار السياسات العدوانية الإسرائيلية “يقوّض جهود تحقيق السلام ومستقبل التفاهمات والاتفاقات القائمة مع إسرائيل”.
وحذّر المجلس الأعلى من أن “إمعان إسرائيل في ممارساتها الإجرامية وتجاوزها السافر، لكافة الأعراف والقوانين الدولية، وميثاق الأمم المتحدة، من شأنه أن يقود إلى تداعيات خطيرة، تُهدد الأمن والسلم الإقليمي والدولي”.
ودعا مجلس الأمن والمجتمع الدوليين والدول الفاعلة، لتحمل مسؤولياتها الكاملة، واتخاذ “إجراءات حازمة ورادعة لوقف هذه الانتهاكات، التي أتت على هيبة القانون الدولي، وسلطة مؤسساته الدولية، وهي تمثل سابقة خطيرة لا ينبغي تجاوزها أو أن تمر دون فرض عقوبات دولية رادعة”.
وشدّد بيان المجلس، على “ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته الأخلاقية والقانونية، والتحرك العاجل لردع إسرائيل، ووضع حد لانتهاكاتها المتكررة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، التي تشكل تهديداً مباشراً لأمن المنطقة والسلم والاستقرار الدوليين”.
جهود الوساطة القطرية
وأشاد المجلس الأعلى بجهود الوساطة القطرية في وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين، وتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني، مشدداً على أن “الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على العديد من الدول في المنطقة، تشكل عقبة خطيرة أمام الجهود الدولية والإقليمية الرامية إلى إحلال الأمن والسلم والاستقرار”.
كما شدّد البيان الختامي على ضرورة الالتزام بالأسس والمبادئ المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة، والمعاهدات والاتفاقيات الدولية، ومبادئ حسن الجوار، واحترام سيادة الدول، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وحل الخلافات بالطرق السلمية، وعدم استخدام القوة والتهديد بها.
وكان القادة والزعماء المشاركون في افتتاح أعمال القمة العربية الإسلامية الطارئة، اليوم الاثنين، في الدوحة قد عبروا عن تضامنهم مع دولة قطر، وتنديدهم “بالعدوان الإسرائيلي الغادر والسافر على سيادتها”.
الرئيس المصري: إسرائيل تسعى لتحويل المنطقة إلى ساحة مستباحة للاعتداءات
وقال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الاثنين، إن إسرائيل تسعى لتحويل المنطقة إلى ساحة مستباحة للاعتداءات، بما يهدد الاستقرار في المنطقة بأسرها، ويشكل إخلالاً خطيراً بالسلم والأمن الدوليين، وبالقواعد المستقرة للنظام الدولي.
كما أعلن الرئيس المصري، عن تضامن مصر الكامل، وتضافرها مع أشقائها في قطر، في مواجهة العدوان الإسرائيلي، الذي شهدته الأجواء والأراضي القطرية، واصفا الاعتداء بأنه يمثل انتهاكاً جسيماً لأحكام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وسابقة خطيرة تهدد الأمن القومي العربي والإسلامي.
وقال السيسي إن الاعتداء الإسرائيلي يعكس بجلاء أن الممارسات الإسرائيلية تجاوزت أي منطق سياسي أو عسكري، وتخطت كافة الخطوط الحمراء، معربا عن إدانته لقيام إسرائيل بالاعتداء على سيادة وأمن دولة عربية، تضطلع بدور محوري في جهود الوساطة مع مصر والولايات المتحدة، من أجل وقف إطلاق النار في غزة، وإنهاء الحرب والمعاناة غير المسبوقة، التي يمر بها الشعب الفلسطيني.
سلوك إسرائيلي منفلت
ووجه الرئيس المصري تحذيرا قائلا: “أخشى من أن ما نشهده من سلوك إسرائيلي منفلت، ومزعزع للاستقرار الإقليمي، من شأنه توسيع رقعة الصراع، ودفع المنطقة نحو دوامة خطيرة من التصعيد، وهو ما لا يمكن القبول به أو السكوت عنه”.
ودعا الرئيس السيسي المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته الأخلاقية والقانونية، لضمان عدم تكرار هذه الاعتداءات، وإنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة والتي وصفها بـ”الغاشمة”، بما يقتضيه ذلك من محاسبة ضرورية للمسئولين عن الانتهاكات، ووضع حد لحالة “الإفلات من العقاب”، التي باتت سائدة أمام الممارسات الإسـرائيلية.
وقال إن النهج العدواني الذي يتبناه الجانب الإسرائيلي، إنما يحمل في طياته نية مبيتة، لإفشال كافة الفرص لتحقيق التهدئة، والتوصل إلى اتفاق يضمن الوقف الدائم لإطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن والأسرى، مؤكدا أن هذا التوجه يشي بغياب أي إرادة سياسية لدى إسرائيل، للتحرك الجدي في اتجاه إحلال السلام في المنطقة.
ووصف الرئيس المصري الاعتداءات الإسرائيلية بـ”الغطرسة الآخذة في التضخم”، مؤكدا أنها تتطلب من القاهرة والدول العربية والإسلامية العمل معا نحو إرساء أسس ومبادئ، تعبر عن رؤيتنا ومصالحنا المشتركة.
تبعات خطيرة على الأمن الدولي
وقال السيسي إن على إسرائيل أن تستوعب، أن أمنها وسلامتها، لن يتحققا بسياسات القوة والاعتداء، بل بالالتزام بالقانون الدولي، واحترام سيادة الدول العربية والإسلامية، وأن سيادة تلك الدول، لا يمكن أن تمس تحت أي ذريعة، وهذه مبادئ غير قابلة للمساومة، مؤكدا أن سياسات تل أبيب ستؤدي إلى المزيد من التوتر، وعدم الاستقرار للمنطقة بأسرها، على نحو سيكون له تبعات خطيرة على الأمن الدولي.
كما وجه الرئيس المصري رسالة إلى الشعب الإسرائيلي، مؤكدا أن سياسات حكومته تهدد أمنه، وأمن جميع شعوب المنطقة، وتضع العراقيل أمام أي فرص لأية اتفاقيات سلام جديدة، بل وتجهض اتفاقات السلام القائمة مع دول المنطقة بالفعل.
الأردن: المجتمع الدولي سمح لإسرائيل بأن تكون فوق القانون
فيما اعتبر ملك الأردن عبد الله الثاني، أن “المجتمع الدولي سمح لإسرائيل بأن تكون فوق القانون”، مؤكداً أن تل أبيب “تخرق كل القوانين، وتمادت في إجراءاتها في الضفة وغزة”.
وأضاف ملك الأردن: “وتهدد أمن واستقرار لبنان وسوريا، وها هي تعتدي على سيادة قطر”، داعياً إلى أن تخرج القمة بـ”قرارات عملية لوقف هذا الخطر، ووقف الحرب على غزة، وحماية القدس، وحماية أمننا المشترك ومستقبلنا”.
وتابع: “نقف مع قطر بكل إمكانياتنا، وندعم أي خطوة لمواجهة هذا العدوان، ولحماية أمن الدوحة واستقرارها.. فأمن قطر أمننا، واستقرارها”، مؤكداً أن “تل أبيب تنسف فرص تحقيق السلام العادل”.
وأدان الملك عبد الله “العدوان الإسرائيلي على قطر”، معتبراً أنه تصعيد خطير يدفع المنطقة نحو المزيد من الصراع”، مشدداً على ضرورة أن “يراجع العالم العربي والإسلامي كل أدوات العمل المشترك، لمواجهة خطر الحكومة الإسرائيلية المتطرفة”.
أردوغان يدعو إلى معاقبة تل أبيب
أشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الاثنين، في كلمته أمام القمة العربية الإسلامية في الدوحة، إلى أن “بعض السياسيين الإسرائيليين يكررون أوهام ما يسمى بإسرائيل الكبرى، وهو ما يظهر عملياً في سعيهم لتوسيع الاحتلال في دول الجوار”.
وأكد الرئيس التركي، خلال الكلمة، أن “الدول الإسلامية تملك من الإمكانيات ما يجعلها تحبط هذه الأطماع التوسعية” لإسرائيل، مشدداً على ضرورة “وقف العدوان الإسرائيلي المتصاعد على غزة فوراً”.
وتابع أردوغان، أنه “من الواضح أن حكومة نتنياهو تستهدف الاستمرار في جرائم الإبادة ضد الفلسطينيين، وتسعى أيضاً لجر المنطقة إلى الفوضى”، مضيفاً: “إننا نواجه عقلية إرهابية تتجسد في كيان يتحدى وينتهك ميثاق الأمم المتحدة والنظام الدولي، ويستمر في الإفلات من جرائمه”.
واعتبر الرئيس التركي، أن “إسرائيل لن توقف سياستها الاحتلالية والتخريبية، إلا بإجراءات عقابية صارمة”، وأضاف: “لدينا من الإمكانيات ما يمكن إيقافها، ويجب تحقيق الاكتفاء الذاتي، على غرار الصناعات العسكرية ومستعدين لتبادل خبراتنا معكم، ويجب أن نكثف تعاوننا في هذه المجالات لنضمن مستقبل أبنائنا”.
رئيس إيران يدعو إلى “اتحاد إسلامي” ضد إسرائيل
اعتبر الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان، الاثنين، الهجوم الإسرائيلي على قطر، “محاولة لوقف جهود إنهاء الإبادة الجماعية في غزة”.
وأكد الرئيس الإيراني، في كلمته، أن “استفزازات إسرائيل تعمل على تقويض القانون الدولي”، مضيفاً: “هذا الكيان يهاجم دولنا ولا دولة عربية أو إسلامية بمنأى عن الهجمات الإسرائيلية، وأمامنا خيار وحيد صريح”، مشيراً إلى أن هناك خياراً واحد أن نكون جسداً واحداً”.
وشدد بيزشكيان على أن إسرائيل “تجاوز كل الخطوط الحمراء”، وأنه على الدول الإسلامية أن “تتحد أمام هذا الكيان الغاشم، والذي تصرف ضد السيادة والكرامة لدولنا، ويجب علينا البقاء متحدين وعدم البقاء صامتين لما يحدث في غزة”.
الرئيس الفلسطيني يطالب بمحاسبة إسرائيل
بدوره، أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الاثنين، الوقوف إلى جانب قطر في وجه الاعتداء الإسرائيلي، مؤكداً أن المساس بأي دولة عربية أو إسلامية هو “مساس بجميع دولنا، وبأمننا المشترك”.
وطالب عباس في كلمته أمام القمة العربية الإسلامية الطارئة في الدوحة، المجتمع الدولي بـ”تحمل مسؤولياته ومحاسبة إسرائيل على جرائمها وعدوانها المتكرر ضد شعوبنا وأمتنا”، داعياً إلى “اتخاذ إجراءات عملية ورادعة لمنع تكرار مثل هذه الاعتداءات”.
وجدد الرئيس الفلسطيني التأكيد على أن “مفتاح الأمن والاستقرار في منطقتنا يكمن في وقف حرب الإبادة والتهجير وسرقة الأرض والأموال، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين، على خطوط عام 1967، بعاصمتها القدس الشرقية”.
وأضاف أنه في “ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل على فلسطين، والمتكرر على دول عربية وإسلامية وآخرها قطر، لا يمكن للحكومة اليمينية المتطرفة في إسرائيل أن تكون شريكاً في الأمن والاستقرار في منطقتنا، الأمر الذي يتطلب موقفاً عربياً وإسلامياً حاسماً، وتدخلاً من الولايات المتحدة ومجلس الأمن الدولي لوقف هذه الممارسات المارقة من دولة الاحتلال”.
الرئيس السوري: نقف إلى جانب قطر
اعتبر الرئيس السوري أحمد الشرع، الاثنين، أن “من نوادر التاريخ أن يُقتل المفاوض، ومن سابقة الأفعال أن يُستهدف الوسيط”، في إشارة إلى الهجوم الإسرائيلي على الدوحة، الأسبوع الماضي.
وأضاف الشرع، خلال كلمته في القمة العربية الإسلامية الطارئة في الدوحة، أن “العدوان الإسرائيلي على غزة مستمر، والعدوان على سوريا مستمر منذ 9 أشهر”.
وتابع الرئيس السوري أنه “ما اجتمعت أمة ولمت شملها، إلا وتعاظمت قوتها”، مؤكداً وقوف الشعب السوري إلى جانب قطر.
باكستان تدعو لتعليق عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة
دعا رئيس الوزراء الباكستاني، شهباز شريف، إلى تعليق عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة، بسبب ما ترتكبه من “جرائم إبادة جماعية” في حربها على قطاع غزة.
وأضاف، خلال القمة العربية الإسلامية الطارئة في الدوحة، أن “باكستان تدعم تشكيل فريق عمل عربي إسلامي لاتخاذ تدابير فعالة ضد إسرائيل”، مؤكداً أن “غزة تتعرض إلى مذبحة، وهذا يجب أن يتوقف الآن”.
وأدان رئيس الوزراء الباكستاني الهجوم على قطر، وقال إن “دور الوسطاء مقدس”، و”الهجوم على قطر يشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي”.