النظام التركي يحجب عن البرلمان حقيقة دوره في أذربيجان

ويواصل اعتقال السياسيين الأكراد

كشفت البرلمانية عن حزب “الشعوب الديمقراطي”، سربيل كمالباي، أنها لم تتلق بعد أي ردّ أو إجابة من وزير خارجية النظام التركي بعد أن أحالت إليه الثلاثاء الماضي، إحاطة برلمانية شددت فيها على ضرورة تقديمه لبياناتٍ واضحة حول قيام أنقرة بإرسال مرتزقة إلى أذربيجان لمساندة باكو في القتال ضد المقاتلين الأرمن في إقليم ناغورني كاراباخ الذي يُعرف أيضاً بـ”جمهورية آرتساخ” المعلنة من طرفٍ واحد والمتنازع عليها بين أذربيجان وأرمينيا منذ عقود.

وقالت كمالباي لوسائل الإعلام: “لم أتلق رداً من تشاووش أوغلو إلى الآن، وأخشى من أنني قد لا أحصل على إجابة منه أبداً، فالبرلمان التركي يمرّ بأسوأ مرحلة في تاريخه، وعادةً ليس لدى الحكومة الحالية الاستجابة السريعة لمقترحاتنا، وفي معظم الحالات لا تقدّم أي ردود بخصوصها”.

وأضافت القيادية البارزة في الحزب المؤيد للأكراد أن “حزبنا يرفض السياسة الخارجية للحكومة الحالية ولا يقبل سلوكها المغذّي للحروب، لذلك كان الوحيد الذي رفض جميع المقترحات الحربية التي تمّ تقدّيمها إلى البرلمان من بين كلّ أحزاب المعارضة في البلاد”.

وأدت المواجهات العسكرية التي تحوّلت لحربٍ طاحنة خلال أيام، إلى لجوء نحو نصف سكان ناغورنو كاراباخ إلى أرمينيا، بحسب ما أفاد “مرصد انتهاكات حقوق الإنسان في آرتساخ”.

وكشف المرصد في بيانٍ يوم أمس عن حصيلة جديدة للضحايا المدنيين جراء المواجهات المستمرة منذ 27 سبتمبر. وقال إن 36 منهم فقدوا حياتهم بينهم طفلة و7 نساء و28 رجلاً. كما جُرِح 115 مدنياً آخرين بينهم 95 إصاباتهم بالغة، وفقاً للمرصد.

ولم يتوقف النزاع الحالي رغم وجود هدنة هشّة بين الطرفين تمّت في موسكو قبل أكثر من أسبوع. وتبادلت كلاً من يريفان وباكو الاتهامات حول خرق وقف اطلاق النار.

ويوم الجمعة الماضي، أعلنت “وزارة الدفاع” في إقليم ناغورنو كاراباخ أن 29 جندياً قتلوا لترتفع حصيلة القتلى بين قواتها إلى 633 منذ اندلاع القتال مع الجيش الأذربيجاني أواخر الشهر الماضي.

ويعد القتال الدائر في الوقت الراهن هو الأعنف منذ الحرب التي اندلعت خلال التسعينيات وأودت بحياة 30 ألفاً.

وفي سياق آخر، قضت محكمة في العاصمة التركية أنقرة باعتقال السياسيتين الكرديتين جولتان كيشاناك وجولسر يلدريم يوم الجمعة، حيث اتهمت المرأتان بالتحريض على الاحتجاجات واسعة النطاق في عام 2014، المعروفة باسم أحداث كوباني.

واجهت كل من كيشاناك ويلديرم القاضي عبر الفيديو من سجن كانديرا في محافظة كوجالي الشمالية الغربية حيث يتم احتجازهما حاليًا .

قالت يلدريم رافضة مزاعم اتهامها، التي كانت عضواً في البرلمان التركي بين عامي 2015 و 2018 عن حزب الشعوب الديمقراطي (HDP)، “إنني أواجه المحاكمة للمرة الثانية في نفس القضية”.

وتابعت النائب السابق: لم أحرّض أبدًا على أي حوادث (عنيفة). “إذا كانت هناك دعوة في أي وقت، فقد وجهنا دعوات للديمقراطية وضد داعش”.

من جعتها، قالت جولتان كيشاناك، الزعيمة السابقة لحزب السلام والديمقراطية الشقيق لحزب الشعوب الديمقراطي (BDP)، ورئيس البلدية السابق لديار بكر، وهي أكبر مقاطعة ذات غالبية كردية في تركيا، وعضوة سابق في البرلمان عن حزب الشعوب الديمقراطي، إنها لم تقل أو تفعل أي شيء خارج حدود الديمقراطية ومصالح بلدها وشعبها “.

وتساءلت كيشاناك عن مصدر مزاعم الشهود السريين المتضمنين في القضية كدليل ، لكن المحكمة رفضت طلبها، وقالت السياسية الكردية: “التهم الموجهة لي يجب أن توضح بصراحة وبدون أدنى شك، وإنّ رفض مطالبنا أمر غير قانوني، ولن أتفاجأ إذا تبين أن هؤلاء الشهود غير موجودين”.

وقالت “لقد رأينا مثل هذه المؤامرات مرات عديدة في الماضي”، مُشيرة إلى التناقضات الشديدة في شهادة أحد الشهود. وأكدت خلال دفاعها، أن التحقيق الذي أعيد إحياؤه “يهدف إلى هدم القيم الديمقراطية في هذا البلد”.

يُذكر أنّ أحداث كوباني امتدت ثلاثة أيام من الاحتجاجات في الشوارع بين 6 و 8 أكتوبر 2014، واندلعت بعد أن قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن بلدة عين العرب (كوباني) الكردية السورية “على وشك السقوط “.

وكانت البلدة تحت حصار تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي داعش في ذلك الوقت، وتعرضت لمذبحة حيث قتل عدة مئات من الأشخاص، وطالب الأكراد في تركيا وسوريا حينها بتدخل دولي إنساني.

وقُتل ما لا يقل عن 34 شخصًا خلال الاحتجاجات التي امتدت إلى عدّة محافظات في أنحاء تركيا، كان معظمهم من أعضاء حزب الشعوب الديمقراطي قتلوا على يد الميليشيات الأصولية أو قوات الأمن التركية، وفقًا لتحقيقات الحزب الموالي للأكراد، والذي وتقدّم بأربعة اقتراحات برلمانية للتحقيق في الأمر، رفضت جميعها بأصوات الائتلاف الحاكم.

وواجه الرئيسان المشاركان السابقان لحزب الشعوب الديمقراطي، صلاح الدين دميرطاش وفيجن يوكسكداغ، اتهامات بالتحريض على العنف بسبب دعوة الناس إلى الشوارع من أجل كوباني، وقرر المدعي العام في أنقرة تولي القضية مرة أخرى، بعد ست سنوات من تلك الأحداث.

وكان المشرّعان السابقان عن حزب الشعوب الديمقراطي، سبحات تونسل وأيسل توغلوك، قد أُعيدا إلى الحبس الاحتياطي في وقت سابق من هذا الأسبوع بتهم مماثلة، بينما طالب المدعي العام باعتقال 82 شخصًا – معظمهم أعضاء ومسؤولون في حزب الشعوب الديمقراطي – في أواخر سبتمبر.

الأوبزرفر العربي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى