انفراجة قريبة بشأن قطاع غزة وإعلان مرتقب للرئيس الأمريكي

حماس ستطلق سراح جندي إسرائيلي أمريكي وربما تكون شريكاً في الحكم

أكد مسؤولان كبيران في حركة حماس لوسائل الإعلام، أن الساعات المقبلة ستكون “حاسمة باتجاه اتفاق لإدخال المساعدات ووقف إطلاق النار” في قطاع غزة، فيما قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن إعلانه القادم سيكون “واحدا من أكثر الإعلانات تأثيرا على الإطلاق”.

وكشف المسؤولان، إحراز بعض التقدم في مباحثات مباشرة مع موفدين رسميين للإدارة الأميركية في الدوحة.

وقال أحد المسؤولين، وهو عضو في المكتب السياسي للحركة، إنه “منذ عدة أيام تجري مباحثات مباشرة يشارك فيها قادة كبار ورئيس الوفد المفاوض خليل الحية، مع مسؤولين من الإدارة الأميركية في الدوحة، ولا زالت متواصلة”.

وأشار إلى “إحراز تقدم حول إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، وإنجاز صفقة تبادل الأسرى على دفعتين، ووقف إطلاق النار”.

وأوضح القيادي أن “الموفدين الأميركيين أبدوا تفهماً لمطالب حماس، سيما ما يتعلق بسرعة إدخال المساعدات الإنسانية ووقف الحرب”.

إطلاق سراح الجندي عيدان ألكسندر

وأعلنت حركة حماس مساء الأحد، أنها ستطلق سراح الأسير الإسرائيلي الأميركي عيدان ألكسندر في إطار تفاهم، وبعد اتصالات مع الإدارة الأميركية.

وقال خليل الحية، رئيس حماس في غزة، في بيان، إنه “في إطار الجهود التي يبذلها الوسطاء لوقف إطلاق النار، أجرت حركة حماس اتصالات مع الإدارة الأميركية خلال الأيام الماضية”، مشيراً إلى أن الحركة “أبدت إيجابية عالية، وسوف يتم إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي مزدوج الجنسية الأميركية عيدان ألكسندر، ضمن الخطوات المبذولة لوقف إطلاق النار، وفتح المعابر، وإدخال المساعدات والإغاثة لأهلنا وشعبنا في قطاع غزة”.

هدنة ومفاوضات

وأضاف القيادي الحية أن المباحثات تناولت “هدنة لـ70 يوماً قابلة للتمديد لتسعين يوماً، مقابل إطلاق سراح 10 أسرى إسرائيليين أحياء والأسير عيدان ألكسندر الذي يحمل الجنسية الأميركية.

وخلال هذه الهدنة يتم التفاوض لإطلاق سراح كافة الأسرى المتبقين الأحياء والأموات، والاتفاق على عدد من الأسرى الفلسطينيين، بينهم مئات من أصحاب المؤبدات والمحكوميات العالية، وينسحب جيش الاحتلال الإسرائيلي بالتدريج وصولاً لانسحاب كامل”.

وشدّد الحية أن المباحثات تناولت “ضمانات أميركية وإقليمية بعدم العودة للعمليات القتالية والحرب بأي شكل من الأشكال طالما استمرت المفاوضات، وعقد مؤتمر للمانحين لإعمار غزة، وتمكين ودعم لجنة الإسناد المجتمعي المكونة من 15 شخصية من الكفاءات المستقلين، لإدارة غزة، بدء عملها فور بدء الهدنة وانتهاء الحرب”.

وقال مسؤول آخر في حماس لوسائل الإعلام، إن “الساعات القادمة حاسمة، والمساعي تنصب على إدخال المساعدات فوراً، والتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار” في غزة.

وأوضح أن المحادثات “تركز أيضاً على تأمين هدنة مؤقتة وصولاً لاتفاق دائم لوقف النار، وقضية الأسرى الإسرائيليين ومزدوجي الجنسية الأميركية الإسرائيلية المحتجزين لدى حماس والفصائل في غزة”.

وأشار أنه حصل “تقدم ملموس حول الآليات الممكنة، لوقف إطلاق النار وتسهيل وصول المساعدات”، لافتاً إلى أن حماس أبدت استعدادها لإطلاق سراح الأسير الإسرائيلي الذي يحمل الجنسية الأميركية عيدان ألكسندر  فوراً في إطار تفاهم”.

مشاركة حماس في الحكم

وفي وقت سابق، كشفت مصادر مطلعة ، أن المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، أبلغ الوسطاء أن واشنطن تقبل مشاركة “حماس” في الحكم بقطاع غزة، بعد انتهاء الحرب، حال تخلت عن العمل العسكري.

وقالت المصادر إن ويتكوف عرض على الحركة عبر الوسطاء خطة لصفقة جزئية تبدأ بإطلاق سراح 10 محتجزين إسرائيليين وفق معايير التبادل السابقة، مقابل فترة من وقف الحرب قد تصل إلى 70 يوماً يجري خلالها التفاوض على الصفقة النهائية.

وأوضحت المصادر أن العرض الأميركي يختلف عن العرض الإسرائيلي الذي حدد فترة وقف إطلاق النار في الصفقة الجزئية بـ 45 يوماً فقط.

وذكرت أن فريقين مصري وقطري، عقدا في الأيام الأخيرة سلسلة لقاءات مع وفد حركة حماس المفاوض في الدوحة.

من جانبهم، قال مسؤولون في حركة حماس لوسائل الإعلام، إنهم عرضوا في هذه اللقاءات التوصل إلى صفقة شاملة، وأضاف مسؤول كبير في الحركة: “قدمنا للوسطاء موقفاً مكتوباً يطالب باعتماد الرزمة الكاملة التي تسمح بما يلي”:

وقال المسؤول إن الترتيبات الأمنية المشار إليها تضمن القيام بحفظ السلاح من قبل الوسطاء، ووقف التدريبات العسكرية والتصنيع العسكري وحفر الأنفاق ووقف تهريب السلاح إلى قطاع غزة طيلة فترة الهدوء.

بينما في الجانب الإسرائيلي، يرفض رئيس حكومة اليمين الإسرائيلي الفاشي بنيامين نتنياهو، موقف حماس ويصر على ما تسميه الحركة “الاستسلام الكامل”.

مبادرة لإنهاء الحرب

وكشفت مصادر مطلعة، أن بعض الدول العربية اقترحت على الرئيس الأميركي دونالد ترمب، تقديم مبادرة لإنهاء الحرب، أثناء زيارته للمنطقة هذا الأسبوع، والقيام بفرضها على الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني.

وجاء في الاقتراح أن تتضمن المبادرة الأميركية وقف الحرب فوراً، وإعادة جميع الأسرى الإسرائيليين دفعة واحدة، يتبعها انسحاب إسرائيل من كامل قطاع غزة مقابل تجريد حركة حماس من السلاح (من خلال صيغة معينة، وليس كما تطالب إسرائيل)، وتشكيل إدارة محلية لقطاع غزة والشروع في إعادة الإعمار، كما يتضمن الاقتراح الشروع في خطوات لفتح مسار للحل السياسي.

وأبدت المصادر تفاؤلاً بإمكانية قبول الجانب الأميركي لهذه الأفكار، خاصة على ضوء الإشارات العديدة التي أظهرت عدم رضا الرئيس الأميركي عن مواقف نتنياهو، ومنها زيارته للمنطقة دون التوقف في إسرائيل، والتوصل إلى اتفاق وقف نار مع الحوثيين دون أن يشمل ذلك إسرائيل، والحوار مع إيران وفق اعتبارات أميركية وليس إسرائيلية، والحوار مع السعودية وفق المصالح المشتركة بين البلدين دون مشاركة إسرائيل.

إعلان ترامب

وفي وقت لاحق من مساء اليوم الأحد، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن إعلانه القادم سيكون “واحدا من أكثر الإعلانات تأثيرا على الإطلاق”.

وأضاف ترامب عبر منصاته على وسائل التواصل الاجتماعي: “استمتعوا”، دون أن يقدم أي تفاصيل إضافية حول طبيعة الإعلان أو توقيته.

ومن المقرر أن يبدأ ترامب هذا الأسبوع المقبل جولة إلى السعودية وقطر والإمارات بين 13 مايو الجاري و16 منه، وستكون الأولى له خارج الولايات المتحدة في ولايته الرئاسية الثانية، علما بأنه أجرى زيارة مقتضبة لروما لحضور جنازة البابا فرنسيس.



مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى