بولندا تحشد قواتها على الحدود مع بيلاروسيا والأخيرة تطلب من روسيا صواريخ إسكندر

الناتو "قلق" من استراتيجية الرئيس البيلاروسي تجاه المهاجرين

وسط الخلاف الحدودي المتصاعد بوتيرة متسارعة مع بولندا، قال الرئيس البيلاروسي، إنه “جدد طلبه من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالحصول على أنظمة صواريخ إسكندر للقوات المسلحة في بلاده”.

وفي تصريح لمجلّة روسية أوردته مجلة “ديفنس نيوز” العسكرية، قال لوكاشينكو: “أحتاج هنا إلى منصات إطلاق صواريخ بمدى 500 كيلومتر في الجنوب، لأن لدينا قاذفة الصواريخ بمدى يصل إلى 300 كيلومتر”، إذ أن المسافة بين مينسك ووارسو حوالي 546 كيلومتر، (ما يعادل 339 ميلاً)”.

ويأتي طلب الزعيم البيلاروسي في وقت أصبحت فيه العلاقات بين بولندا وبيلاروسيا “متوترة” بشكل متزايد خلال الأسابيع الماضية.

23 ألف جندي بولندي

وأفادت وزارة الدفاع في بيلاروسيا، الثلاثاء، بإن بولندا نشرت نحو 23 ألف جندي في المنطقة الحدودية، مشيرة إلى أن مينسك عززت قواتها الاستخبارية وأساليب الحماية على الحدود، وفقاً لوكالة “ريا نوفستي”.

ويتّهم الأوروبيون منذ أسابيع رئيس بيلاروسيا بتأجيج الأزمة عبر استقدام مهاجرين من الشرق الأوسط وإرسالهم إلى حدود بلاده مع كلّ من ليتوانيا ولاتفيا وبولندا، الدول الثلاث الأعضاء في الاتّحاد الأوروبي، ردّاً على العقوبات التي فرضتها بروكسل على بلاده في أعقاب حملة قمع وحشية استهدفت المعارضة بعد الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل في 2020.

ويوجد ما بين ألفين إلى 3 آلاف مهاجر غالبيتهم العظمى من إقليم كردستان العراق، عالقون عند الحدود بين بيلاروسيا وبولندا، فيما درجات الحرارة دون الصفر، إذ لقي ما لا يقل عن 8 أشخاص حتفهم على امتداد 200 كيلومتر من الحدود البرية بين بولندا وبيلاروسيا، لأسباب عدّة بينها برودة الطقس.

خطر التصعيد حقيقي وعالي

من جانبه، قال نائب وزير الخارجية البولندي، مارسين برزيداتش، إن الوضع على الحدود البولندية- البيلاروسية “لا يمكن التنبؤ به”، متهماً روسيا بأن لها يداً في ذلك.

وأضاف خلال حلقة نقاشية على الإنترنت استضافها “مجلس أتلانتيك” في العاصمة واشنطن: “خطر التصعيد حقيقي وعالي. لا مينسك ولا موسكو مهتمان بوقف تصعيد هذه الأزمة”.

قوات الأمن البولندية تستهدف المهاجرين

وأطلقت قوات الأمن البولندية، أمس الثلاثاء، قنابل غاز مسيل للدموع على مهاجرين رشقوها بالحجارة في بلدة كوشنيتسا على الحدود مع بيلاروسيا، في وقت نشرت فيه 23 ألف جندي في المنطقة الحدودية.

ونشرت وزارة الدفاع البولندية، الثلاثاء، على تويتر: “كوشنيتسا: مهاجرون يهاجمون جنودنا وضباطنا بالحجارة ويحاولون تدمير السياج للعبور إلى بولندا. قواتنا استخدمت الغاز المسيل للدموع لوقف عدوان المهاجرين”.

وذكرت وكالة “بيلتا” الحكومية أن رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، ناقشا عبر الهاتف الوضع على الحدود الغربية بين البلدين.

وبحث الطرفان الوضع على الحدود البيلاروسية- البولندية والإجراءات المشتركة للدفاع، في حين تطرقا إلى الوضع في أوكرانيا والتدريبات “غير المجدولة” لأوكرانيا والولايات المتحدة بالقرب من حدود الاتحاد الروسي وفي البحر الأسود.

الناتو قلق

في المقابل، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي “الناتو” ينس ستولتنبرج، الثلاثاء، إن التحالف “قلق” بشأن استراتيجية الرئيس البيلاروسي الكسندر لوكاشينكو التي يعرض فيها حياة المهاجرين للخطر.

وأضاف: “نشعر بقلق عميق إزاء الطريقة التي يتبعها نظام لوكاشينكو الذي يستخدم المهاجرين المستضعفين كتكتيك ضد بلدان أخرى، كما يعرض حياة المهاجرين للخطر. نتضامن مع بولندا والمتضررين الآخرين”.

في حين اتهمت الحكومة الفرنسية،  بيلاروسيا بتدبير “مسرحية مروعة” عند الحدود مع بولندا باستغلالها “آلاف المهاجرين اليائسين”.

وقال الناطق باسم الحكومة، جابريال أتال: “إنهم يأخذون آلاف المهاجرين اليائسين، يحشدونهم عند الحدود، يلتقطون بأنفسهم الصور بهدف إثارة انقسامات بيننا وشرذمتنا في أوروبا، وبث الخوف بين الأوروبيين”.

وسئل عما إذا كانت باريس تؤيد بناء بولندا جداراً عند حدودها، فأبدى “تضامناً”، مؤكداً أنه “لا يعود لنا إعطاء دروس لدول تواجه أوضاع كهذه”.

وشدد أتال، على أن “أوروبا موحدة منذ بدء هذه الأزمة، في وقت يعد التكتل مع الولايات المتحدة لفرض عقوبات جديدة على نظام بيلاروسيا”.

كما دان الاتحاد الأوروبي “النظام القمعي” لجلب المهاجرين إلى البلاد، سعياً للدخول غير القانوني إلى بولندا، ما تسبب في تقطع السبل بآلاف الأشخاص على الحدود.

عقوبات

بدورها، أعلنت الولايات المتحدة، الاثنين أنّها “تُعدّ بالتنسيق مع الاتّحاد الأوروبي، لفرض عقوبات جديدة ضدّ نظام الرئيس البيلاروسي، رداً على استغلاله اللا إنساني للمهاجرين العالقين على حدود بلاده مع بولندا”.

وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية نيد برايس للصحافيين: “سنواصل محاسبة نظام لوكاشينكو على هجماته المستمرة على الديمقراطية وحقوق الإنسان والمعايير الدولية”.

في المقابل، أوضح مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أن وزراء خارجية الاتحاد اتفقوا على حزمة خامسة من العقوبات التي سيتم إقرارها في الأيام المقبلة.

وأضاف أنهم “سيستهدفون شركات طيران ووكالات سفر وأفراداً متورطين في هذا الاستغلال غير القانوني للمهاجرين”.

من جانبها، قالت لاتفيا إنها نشرت 3 آلاف جندي في مناورة عسكرية لم يعلن عنها من قبل قرب الحدود، إذ تشكل ليتوانيا وبولندا الجناح الشرقي من الاتحاد الأوروبي و”الناتو”، أكبر تحالف عسكري غربي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى