ترامب يؤكد قرب التوصل لاتفاق بشأن غزة وحماس مستعدة للتفاوض “فوراً”

أكد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أن التوصل إلى اتفاق يتعلق بقطاع غزة قد يتم في وقت قريب جدًا، مشيرا عن الإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين في القطاع، فيما ردت حركة حماس أنها جاهزة فورا للجلوس إلى طاولة المفاوضات لبحث إطلاق سراح جميع الأسرى مقابل إنهاء الحرب والانسحاب الكامل من القطاع وتشكيل لجنة لإدارته من المستقلين الفلسطينيين.

وقال ترامب للصحفيين: “أعتقد أننا سنحصل على اتفاق حول غزة قريبًا جدًا”.

وتابع: “إنها مشكلة كبيرة جدا ونريد أن نحلها من أجل الشرق الأوسط ومن أجل إسرائيل والجميع”.

وأضاف: “عدد الرهائن قد يكون أقل من عشرين لأن بينهم أموات، الشباب عادة ينجون ولكن مع كل ما يحدث قد يموت البعض، لكن لدينا 20 رهينة و38 جثة، أعتقد أننا سنعيدهم جميعا”.

حماس جاهزة للتفاوض “فورا”

من جانبها، أعلنت حركة حماس أنها تلقت بعض الأفكار من الطرف الأميركي عبر الوسطاء للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

وأكدت الحركة، في بيان لها، أنها جاهزة فورا للجلوس إلى طاولة المفاوضات لبحث إطلاق سراح جميع الأسرى مقابل إعلان واضح بإنهاء الحرب والانسحاب الكامل من قطاع غزة وتشكيل لجنة لإدارة القطاع من المستقلين الفلسطينيين تتسلم عملها فورا.

كما أكدت حماس أنها في اتصال مستمر مع الوسطاء لتطوير هذه الأفكار إلى اتفاق شامل يحقق متطلبات الشعب الفلسطيني.

جاء ذلك تعليقا على إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب ما وصفه بقبول الإسرائيليين شروطه، وأنه وجّه “إنذارا أخيرا إلى حماس لقبول صفقة” للإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين.

وفي بيانها بوقت متأخر من مساء الأحد، رحبت حماس بأي تحرك من شأنه دعم الجهود المبذولة لوقف العدوان الإسرائيلي.

لكن حماس اشترطت ضمان التزام إسرائيل “علنا وصراحة بما سيتم الاتفاق عليه، حتى لا تتكرر التجارب السابقة بالوصول إلى اتفاقات وترفضها أو تنقلب عليها، وكان آخرها الاتفاق الذي قدمه الوسطاء للحركة بناء على مقترح أميركي ووافقت عليه الحركة في القاهرة بتاريخ 18/8/2025، ولم يرد عليه الاحتلال حتى اللحظة، بل واستمر في مجازره وتطهيره العرقي”.

وكانت حماس قد أكدت مرارا استعدادها للتوصل إلى صفقة شاملة تشمل إطلاق الأسرى ووقف الحرب وانسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من القطاع، متهمة رئيس حكومة اليمين الإسرائيلي الفاشي بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية لارتكابه جرائم حرب في غزة- بتعطيل جهود الوسطاء عبر فرض شروط جديدة في كل مرحلة تفاوضية.

وردت حماس مؤخرا على تصريحات نتنياهو بالقول إنه “يصر على إفشال المبادرات”، مؤكدة أنها تُبدي المرونة من أجل التوصل إلى اتفاق عادل، لكنها حذرت من أنه في حال لم يُجبر الاحتلال على دفع أثمان باهظة فلن يتوقف جيشه عن ارتكاب جرائم ضد الشعب الفلسطيني.

تحذير ترامب

وحذّر ترامب حركة حماس مما وصفها بعواقب رفضها شروط المقترح. واعتبر أن ذلك سيكون التحذير الأخير ولن يكون هناك تحذير آخر.

وأشار الرئيس الأميركي إلى أن “الجميع يريد عودة الرهائن من غزة إلى ديارهم، وانتهاء الحرب”.

وقد أفاد موقع أكسيوس بأن المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف أرسل الأسبوع الماضي مقترحا جديدا لحركة حماس بشأن “اتفاق الرهائن” ووقف إطلاق النار.

ونقل موقع أكسيوس عن مصدرين قولهما إن المقترح الجديد يتضمن حلا شاملا لإطلاق سراح جميع الأسرى مقابل إنهاء الحرب في غزة.

وأضاف الموقع أن المقترح الجديد يهدف لإيجاد حل دبلوماسي قبل العملية الإسرائيلية لاحتلال مدينة غزة.

المقترح الأمريكي

ومن جانب آخر، أشارت هيئة البث الرسمية والقناة الـ12 الإسرائيليتان إلى أنّ المقترح الذي حمله المبعوث الأميركي يتضمن تغييرات أساسية مقارنة بالمبادرات السابقة. وتنص بنوده على:

  • إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين في غزة وعددهم 48، بينهم 20 على قيد الحياة و28 قتيلا، في اليوم الأول من تنفيذ الصفقة.
  • بالمقابل سيتم الإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين ذوي الأحكام العالية، إلى جانب آلاف المعتقلين الآخرين.
  • وقف عملية “عربات جدعون 2″ التي أطلقها الجيش الإسرائيلي مطلع سبتمبر/أيلول الجاري لاحتلال مدينة غزة بالكامل.
  • فتح مسار تفاوضي جديد بإدارة ترامب شخصيا للتوصل إلى اتفاق ينهي الحرب بشكل كامل.

ويطالب المقترح حركة حماس بالاعتماد على وعود ترامب بإنهاء الحرب، على افتراض أن إسرائيل ستجد صعوبة في مواصلة القتال داخليا وخارجيا بعد الإفراج عن الأسرى.

وفي وقت سابق، دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حركة حماس إلى قبول الشروط الأمريكية المتعلقة باتفاق السلام في غزة، مشيرا إلى أن الجانب الإسرائيلي وافق عليها بالفعل.

يأتي ذلك، فيما تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، حيث أفادت مصادر طبية باستشهاد نحو 14 شخص وأصيب آخرون في قصف الاحتلال الإسرائيلي منازل وخيام نازحين في مناطق عدة بالقطاع.

وترتكب إسرائيل بدعم أميركي جرائم الإبادة الجماعية في غزة منذ 7 أكتوبر 2023، راح ضحيتها نحو 203 آلاف فلسطيني بين شهداء وجرحى، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين.



مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى