سجال قطري إماراتي بشأن اسئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين

قال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، إن استئناف العلاقات الدبلوماسية مع قطر يتطلب مزيدا من الوقت ريثما تعمل الأطراف على إعادة بناء الثقة، مؤكدا أن “إعادة العلاقات، ستستغرق وقتا، وستعتمد على تعاملات قطر المستقبلية مع إيران وتركيا والجماعات الإسلامية المتطرفة”.

وأكد قرقاش خلال مؤتمر صحفي عبر الفيديو، الخميس، إن مسائل مثل استئناف العلاقات الدبلوماسية الكاملة ستستغرق وقتا نظرا لاستمرار وجود جوانب خلاف، من بينها قضايا جيوسياسية مثل إيران وتركيا وجماعات الإسلام السياسي، التي تعتبرها بعض النظم العربية خطرا وجوديا، بحسب وكالة “رويترز”.

وتابع “بعض المسائل أسهل في إصلاحها وبعضها الآخر سيستغرق فترة أطول”، مضيفا أن مجموعات العمل الثنائية ستحاول تحريك الأمور. وقال “لدينا بداية جيدة جدا… لكن لدينا مشاكل تتعلق بإعادة بناء الثقة”.

وقال قرقاش إن المشكلة الرئيسية فيما يخص تركيا وإيران هي التدخل في السيادة والمصالح العربية، وإن رأب الصدع الخليجي سيعزز المزيد من “الاتفاق الجماعي بشأن القضايا الجيوستراتيجية” على الرغم من الاختلافات في النهج.

من جهتها ردت وزارة الخارجية القطرية، على تصريحات وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، بشأن عودة العلاقات الدبلوماسية الكاملة مع الدوحة.

وقال مدير المكتب الإعلامي بوزارة الخارجية القطرية، أحمد بن سعيد الرميحي، عبر حسابه على “تويتر” إن “المحاولات الهامشية لتعكير صفو الأجواء الإيجابية للمصالحة الخليجية متوقعة، وللأسف أننا نرى مسؤولا مثل وزير الدولة قرقاش يصرح بشكل لا يليق بمستوى الجهود التي بذلت لتحقيق المصالحة”، متابعا: “لن نلتفت إلى تلك المحاولات، لدولة قطر نظرة إيجابية لمستقبل الخليج ووحدته ووحدة مصيره، التركيز في العمل الإيجابي أفضل من التصريحات السلبية”.

وكان قد أكد قرقاش في مؤتمر صحفي عقده بعد “قمة العلا” بأيام قليلة، على أن الخطوة التي أُنجزت مهمة جدا لكن تبقى التحفظات لدى أبوظبي حول مسألة “إعادة بناء الثقة” مع الدوحة.

وشدد الوزير الإماراتي على أن إعادة العلاقات الدبلوماسية الكاملة مع قطر تتطلب وقتا وتعتمد على طريقة تعامل الدوحة مع كل من تركيا وإيران والجماعات الإسلامية المتطرفة.

السجال الإماراتي والقطري يأتي في ظل استمرار هجوم قناة الجزيرة القطرية على دولة الإمارات ودورها في اليمن، ويؤكد أن قطر تدير ظهرها لمقررات قمة العلا، وتعزز التكهنات حول فشل الدوحة في تغيير سلوكها إزاء ملفات الخلاف الرئيسية، وفي مقدمتها الملف اليمني الذي وصفته المصادر بأنه الاختبار الأصعب الذي يثبت جدية الدوحة في المصالحة الخليجية.

واعتبرت مصادر خليجية أن الاستهداف المستمر  لدولة الإمارات، مؤشر على أجندة الدوحة في التعامل مع دول المقاطعة الأربع، وفقا لمعايير مختلفة، وبعيدا عن الالتزامات التي تعهدت بها قطر تجاه إجراءات بناء الثقة في اتفاق المصالحة.

واستغرب المتابعون والسياسيون إعادة الجزيرة بث تقارير تسيئ لدور الإمارات في دعم قوات المقاومة المشتركة في الساحل الغربي لليمن ومحاولة إظهار هذا الدور، الذي ينضوي تحت لواء التحالف العربي بقيادة السعودية لمواجهة المشروع الإيراني، بأنه ينطوي على أهداف خفية.

ويتساءل المتابعون للشأن الخليجي عن مدى التزام الدوحة بجوهر المصالحة في وقت لا يبدو أنها عازمة على تنفيذ البند الأول الذي يتطلب منها وقف التحريض في قنواتها الإعلامية مثل الجزيرة التي لم يتوقف بعض العاملين فيها عن الإساءة إلى قادة دول المقاطعة الأربع حتى أثناء تواجد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في قمة العلا بالسعودية.

غير أنهم لم يستبعدوا أن يكون هذا التصعيد الإعلامي مقصودا بهدف إيصال رسالة مفادها أن الدوحة غير ملتزمة بتغيير خطابها الإعلامي تجاه دول المقاطعة.

وكانت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر قد فرضت مقاطعة دبلوماسية واقتصادية مع قطر في يونيو/حزيران من عام 2017، وشهدت قمة العلا لدول مجلس التعاون الخليجي التي عُقدت مؤخرا في المملكة، وضع قواعد المصالحة بين الدول الأربع والدوحة، بحضور أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثانين الذي حظي باستقبال حار من جانب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

 

 

 

الأوبزرفر العربي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى