ليبيا: رئيس الحكومة منتهية الولاية يعترف بتسليم أبو عجيلة لأميركا

دعوات ليبية للتظاهر والقبائل تتوعد الدبيبة

اعترف رئيس الحكومة منتهية الولاية في ليبيا، عبد الحميد الدبيبة، الخميس، بأن حكومته شاركت في نقل المشتبه به في تفجير لوكربي أبو عجيلة مسعود المريمي إلى الولايات المتحدة الأسبوع الماضي، فيما دعت عائلة ضابط المخابرات الليبي السابق أبو عجيلة، الليبيين للخروج في مظاهرات الجمعة احتجاجاً على تسليم حكومة الدبيبة لجهة أجنبية.

وقال الدبيبة في كلمة بثها التلفزيون إن المتهم “أُصدرت بحقه مذكرة قبض من الإنتربول الدولي، هذه مذكرة قبض وصار لزاماً علينا التعاون في هذا الملف من أجل مصلحة ليبيا واستقرارها”.

وشدد على أنه “لن نسمح بإعادة فتح ملف قضية “لوكربي من جديد.  الملف كان مسؤولية الدولة الليبية وأقفل بالمليارات التي دفعها النظام السابق من أموال الليبيين”، معتبراً أنه “يجب أن نفرق بين ملف لوكربي من حيث مسؤولية الدولة وبين المسار الجنائي الفردي”.

وأشار الدبيبة إلى أن المسار الجنائي للقضية يرتبط بأبو عقيلة “المتهم بالإرهاب”، باعتباره أحد العناصر المخططة الذي صنع القنبلة ودسها بين المسافرين.

الدبيبة يصف أبو عجيلة ب”الإرهابي”

ورداً على من وجه اتهامات لمسؤولين بتسليم أبو عقيلة إلى الغرب، قال الدبيبة: “أصبح البعض يدافع عن متهم إرهابي قتل أكثر من 270 روحاً بريئة في عملية واحدة. أبو عجيلة حامل للجنسية التونسية والليبية، وقد ورد اسمه في التحقيقات قبل عامين وصدر بحقه مذكرة قبض من الإنتربول الدولي”.

وأردف: “هناك من يتحدث عن السيادة وهو عميل يتلقى الأموال من الخارج وآخر تاجر للمخدرات معروف. هناك من يخشى أن تطاله يد العدالة ويستخدم عواطف المواطنين لتأجيج الرأي العام”.

وأكد الدبيبة أن “ليبيا متعاونة بالكامل في ملف لوكربي خلال السنوات السابقة في العلن وفي السر بالرضا أو بالقوة”، لافتاً إلى أن التعاون والتنسيق كان وفقاً للقوانين والتشريعات الدولية، وخصوصاً المتعلقة بـ”العمليات الإرهابية” التي تنفذ في الخارج.

وأوضح أن ليبيا تكبدت خسائر مباشرة قاربت 30 مليار دولار جراء الحصار والعقوبات، وقال إن “مصلحة ليبيا تقتضي التعاون مع الدول الكبرى بما يحقق مصلحتها بما فيها قضايا مكافحة وملاحقة الإرهاب”.

وتابع الدبيبة: “لن أرضى أن تتحمل ليبيا وشعبها تبعات عمليات إرهابية منذ أكثر من 30 عاماً، وأن يوضع الليبيون تحت تصنيف الإرهابيين، بسبب وجود متهمين على أرضها”.

النزول إلى الميادين

من جانبها دعت عائلة ضابط المخابرات الليبي السابق أبو عجيلة مسعود المحتجز في أمريكا بتهمة المساعدة في تفجير طائرة لوكربي، الليبيين للخروج في مظاهرات الجمعة، احتجاجا على تسليم حكومة الدبيبة، أبو عجيلة للولايات المتحدة.

واحتجت عائلة أبو عجيلة في بيان صوتي ألقاه أحد المنتمين لهم على وصف عبد الحميد الدبيبة أبو عجيلة بالإرهابي.

وطالبت الليبيون بالنزول في الميادين احتجاجا على تسليم مواطن ليبي إلى الولايات المتحدة دون سند قانوني.

تزامن هذا مع خروج ليبيين في مظاهرات بعدة مدن في ليبيا الخميس يطالبون بإسقاط حكومة عبد الحميد الدبيبة المنتهية ولايتها، بعد تسليمها أبو عجيلة مسعود للولايات المتحدة بزعم ضلوعه في تفجير طائرة لوكربي.

وطالب المتظاهرون النائب العام بالتحرك لمعرفة ملابسات تسليم أبو عجيلة، الذي يناهز الـ80 عاما، كما طالبوا بإنهاء عمل حكومة الدبيبة، معتبرين ما حدث انتهاكا لسيادة الدولة وتواطؤا مع جهات أجنبية ضد مواطن ليبي.

القبائل غاضبة

بدوره، دان المجلس الأعلى لقبائل غرب ليبيا اختطاف أبو عجيلة، قائلا في بيان، الشعب الليبي عامة وأبو عجيلة خاصة يتعرضان لطغيان دولي.

وحمل المجلس حمل حكومة الدبيبة المسؤولية القانونية والإدارية والإنسانية، وأيضا نحمل المجلس الرئاسي مسؤلية ما حدث.

وتوعد المجلس بالرد حال عدم إطلاق سراح أبو عجيلة عاجلا بالطرق التي يراها مشروعة.

فيما أمهلت قبائل فزان حكومة الدبيبة  72 ساعة للإفراج عن كافة السجناء السياسيين؛ خوفا عليهم من مصير أبو عجيلة، وتوعدوا باستخدام القوة في حال عدم الإفراج عنهم، منددين بواقعة تسليم أبو عجيلة، واصفين إياها بالخيانة وانتهاك للسيادة.

مكتب محاماة دولي

وحكوميا، أعلنت وزارة الخارجية في الحكومة الجديدة المكلفة من مجلس النواب، ويقودها فتحي باشاغا، عزمها تكليف مكتب محاماة دولي للدفاع عن أبو عجيلة.

وبحسب ما أوردت في بيان، فإن المكتب سيعمل على “استبيان الطريقة التي تمت بموجبها عملية التسليم، ومدى توافقها مع القوانين المحلية والدولية”.

تحقيق في واقعة التسليم

وأعلن النائب العام الصديق الصور، الأربعاء، فتح تحقيق في واقعة التسليم التي تمت “دون إجراءات قانونية”.

ومَثُل أبو عجيلة أمام محكمة في واشنطن الثلاثاء، ورفض الحديث حتى يجتمع مع محاميه؛ لتعطيه المحكمة أسبوعا لتوفير المحامي.

عضو مجلس النواب، علي التكبالي، أعلن أن البرلمان سيوفر محامين في الولايات المتحدة للدفاع عن أبو عجيلة.

وشدد على أن واقعة تسليم أبو عجيلة لبلد أجنبي سيكون القشة التي ستقسم ظهر الحكومة المنتهية ولايتها، وسيُسقطها.

صفقة مع واشنطن

وأرجع التكبالي ذلك إلى أن إعادة فتح قضية لوكربي- رغم غلق هذه الملف باتفاق رسمي مع الولايات المتحدة عام 2008 ودفع التعويضات- هو “خيانة عظمى”.

واتهم الدبيبة بأنه “أبرم صفقة مع واشنطن بتسليم أبو عجيلة مقابل أن تدعم بقائه على رأس السلطة”، التي يرفض تسليمها للحكومة الجديدة.

وكان عناصر من “القوة المشتركة” التابعة لحكومة الدبيبة داهمت في 17 نوفمبر، منزل أبو عجيلة في طرابلس، ثم فوجئ أقاربه بأنه في الولايات المتحدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى