ليبيا: هجوم انتحاري على معسكر تابع لقوات الدبيبة

العاصمة طرابلس ومحيطها تشهد توترات متصاعدة مع تحشيدات عسكرية متبادلة

أعلن “اللواء 444 قتال” التابع لوزارة الدفاع في حكومة الدبيبة منتهية الولاية، مساء الثلاثاء، أن قواته تعرّضت لهجوم قال إنه انتحاري عبر سيارة مفخخة في معسكر مدينة بني وليد الواقعة غرب ليبيا، بعدما أقدم انتحاري على تفجير نفسه داخلها.

ولم يتحدّث اللواء الذي يقوده محمود حمزة المتحالف مع عبد الحميد الدبيبة، عن وقوع خسائر بشرية، لكنه أكد أن قواته تمكنت من السيطرة على الموقف في لحظاته الأولى.

ذلك فيما تشهد العاصمة الليبية طرابلس ومحيطها توترات متصاعدة مع تحشيدات عسكرية متبادلة بين الميليشيات المسلحة، وسط تحذيرات من انزلاق الأوضاع إلى مواجهة جديدة قد تعصف بالاستقرار الهش الذي تعيشه البلاد منذ اتفاق وقف إطلاق النار عام 2020.

وفي مقابل هذا التصعيد، تتواصل جهود يقودها المجلس الرئاسي الليبي لاحتواء التوتر، بدعم دولي عبرت عنه بعثة الأمم المتحدة التي دعت جميع الأطراف إلى التجاوب مع مساعي التهدئة والالتزام بخيار الحل السلمي.

العقبة الكبرى أمام الاستقرار

عضو المجلس الأعلى للأعيان ومشايخ ليبيا، مفتاح القليوشي قال لوسائل الإعلام، أن الميليشيات المسلحة ما زالت تشكل العقبة الكبرى أمام الاستقرار محملا حكومة الدبيبة المنتهية الولاية مسؤولية الخضوع لهيمنة الميليشيات المؤدلجة التي يقودها المفتي المعزول الصادق الغرياني.

وأشار إلى أن هذه الميليشيات تسعى للسيطرة على مفاصل حيوية في الغرب الليبي، من بينها طرابلس ومصراتة والزاوية وغريان، إضافة إلى قاعدة وميناء معيتيقة، لاستخدامها كورقة ضغط في أي تسوية سياسية مقبلة.

صراع السيطرة على معيتيقة

وفي السياق نفسه، حذّر الخبير السياسي رمضان شليق من خطورة التحركات الجارية حول قاعدة معيتيقة الجوية، بعد دخول قوات من مدينة مصراتة إلى طرابلس، في إطار ما وصفه بمحاولة من حكومة عبد الحميد الدبيبة لفرض سيطرتها الكاملة على القاعدة.

وأوضح في  شليق أن حكومة الدبيبة تبرر تحركاتها بضرورة إخضاع القاعدة لسلطة الدولة، لكن “الواقع يثبت غياب قوة نظامية موحدة في الغرب الليبي”، محذرًا من أن أي اشتباك في مناطق مكتظة بالسكان قد يؤدي إلى كارثة إنسانية.

على أعتاب تسوية سياسية شاملة

عضو مجلس الدولة الليبي أحمد اهمومة، أكد أن العاصمة ما زالت تمثل “الملاذ الآمن لليبيين” رغم محاولات جرها إلى حروب وصفها بـ”العبثية”، مشيرا إلى أن المجلس يجري اتصالات مكثفة مع الأطراف المؤثرة لنزع فتيل الأزمة.

واعتبر أن ليبيا تقف على أعتاب تسوية سياسية شاملة يمكن أن تعيد المسار إلى نصابه، رغم ما وصفه بمحاولات الطامعين لإفشالها

 تهديد مباشر للاستقرار

واعتبر رئيس المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا، أحمد عبد الحكيم حمزة، أن التحركات العسكرية الراهنة تشكل تهديدًا مباشرًا للاستقرار وتنذر بانهيار اتفاق وقف إطلاق النار.

ودعا جميع الأطراف إلى الالتزام بالترتيبات الأمنية التي أقرها المجلس الرئاسي، وتجنب أي تصعيد يهدد حياة المدنيين.

كما ذكّر بقرارات مجلس الأمن الدولي التي تفرض عقوبات على الأفراد والكيانات التي تعرقل العملية السياسية أو تهدد الأمن في ليبيا.



مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى