ماكرون يعلن شروط الاعتراف بالدولة الفلسطينية وفتح سفارة لها في باريس

واشنطن تعتبر الاعتراف "إستعراضي" وتؤكد أن أولويتها "أمن إسرائيل"

اشترط الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الأحد، الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين في غزة كشرط لفتح سفارة فرنسية في الدولة الفلسطينية، مضيفاً “الدولة الجديدة يجب أن تكون منزوعة السلاح وغير تابعة لحركة حماس”.

وقال ماكرون، في كلمة له، إن “إعلان فرنسا المرتقب غدا في الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن الاعتراف بدولة فلسطينية هو خارطة الطريق نحو السلام، أن تعترف إسرائيل بفلسطين والعكس صحيح”، مشيرا إلى معاناة عائلات الرهائن ومعاناة المواطنين في غزة.

ويوم أمس الأحد، أعلنت أربع دول غربية كبرى اعترافها رسميا بدولة فلسطين، فيما ينتظر أن تعلن دول أخرى، على رأسها فرنسا، اعترافها بالدول الفلسطينية في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك اليوم الاثنين.

تداعيات حرب غزة

وجاءت اعترافات الدول الغربية الأربعة بدولة فلسطين تعبيرا عن الإحباط من تداعيات حرب غزة وتهدف إلى تعزيز حل الدولتين.

وانضمت الدول الأربع في قرارها إلى أكثر من 140 دولة أخرى تدعم أيضا تطلع الفلسطينيين إلى إقامة وطن مستقل عن الأراضي التي تحتلها إسرائيل. والدول الأربع من حلفاء إسرائيل التقليديين.

واشنطن: الاعتراف استعراضي

وقد وصفت الولايات المتحدة، الاعتراف بدولة فلسطينية من قبل عدة حلفاء رئيسيين لواشنطن من بينهم بريطانيا وأستراليا وكندا بأنه “استعراضي”، مؤكدة أن أولوية واشنطن هو إطلاق سراح الرهائن وأمن إسرائيل.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، مشترطا عدم كشف هويته “يظل تركيزنا منصبا على الدبلوماسية الجادة، وليس على الإيماءات الاستعراضية”.

وأضاف المتحدث، “أولوياتنا واضحة: الإفراج عن الرهائن، وأمن إسرائيل، وتحقيق السلام والازدهار للمنطقة بأسرها، وهو أمر لا يمكن أن يتحقق إلا في غياب حماس”، بحسب ما نقلته وكالة “فرانس برس”.

نتنياهو: لن تكون هناك دولة فلسطينية

وفي رده على اعتراف بريطانيا وكندا وأستراليا بالدولة الفلسطينية رسمياً، قال رئيس حكومة اليمين الإسرائيلي الفاشي بنيامين نتنياهو الأحد، إنه “لن تكون هناك دولة فلسطينية”، وإن إسرائيل ستواصل بناء المستوطنات في الضفة الغربية.

وأضاف نتنياهو في بيان أن رد إسرائيل على الاعتراف بدولة فلسطينية سيأتي بعد عودته من الولايات المتحدة، حيث من المقرر أن يحضر اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وتابع: “أبعث برسالة أخرى إليكم: هذا لن يحدث. لن تُقام دولة فلسطينية غربي نهر الأردن”.

ترحيب عربي

وقد عبّرت دول ومنظمات عربية عن ترحيبها باعتراف كل من بريطانيا وكندا وأستراليا والبرتغال بدولة فلسطين أمس الأحد، ورأت أن هذه الخطوة تشكل دعماً قوياً لحقوق الشعب الفلسطيني وإقامة دولته.

واعتبرت أن هذه الخطوة تسهم في دفع عملية السلام في المنطقة، وتدعم الجهود في الوصول إلى حل الدولتين.

السعودية

واعتبرت السعودية أن هذا الاعتراف يؤكد “الالتزام الجاد من الدول الصديقة بدعم مسار السلام والدفع باتجاه حل الدولتين على أساس قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة”.

وأعربت المملكة، وفقاً لوكالة الأنباء السعودية، عن “تطلعها إلى اعتراف المزيد من الدول بدولة فلسطين، واتخاذها مزيداً من الخطوات الإيجابية، بما يسهم في تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني بالعيش في سلام على أرضه”.

الأردن

من جهتها، رحبت وزارة الخارجية الأردنية بهذه الخطوة واعتبرت في بيان، أن “هذا الموقف يتماهى مع الإرادة الدولية المتزايدة بضرورة إنهاء الاحتلال وتجسيد حق الشعب الفلسطيني غير القابل للتصرف في إقامة الدولة الفلسطينية على أساس حل الدولتين”.

الكويت

كما رحبت الكويت بخطوة الاعتراف بدولة فلسطين. وقالت الخارجية الكويتية في بيان، الأحد، إن “دولة الكويت تشيد بهذه الخطوة” التي تعتبر أن “من شأنها الإسهام في تعزيز فرص السلام في المنطقة، ودعم الجهود الدولية الرامية إلى حل الدولتين”.

وشدد البيان على ضرورة أن “تحذو سائر الدول حذو الدول الثلاث بما يسهم في إيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية”.

قطر

واعتبرت قطر اعتراف بريطانيا وأستراليا وكندا والبرتغال بدولة فلسطين “انتصارا للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني”.
وأكدت وزارة الخارجية القطرية أن “هذه الاعترافات تنسجم مع الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة و”إعلان نيويورك” بشأن تنفيذ حل الدولتين، وتساهم في تعزيز فرص تحقيق السلام العادل والشامل والدائم في المنطقة”.

عُمان

بدورها، رحبت سلطنة عُمان، الأحد، باعتراف الدول الأربع بدولة فلسطين، معتبرة أن هذه الخطوة تعد “تطوراً مهماً للغاية في سياق الجهود الدولية الرامية إلى تحقيق حل الدولتين، وترسيخ قواعد الأمن والسلام في المنطقة”.

الإمارات

من جهته، قال أنور قرقاش، مستشار الرئيس الإماراتي للشؤون الدبلوماسية، في منشور على منصة إكس، الأحد: “ونحن مقبلون على جولة مهمة للاعتراف بالدولة الفلسطينية خلال انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، ندرك أن هذا الاعتراف يعزز حل الدولتين عبر إضفاء الشرعية على الحقوق الوطنية الفلسطينية وإحياء المفاوضات بشأنها،
وأوضح قرقاش أن الاعتراف يتصدى لمحاولات تكريس الاحتلال أو واقع الدولة الواحدة. وتبقى رؤية الدولتين الخيار الأمثل للسلام العادل، بعيداً عن دوامة العنف والحروب ومشاريع التفتيت”.

مجلس التعاون الخليجي

كما رحب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، جاسم البديوي، بإعلان بريطانيا وكندا وأستراليا اعترافها الرسمي بدولة فلسطين ووصف تلك المواقف بـ”الشجاعة”.

وأكد البديوي أن “هذه الخطوة تمثل تطوراً تاريخياً مهماً نحو تحقيق العدالة والشرعية الدولية، وتجسيداً لحق الشعب الفلسطيني غير القابل للتصرف في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية”.

 



مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى