مالي.. خطوات باقية لوقف تنامي الإرهاب

خوسيه أرنولدو أمايا

كثّفت التنظيمات الإرهابية وجودها في منطقة الساحل الأفريقي مؤخرا بسبب مجموعة عوامل، منها أن هذه التنظيمات -كالقاعدة وداعش-أُعطيت الوقت لإعادة توحيد صفوفها.

وقد وظّفت هذه التنظيمات عدم الاستقرار السياسي والهشاشة الاقتصادية في المنطقة لزيادة قوتها وبسط سيطرتها، ما زاد حالة الارتباك وولّد صعوبات جمّة للسكان المحليين.

وتتطور تنظيمات الإرهاب -كالقاعدة- وتكيّف خطابها واستراتيجيتها مع ظروف واحتياجات السكان المحليين.

ومن المهم أن نلاحظ أنه رغم أن بعض أساليب هذه التنظيمات في الإقناع قد تغيّرت، لكن هدفهم يظل كما هو: فرض أيديولوجيتهم والسيطرة على السكان وأفكارهم.

من هنا، لا يزال إياد أغ غالي، زعيم تنظيم “القاعدة في منطقة الساحل”، نشطا في المنطقة ويعزز وجوده.. ويشير تجنيده عناصر جديدة إلى أن جماعته تتطلع إلى تعزيز قدراتها وتنفيذ أعمال أكثر عنفا في المنطقة.. لذا فمن المهم أن تستمر القوات الأمنية والمنظمات الدولية في مراقبة الوضع والعمل معا لمنع النشاط الإرهابي في المنطقة ومكافحته.

ويعد ظهور إياد أغ غالي مؤخرا في شريط فيديو وبثه رسائل دعائية التأثير المتزايد لـ”القاعدة” في المنطقة وكيف يستغل الوضع لزيادة أعداد أتباعه ضاغطا على السكان، وسط غياب الخيارات أمامهم، فيُضطرون لاتخاذ قرارات صعبة بالانضمام إلى التنظيمات الإرهابية.. ويُظهر ذلك مدى خطورة وتعقيد الوضع في منطقة الساحل الأفريقي.

إن وجود التنظيمات الإرهابية، مثل القاعدة وداعش، يولد مناخا من انعدام الأمن والعنف يؤثر في السكان المحليين، ويجعل الكثيرين ينظرون إلى التحالف مع هذه التنظيمات الإرهابية -للأسف- على أنه شكل من أشكال الحماية للنفس.. ومع ذلك، فإن هذا لا يؤدي إلّا إلى تفاقم الوضع ويعرّض الاستقرار والأمن في المنطقة للخطر.. لذا فمن المهم اتخاذ تدابير فعالة لمحاربة هذه الجماعات وتوفير حلول طويلة الأجل لسكان منطقة الساحل.

باختصار، يُظهر ما يسمى “قسَم البَيعة”، الذي أدّاه وجهاء الطوارق لإياد أغ غالي وجماعته الإرهابية أن الوضع في منطقة الساحل يزداد سوءًا، وأن التنظيمات المتطرفة تستغل عدم الاستقرار لتوسيع مناطق نفوذها وسط ضعف كبير للسكان المحليين، الذين ينضمون لهذه الجماعات رغم تعارضها مع معتقداتهم وقيمهم، وذلك من أجل حماية أنفسهم وعائلاتهم والبقاء على قيد الحياة.

يُعرف إياد أغ غالي بأنه زعيم سياسي ومفاوض.. وأثناء ما يسمى “ثورة الطوارق” في شمال مالي، قيل إنه كان يتفاوض مع نظرائه في عاصمة بوركينا فاسو، بينما كان يقود العمليات في شمال مالي.

قد يكون تجنيد عناصر جديدة من قبل “القاعدة” و”داعش” مصدر قلق إذا كان معدل التجنيد يفوق معدل الخسائر البشرية الناجمة عن المواجهات مع الجيش المالي.. وكذا نلاحظ أن تقدّم الإرهابيين نحو عاصمة مالي وإلى الجنوب مؤشر مقلق يوحي بأن نيتهم توسيع نفوذهم وبسط سيطرتهم على مناطق جديدة.

هنا يجب أن تتخذ قوات الأمن والدول المجاورة إجراءات فعّالة لوقف انتشار الجماعات الإرهابية وحماية السكان.. بالإضافة إلى ذلك، من المهم معالجة الأسباب الجذرية التي تدفع السكان للانضمام إلى هذه التنظيمات، مثل انعدام الأمن وقلّة الفرص الاقتصادية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى