منظمة الخوذ البيضاء في سوريا تخشى وقف المعونات الأمريكية
تتخوف منظمة الدفاع المدني في مناطق المعارضة في سوريا المعروفة بـ”الخوذ البيضاء” من وقف الدعم الأمريكي لها. وتأتي المخاوف في ظل مراجعة الخارجية الأمريكية للدعم الذي تقدمه لمشاريع في الشرق الأوسط وفي سوريا بغرض تقليصه بطلب من الرئيس ترامب.
أعلنت منظمة “الخوذ البيضاء“، التي تضم عناصر الدفاع المدني في مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في سوريا، عن مخاوفها من احتمال “تجميد” تمويلها من واشنطن، مع تخوف المسؤولين عنها من إقدام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على وقف دعمها بشكل مفاجئ.
وأوضح مدير المنظمة رائد الصالح في تصريحات لوكالة الأنباء الفرنسية السبت “يتم التمويل بحسب العقود الموقعة، بينما تتم حالياً مراجعة تلك المخطط لها بشكل شامل“.
مراجعة الدعم الأمريكي
وقال رائد صالح “لم يتم إبلاغنا رسمياً عن أي وقف للتمويل، وما أبلغنا به هو تجميد لبعض المشاريع في الشرق الأوسط من قبل المنظمات الأمريكية لإعادة دراسة جدوى هذه المشاريع” مشيراً إلى أن “من ضمنها مشاريع مرتبطة بإعادة الاستقرار في سوريا تشمل جزءاً من عمل الدفاع المدني”.
وتتم دراسة جدوى هذه المشاريع سنويا وفق الصالح الذي يضيف “كل سنة يحدث هذا الأمر لكن لا أحد يستطيع هذه السنة أن يتوقع قرارات الرئيس ترامب”.
وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية في وقت سابق هذا الشهر أنه تتم إعادة تقييم المبالغ المخصصة لجهود دعم “استقرار” سوريا، من دون أن تحدد ما إذا كان تمويل الخوذ البيضاء سيتوقف.
وأفادت تقارير صحافية عن تعليمات وجهها البيت الأبيض إلى وزارة الخارجية الأمريكية تقضي بتجميد نحو 200مليون دولار مخصصة “لإعادة الاستقرار“ إلى سوريا.
ويعمل 3700 من عناصر الخوذ البيضاء في مناطق تحت سيطرة الفصائل المعارضة. وبعد اندلاع النزاع في سوريا، نشطوا في إنقاذ المدنيين العالقين تحت الأنقاض أو المحاصرين في جبهات المعارك.
“تضحيات جسام”
ومنذ بدء نشاطهم الفعلي عام 2013، قتل أكثر من مئتي عنصر منهم وأصيب مئات آخرون بجروح.
وحصل وثائقي أعدته “نتفليكس” العام الماضي عن عمل الخوذ البيضاء على جائزة عالمية، كما تم ترشيح وثائقي آخر بعنوان “آخر رجال حلب” للفوز بجائزة أوسكار العام الحالي.
في المقابل، تتعرض المنظمة لانتقادات حادة من جهات عدة، خصوصاً من النظام السوري وحليفته روسيا، اللذين يعتبرانها مرتبطة بتنظيم القاعدة وتعمل على تنفيذ “أجندات” غربية.
وتمول المنظمة عملها عبر برامج حكومية في الولايات المتحدة وبريطانيا، ومن خلال تبرعات فردية. وأفاد الصالح عن توقيع عقود مؤخراً مع منظمات تركية وقطرية.
وفي13 شباط/فبراير، قال نائب رئيس منظمة “الخوذ البيضاء “عبد الرحمن المواس للصحافيين في باريس “نعمل على وضع ميزانيتنا للعام 2018 وقد انخفضت بمقدار ستة ملايين دولار”.
وأشار إلى أن خفض الموازنة من 18 إلى12 مليون دولار سيجبر المنظمة على عدم قبول متطوعين جدد، على رغم تواصل أعمال العنف في سوريا.