وزير الدفاع الإسرائيلي يكشف عن أزمة في العلاقة مع مصر

ويرفض الدولة ثنائية القومية مع الفلسطينيين ولا يستبعد شن هجوم على إيران

كشف وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، الاثنين، إن العلاقات مع مصر “تمر بأزمة” على خلفية ما وصفه بالتوتر الناجم عن الهجوم الأخير الذي شنته إسرائيل على قطاع غزة، معرباً عن أمله أنّ الطرفين “سيجدان طريقة لإعادة الاستقرار”.

يأتي ذلك في الوقت الذي ذكر مصدر مطلع، أنّ رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) رونين بار، وصل، الأحد، إلى القاهرة في زيارة رسمية.

وأضاف غانتس في تصريحات نقلتها هيئة البث الإسرائيلية “مكان”، أنّ مصر “تعتبر أكبر الأصدقاء لإسرائيل، وتلعب دوراً محوريا في المنطقة”، مؤكداً أن الطرفين “سيجدان طريقة لإعادة الاستقرار”.

وكانت إسرائيل قد شنت عدوان عسكري ضد أهداف لحركة الجهاد الإسلامي بقطاع غزة في وقت سابق من الشهر الجاري. واستمر القصف المتبادل بين الطرفين 3 أيام، وأسفر عن استشهاد 47 فلسطينياً بينهم 12 من كبار قادة الجناح العسكري لحركة “الجهاد”، قبل التوصل إلى هدنة برعاية مصرية، ودخول وقف النار حيز التنفيذ في 8 أغسطس الجاري.

منع إقامة دولة ثنائية القومية

وشدد وزير الدفاع الإسرائيلي في تصريحاته على أنه “يجب علينا أن نمنع إقامة دولة ثنائية القومية بين النهر والبحر”، ولكنه استدرك بالقول: “يجب أن نعزز الحوكمة لدى الفلسطينيين لكي يستطيعوا تصريف شؤونهم، وأن نخلق واقعاً إيجابياً في الميدان”.

وأوضح أنّ “هناك مؤيدين في اليسار واليمين في إسرائيل على السواء يعيشون في أوهام بسبب أفكارهم المتطرفة. فالذي يفكر في اليسار عن حل الدولتين يعيش في أوهام. وأكثر من ذلك يوهم نفسه من يفكر في اليمين عن دولة دون وجود للعرب”.

زيارة اللواء عباس كامل لإسرائيل

وكانت العلاقات بين مصر وإسرائيل شهدت مؤخراً خلافات بشأن تفاهمات وقف إطلاق النار في ختام العدوان الإسرائيلي الأخير ضد قطاع غزة، ما أدى إلى إلغاء زيارة كان من المقرر أن يقوم بها رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية اللواء عباس كامل لإسرائيل، حسب ما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية “مكان”.

فيما أشارت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية إلى أن رئيس الشاباك رونين بار توجه إلى القاهرة، لإجراء محادثات تهدف إلى وقف الأزمة الدبلوماسية بين إسرائيل ومصر، ومحاولة إعادة الهدوء، ومن المقرر أن يعود إلى إسرائيل، الاثنين.

ولفتت الصحيفة إلى أن اللواء عباس كامل، ألغى مؤخراً رحلة كانت مقررة إلى إسرائيل احتجاجاً على سلوك الحكومة الإسرائيلية في أعقاب عملية “مطلع الفجر” في غزة.

وأفادت الصحيفة بأن مصر، التي أدت وساطتها إلى وقف إطلاق النار في أعقاب القصف الإسرائيلي للقطاع على مدار ثلاثة أيام، كانت غاضبة من تعامل إسرائيل مع العملية، وتعتقد أنّها لم تقدم فرصاً كافية للتوصل إلى حل دبلوماسي.

ووفقاً للصحيفة، “بلغ التوتر ذروته” في اليوم التالي لانتهاء العملية، بعد مكالمة هاتفية بين رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي طلب، بحسب مصادر مصرية للصحيفة، من لبيد “منع عمليات الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية، خوفاً من أن تؤدي الغارات العسكرية إلى تصعيد في الأراضي الفلسطينية”.

وأضافت الصحيفة أنّ “مكتب رئيس الوزراء لم يُطلع الجيش على (مضمون) المكالمة على النحو المناسب. وفي صباح اليوم التالي، شن جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية لاعتقال إبراهيم النابلسي في نابلس، واستشهد النابلسي وفلسطينيان آخران في تبادل لإطلاق النار مع جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي وضباط سريين. وغضب المصريون. ورداً على ذلك أُلغيت زيارة عباس لإسرائيل. وكان من المقرر أن يلتقي عباس بوزير الدفاع بيني غانتس”.

شن هجوم على إيران

من جهة أخرى، اعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي أنّ الاتفاق المتبلور مع إيران بشأن برنامجها النووي “اتفاق سيئ”.

وحذّر غانتس من رد فعل إسرائيل في حال هددتها إيران أو اقتربت من امتلاك سلاح نووي، قائلاً: “لا نستبعد شن هجوم على إيران إذا اقتضت الضرورة”.

وأعرب عن اعتقاده بأنّ الاتفاق “ليس من شأنه أن يخدم تعهد الرئيس الأميركي جو بايدن بشأن منع إيران من الحصول على قدرات لامتلاك السلاح النووي”.

وأشار إلى أنّ “إسرائيل على تواصل مع الأميركيين”، فيما شدد على أنّها “مستعدة لاتخاذ خطوات بنفسها، قائلاً: “إننا ملتزمون بحماية دولتنا في إطار أي سيناريو محتمل”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى