الدبلوماسية الأمريكية: الانسحاب من الاتفاقات الدولية يطبع العام الأول من رئاسة ترامب





أثارت سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على المستوى الدبلوماسي الكثير من الجدل. فرغم اختياره السعودية لتكون وجهة أول زيارة خارجية له، تسبب ترامب باستياء شديد في العالم الإسلامي بعد مرسوم تنفيذي أصدره يمنع مواطني سبع دول ذات غالبية إسلامية من دخول الأراضي الأمريكية. كما أن إعلان ترامب انسحاب بلاده من عدة معاهدات ومنظمات عالمية مثل الميثاق العالمي للهجرة واليونسكو واتفاق باريس للمناخ، قوبل بقلق وعدم ارتياح من حلفائه الغربيين.
أثار دونالد ترامب جدلا دوليا واسعا بسياساته المتعلقة بالدبلوماسية الدولية بعد عام على وصوله إلى البيت الأبيض مع شعار “أمريكا أولا”، إذ تغيرت صورة الولايات المتحدة على الساحة الدولية، وبدت رغبة الرئيس الأمريكي واضحة في تغيير شكل دور بلاده في العالم.
وفي نهايته السنة الأولى من ولايته الرئاسية، تبدو صورة الرئيس الأمريكي أسوأ بكثير مما كانت عليه صورتا الرئيسين السابقين باراك أوباما، كما كشف استطلاع للرأي أجراه معهد غالوب ونشرت نتائجه الخميس. إذ إن 30% فقط من الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع في 134 بلدا يؤيدون عمل قطب الأعمال الجمهوري.
والأشد قسوة في مواقفهم هم بين الحلفاء التقليديين للولايات المتحدة في أوروبا الغربية وكندا والمكسيك. وعلق غالوب أن “تحالفات عديدة كانت تعتبرها إدارة ترامب ’قوة كبيرة‘ باتت مهددة في الواقع”.
ويقول جيمس ليندساي من مجلس العلاقات الخارجية إن بعض أقرب حلفاء الولايات المتحدة “يخشون انتهاء العهد الذي كانت تمارس فيه الولايات المتحدة زعامة عالمية”. وأضاف “إذا حدث ذلك فإن العواقب يمكن أن تكون رهيبة”.
إلا أن الباحث لدى معهد واشنطن والدبلوماسي السابق في ظل إدارات جمهورية جيم جيفري قلل من أهمية ذلك. وقال “لدينا مشكلة مع الأوروبيين لكن بقية العالم لا يشعر بالصدمة”.
وأضاف أن “ترامب لم يلحق أضرارا كبيرة بالنظام العالمي حتى الآن”، مشيدا بإستراتيجيته حول كوريا الشمالية وإيران وسوريا.
في ما يلي جولة للدبلوماسية في عهد ترامب:
اتفاقات دولية: “مبدأ الانسحاب”
أعلنت الولايات المتحدة في حزيران/يونيو انسحابها من اتفاق باريس حول المناخ الذي يتعارض بحسب ترامب مع المصالح الاقتصادية الأمريكية، وإن كان ذلك لن يتحقق فعليا سوى عند نهاية ولايته. يريد نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي يعول على العلاقة الجيدة بينهما اقناعه بالتراجع عن قراره.
إلا أن واشنطن أدارت ظهرها لاتفاقات أخرى ومنظمات متعددة الأطراف مثل معاهدة التبادل الحر لآسيا والمحيط الهادئ ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو) والمعاهدة الدولية حول الهجرة… وتوجه انتقادات متكررة للكلفة المرتفعة لتمويل الأمم المتحدة. في المقابل، تندد حتى الأوساط الجمهورية بـ”مبدأ الانسحاب”.
روسيا: المصالحة المستحيلة
كان ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين يأملان بمصالحة بين بلديهما. لكن التحقيق حول حصول تواطؤ محتمل بين الفريق الانتخابي لترامب والكرملين يجعل أي تقارب مستحيلا، والنتيجة أن العلاقات في أدنى مستوى لها، وهو ما يقر به الرئيسان.
سوريا: الانتصار على تنظيم “الدولة الإسلامية”
في سوريا وفي العراق واصلت إدارة ترامب وكثفت على حد تعبيرها الحرب على تنظيم “الدولة الإسلامية” حتى تحقيق النصر. والآن وبعدما مالت الكفة لصالح النظام السوري المدعوم من إيران وروسيا، تحاول واشنطن اعتماد إستراتيجية تقوم على وجود عسكري مستمر في سوريا لتفادي أي عودة للجهاديين، لكن أيضا للتصدي لطهران والتوصل في نهاية المطاف إلى رحيل الرئيس السوري بشار الأسد.
لندن: زعزعة “العلاقة الخاصة”
هل استمرت “العلاقة الخاصة” مع بريطانيا؟ الولايات المتحدة تقول لا، لكن ذلك ينعكس سلبا عليها. وبعد أن تعرض ترامب للانتقاد من رئيسة الحكومة تيريزا ماي لأنه أعاد نشر تغريدات تتضمن تسجيلات فيديو لمجموعة من اليمين المتطرف، رد عليها بالمثل على تويتر في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي قبل أن يلغي زيارته بمناسبة تدشين السفارة الجديدة لبلاده في لندن.
المكسيك: إصرار على الجدار
تعهد المرشح ترامب ببناء جدار على الحدود مع المكسيك لمنع دخول المهاجرين والمجرمين، ولا يزال يصر على مشروعه. لكن المكسيك ترفض تحمل نفقات بنائه الذي يبدو معقدا. إلا أن كبير موظفي البيت الأبيض جون كيلي قال في مقابلة مع صحيفة “نيويورك تايمز” إن هذا الأخير لم يكن “مطلعا بشكل كاف” حول الموضوع عندما تعهد بذلك.


Related Articles

Back to top button