العالم يندد بقرار إسرائيل احتلال قطاع غزة ومواصلة حصار وقتل الفلسطينيين

أثار قرار المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر (الكابينت) لخطة احتلال قطاع غزة ردود أفعال عربية ودولية حادة، في ظل تنصل الاحتلال من كافة مبادرات وقف النار عن غزة، ومواصلته تجويع الفلسطينيين وارتكاب جرائم الإبادة بحقهم.

فقد أدانت جمهورية مصر العربية، اليوم الجمعة، بأشد العبارات قرار المجلس الوزاري الإسرائيلي القاضي بوضع خطة لاحتلال كامل لقطاع غزة.

واعتبرت في بيان لها، أن “هذا القرار يكرّس الاحتلال غير الشرعي للأراضي الفلسطينية، ويُمعن في شنّ حرب إبادة ضد الشعب الفلسطيني، من خلال القضاء على مقومات حياته، وحرمانه من حقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة، في انتهاك صارخ للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني”.

وأكدت مصر أن “استمرار إسرائيل في اتباع سياسة التجويع والقتل الممنهج ضد الفلسطينيين العزّل لا يؤدي إلا إلى مزيد من التصعيد وتغذية مشاعر الكراهية والتطرف في المنطقة، التي تشهد بالفعل كارثة إنسانية غير مسبوقة بفعل العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة”.

ودعت مصر المجتمع الدولي، بما في ذلك مجلس الأمن وكافة الأطراف الفاعلة، إلى “تحمّل مسؤولياتهم السياسية والقانونية والأخلاقية، والعمل الفوري على وقف السياسات الإسرائيلية القائمة على فرض الأمر الواقع بالقوة، والتي تُقوّض فرص تحقيق السلام وتقضي على أي أمل في حل الدولتين”.

وشددت وزارة الخارجية المصرية في البيان، على أن الأمن والاستقرار في المنطقة، بما في ذلك لإسرائيل، لن يتحققا إلا من خلال إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو/ حزيران عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

بلجيكا تستدعي سفير إسرائيل

واستدعى وزير الخارجية البلجيكي، ماكسيم بريفوت، الجمعة، السفير الإسرائيلي بسبب خطة تل أبيب المعلنة لاحتلال مدينة غزة، والسيطرة العسكرية على القطاع.

وقالت الوزارة، في بيان، إن بلجيكا أرادت “التعبير عن (رفضها) التام لهذا القرار، وأيضاً لاستمرار الاحتلال.. والرغبة في ضم الضفة الغربية”، مضيفة أنها “ستدعو بقوة” إلى التراجع عن هذا القرار.

وأضافت الوزارة: “بعد التأكيد الرسمي من الحكومة الإسرائيلية على نيتها حصار ثم احتلال مدينة غزة، والسيطرة عسكرياً على قطاع غزة بأكمله، وقرر وزير الخارجية استدعاء السفير الإسرائيلي”.

صندوق الثروة النرويجي يعلن إجراءات بشأن الاستثمارات الإسرائيلية الأسبوع المقبل

وقال وزير المالية النرويجي، ينس ستولتنبرج، الجمعة، إن صندوق الثروة السيادي البالغة قيمته تريليوني دولار، سيعلن الأسبوع المقبل تغييرات في طريقة التعامل مع استثماراته في إسرائيل، مستبعداً في الوقت ذاته أي انسحاب شامل بسبب الحرب على غزة.

وأضاف ستولتنبرج، في مؤتمر صحافي بعدما عقد الاجتماع الثاني خلال 3 أيام مع مسؤولي الصندوق: “أرى أن هناك عدة إجراءات يمكن اتخاذها مع الوقت، لكن ما يمكن التعامل معه بسرعة يجب أن يتم سريعاً”.

ولم يحدد الوزير طبيعة هذه الإجراءات، لكنه أكد أنه لن يكون هناك سحب شامل للاستثمارات من جميع الشركات الإسرائيلية، مضيفاً: “لو فعلنا ذلك، فسيعني أننا نسحب الاستثمارات منها فقط لأنها إسرائيلية”.

وكانت الحكومة أفادت، الثلاثاء، بأنها أمرت بمراجعة عاجلة لاستثمارات صندوقها السيادي على خلفية مخاوف أخلاقية تتعلق بالحرب على غزة والاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية.

السعودية تندد

من جهتها نددت السعودية، الجمعة، بـ”أقوى وأشد العبارات” بقرار السلطات الإسرائيلية “احتلال” قطاع غزة، وأدانت بـ”شكل قاطع إمعانها في ارتكاب جرائم التجويع، والممارسات الوحشية، والتطهير العرقي ضد الشعب الفلسطيني”، حسبما ذكرت وزارة الخارجية السعودية.

وأضافت الوزارة، في بيان، أن “الأفكار والقرارات اللا إنسانية التي تتبناها سلطات الاحتلال الإسرائيلية دون رادع، تؤكد مجدداً أنها لا تستوعب الارتباط الوجداني والتاريخي والقانوني للشعب الفلسطيني بهذه الأرض، وأن الشعب الفلسطيني صاحب حقٍّ فيها، استناداً للقوانين الدولية والمبادئ الإنسانية”.

وحذرت المملكة من أن “استمرار عجز المجتمع الدولي ومجلس الأمن عن وقف الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية فوراً، يقوض أسس النظام الدولي والشرعية الدولية، ويهدد الأمن والسلم إقليمياً وعالمياً، وينذر بعواقب وخيمة تشجع ممارسات الإبادة الجماعية والتهجير القسري”.

وأكدت المملكة أن “هذه الجرائم الإسرائيلية المتواصلة تحتم على المجتمع الدولي اليوم اتخاذ مواقف فعلية، حازمة ورادعة، تنهي الكارثة الإنسانية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، وتمكّن من تحقيق الحل الذي تجمع عليه الدول المحبة للسلام بتنفيذ حل الدولتين، وقيام دولةٍ فلسطينية على حدود عام 1967 م وعاصمتها القدس الشرقية، استناداً للقرارات الأممية ذات الصلة”.

الدنمارك

بدوره، قال وزير الخارجية الدنماركي، لارس لوكه راسموسن، للقناة الثانية في التلفزيون الدنماركي، الجمعة، إن “قرار إسرائيل تكثيف عملياتها العسكرية في غزة خاطئ، ويجب أن تتراجع عنه فوراً”.

ودعت العديد من الدول الأوروبية والعربية، الحكومة الإسرائيلية إلى التراجع عن الخطة التي أقرها مجلس الوزراء الأمني المصغر للسيطرة عسكرياً على مدينة غزة.

هولندا

قال وزير الخارجية الهولندي كاسبر فيلدكامب، الجمعة، إن خطة إسرائيل لتكثيف العمليات في غزة “خطوة خاطئة”.

وأضاف فيلدكامب، عبر منصة “إكس”: “خطة حكومة (بنيامين) نتنياهو لتكثيف العمليات الإسرائيلية في غزة خطوة خاطئة.. الوضع الإنساني كارثي ويتطلب تحسيناً فورياً.. ولا يسهم هذا القرار بأي حال من الأحوال في ذلك، ولن يساعد أيضاً على عودة المحتجزين”.

المفوضية الأوروبية

وحثت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، الجمعة، إسرائيل على إعادة النظر في قرارها توسيع عمليتها العسكرية في غزة.

وأضافت فون دير لاين، عبر منصة “إكس”، أنه يجب السماح بدخول المساعدات الإنسانية قطاع غزة فوراً، ودون عوائق من أجل الوصول إلى المحتاجين.

وأكدت المسؤولة الأوروبية من جديد على الحاجة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار “الآن”.

ألمانيا تعلن تعليق أي صادرات عسكرية لإسرائيل يمكن استخدامها في غزة

وأعلن المستشار الألماني فريدريش ميرتس، الجمعة، أن برلين لن توافق على أي صادرات عتاد عسكري إلى إسرائيل يمكن استخدامها في قطاع غزة “حتى إشعار آخر”، وذلك في أعقاب قرار الحكومة الإسرائيلية بـ”فرض السيطرة العسكرية” على غزة.

وأعرب المستشار الألماني عن قلقه “البالغ” إزاء استمرار معاناة السكان المدنيين في قطاع غزة، لافتاً إلى أن مفاوضات وقف إطلاق النار، والإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين تمثل أهم الأولويات للحكومة الألمانية.

وحث المستشار الألماني الحكومة الإسرائيلية على عدم اتخاذ أي خطوات أخرى نحو ضم الضفة الغربية.

ستارمر: قرار إسرائيل بشأن السيطرة على غزة خاطئ

أمّا رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، فقد قال الجمعة، إن قرار إسرائيل السيطرة على مدينة غزة بشكل كامل خاطئ، وحث الحكومة الإسرائيلية على إعادة النظر فيه.

وذكر ستارمر في بيان “قرار الحكومة الإسرائيلية تصعيد هجومها على غزة خاطئ، ونحثها على إعادة النظر فيه فوراً”.

وأضاف “هذا الإجراء لن يسهم في إنهاء هذا الصراع أو في ضمان إطلاق سراح المحتجزين بل سيؤدي إلى المزيد من سفك الدماء”.

أستراليا تحذر إسرائيل من السيطرة على غزة

وحذرت وزيرة الخارجية الأسترالية بيني وونج، الجمعة، من أن “قرار الحكومة الإسرائيلية بشأن السيطرة على قطاع غزة سيتسبب في تفاقم الكارثة الإنسانية في غزة”، معتبرة أن ذلك “يشكل انتهاكاً للقانون الدولي”.

ودعت الوزيرة الأسترالية، إسرائيل إلى “عدم الذهاب في اتجاه” في إشارة للسيطرة قطاع غزة، مشددةً على أن “حل الدولتين هو السبيل الوحيد لضمان السلام الدائم في المنطقة”.

الأمم المتحدة تطالب بوقف “فوري” لخطة إسرائيل للسيطرة الكاملة على غزة

وطالب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، الجمعة، بالوقف “الفوري” لخطة إسرائيل للسيطرة العسكرية الكاملة على غزة.

وحذّر المسؤول الأممي، عبر منصة “إكس”، من أن الخطة الإسرائيلية ستؤدي إلى مزيد من “النزوح القسري الجماعي، والقتل، والمعاناة البشعة”، مطالباً إسرائيل بالسماح بتدفق المساعدات الإنسانية بالكامل، ودون قيود إلى غزة.

وأكد تورك أن فرض إسرائيل سيطرتها العسكرية على غزة يتعارض مع قرار لمحكمة العدل الدولية بضرورة إنهاء إسرائيل الاحتلال بأسرع ما يمكن.

“حماس”: قرار إسرائيل احتلال مدينة غزة “جريمة حرب جديدة”

وقي تعليقها على قرار الكابنيت الإسرائيلي، قالت حركة “حماس”، الجمعة، إن إقرار حكومة الاحتلال خططاً لـ”احتلال مدينة غزة وإجلاء سكانها جريمة حرب جديدة” يعتزم الجيش الإسرائيلي بحق المدينة، وقرابة مليون شخص من سكانها.

وأضافت الحركة، في بيان، أن القرار “يؤكد أن (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو وحكومته لا يكترثون بمصير أسراهم، وهم يدركون أن توسيع العدوان يعني التضحية بهم، مما يفضح عقلية الاستهتار بحياة الأسرى لتحقيق أوهام سياسية فاشلة”.

وأوضحت الحركة أن هذا القرار “يفسّر بوضوح سبب انسحاب الاحتلال المفاجئ من جولة التفاوض الأخيرة، التي كانت على وشك التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى”.

وأكدت “حماس” أنها قدمت “كل ما يلزم من مرونة وإيجابية لإنجاح جهود وقف النار، تتخذ كل الخطوات التي تمهّد الطريق للتوصل إلى اتفاق، بما في ذلك الذهاب نحو صفقة شاملة للإفراج عن جميع أسرى الاحتلال دفعة واحدة، بما يحقق وقف الحرب وانسحاب قوات الاحتلال”.

الرئاسة الفلسطينية تطالب أميركا بمنع إسرائيل من “السيطرة” على غزة

من جهتها، طالبت الرئاسة الفلسطينية، الجمعة، الإدارة الأميركية بمنع إسرائيل من السيطرة قطاع غزة كاملاً، وتهجير ما يقارب مليون فلسطيني قسرا من مدينة غزة.

وقال نبيل أبو ردينة، المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني: “نطالب المجتمع الدولي وتحديداً الإدارة الأميركية بتحمل مسؤولياتها ووقف هذا الغزو الإسرائيلي لقطاع غزة الذي لن يجلب الأمن والسلام والاستقرار لأحد”.

وأضاف في اتصال هاتفي مع وكالة “رويترز”: “ندين بشدة قرارات الحكومة الإسرائيلية باحتلال قطاع غزة، والتي تعني استمرار محاولات تهجير سكان القطاع وارتكاب المزيد من المجازر وعمليات التدمير”.

وتحتل إسرائيل على 75% من مساحة القطاع، ومدينة غزة هي جزء من الـ25% المتبقية التي لا تسيطر عليها إسرائيل، إضافة إلى عدد من مخيمات اللاجئين في وسط غزة.



مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى