جدل في فرنسا بين داعمات لحرية “الرجال بمعاكسة النساء” ومنددات بالتحرش الجنسي





تعيش فرنسا على وقع جدل حاد حول قضية التحرش الجنسي بالمرأة في أعقاب الاتهامات التي طالت المنتج الهوليوودي هارفي واينستين، إذ نشرت الثلاثاء مجموعة من النساء بينهن الممثلة الشهيرة كاترين دونوف رسالة في صحيفة “لوموند” يدافعن فيها عن “حرية معاكسة الرجال للنساء”، لترد عليهن الأربعاء مجموعة أخرى من الناشطات برسالة على موقع “فرانس تي في أنفو”.
كاتبات، ممثلات، باحثات وصحافيات… يطالبن بـ”حرية الرجال في معاكسة النساء”، ليسرن عكس الحركة التي تشكلت في أعقاب الفضيحة الجنسية الكبيرة التي طالت منتج هوليوود الشهير هارفي واينستين في تشرين الأول/أكتوبر 2017. لترد عليهن مجموعة من الناشطات النسويات بعد يوم، معتبرات ما قمن به “صفعة في وجه جميع النساء” و”إساءة على أقل تقدير لضحايا التحرش”.
كاترين دونوف… خمسون عاما من الفن ولا يزال للعطاء بقية
الجدل بدأ الثلاثاء 9 كانون الثاني/يناير عندما نشرت نحو مئة امرأة بينهم ممثلات، أبرزهن نجمة السينما الفرنسيةكاترين دونوف (74 عاما)، وكاتبات مثل كاترين مييه (69 عاما)، وصحافيات مثل إليزابيت ليفي (53 عاما)،عمودا طويلا في صحيفة “لوموند” المسائية طالبن فيه بحق الرجال في مغازلة النساء بحجة أن المعاكسة الملحة أو الرعناء هي جزء أساسي وحيوي من “الحرية الجنسية”.
للمزيد: وسم أنا_أيضا للتنديد بالتحرش الجنسي يغزو تويتر
ووصفت هذه المجموعة، ومن بينها أيضا الممثلة السابقة في الأفلام الإباحية والمذيعة بريجيت لاهي (62 عاما)، الحملة ضد المنتج هارفي واينستين بأنها “متزمتة”، وأنها تجاوزت الحد.
وكانت الحملة لاقت رواجا واسعا لدى النساء عبر مواقع التواصل الاجتماعي من خلال وسم “#أنا_أيضا”. وتضاعف حجمها مع انضمام نجمات السينما الأمريكية مثل أنجلينا جولي وسلمى حايك ومريل ستريب وغوينيث بالترو إلى التيار الذي أدان انتهاكات واينستين.
ولكن مجموعة كاترين دونوف غردت خارج السرب بالنسبة للرأي العام السائد في الوقت الراهن، واعتبرت في رسالتها أن حملة “#أنا_أيضا” تخدم في نهاية المطاف “مصالح أعداء الحرية الجنسية، المتشددين الدينيين، الرجعيين وكل من يعتبرون أن النساء كائنات يتمتعن بخصوصيات مميزة أو كأطفال بوجه بالغين بحاجة للحماية”.
وأضافت أن الدعوة على الإنترنت هي بمثابة “إرسال الرجال إلى المسلخ”، وتابعت قائلة: “نرفض هذا النشاط النسوي الذي يأخذ ملامح بغض للرجال والجنس (…) هناك رجال عوقبوا في إطار ممارسة مهنتهم وتم دفعهم للاستقالة لا لشيء سوى أنهم لمسوا ركبة أو حاولوا اختلاس قبلة أو تحدثوا عن أشياء حميمية خلال وجبة عشاء مهني أو بعثوا رسائل بطابع جنسي لامرأة غير مهتمة بهم أصلا”.
للمزيد: وسم #أول_محاولة_تحرش_كان_عمري… قصص فتيات مصريات تعرضن للتحرش الجنسي
وشددت هاته النساء في رسالتهن أن “الاغتصاب جريمة، لكن المغازلة الملحة أو الرعناء ليست جريمة”، وأن اللباقة ليست اعتداء ذكوري”. وخلصن للقول إنه لا يجب الخلط بين المغازلة والاعتداء الجنسي”.
يذكر أن دونوف كانت ضمن المدافعين عن المخرج السينمائي البولندي الفرنسي رومان بولانسكي والذي أقر في عام 1977 بإقامته علاقات جنسية مع قاصر في سن الثالثة عشر بالولايات المتحدة.
واحتدم الجدل الأربعاء بنشر عدد كبير من النساء في مجال السياسة أو ناشطات نسويات تعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي أو رسائل في وسائل الإعلام الفرنسية. كما ردت مجموعة من ثلاثين امرأة تتزعمهم الناشطة كارولين دي هاس (37 عاما)، وهي مناضلة سابقة في الحزب الاشتراكي، على رسالة “الداعمات لحق المغازلة” بشدة في مقال نشر في موقع “فرانس تي في أنفو”.
للمزيد: الحرب على العنف الجنسي تطغى على حفل جوائز غولدن غلوب
وكتبت هذه المجموعة: “كلما حققت المساواة (بين الرجال والنساء) تقدما ولو بقدر مليميترا، تعالت أصوات جهات يخبرن بأننا نميل إلى الإفراط. ولكن الإفراط محيط بنا: ففي فرنسا، يقع مئات آلاف النساء يوميا ضحايا التحرش، وعشرات الآلاف ضحايا الاعتداء الجنسي، فضلا عن مئات حالات الاغتصاب”.
وصرحت كارولين دي هاس للموقع أن النساء اللائي نشرن عمودا في جريدة “لوموند” غالبيتهن “معتادات على الدفاع عن المعتدين جنسيا على أطفال أو الذين يمجدون الاغتصاب”، مضيفة: “إنهن يستخدمن شهرتهن الإعلامية لأجل التخفيف من خطورة الاعتداءات الجنسية”.
وكتبت دي هاس ومجموعتها في الرسالة إن كاترين دونوف ومن وقعت معها العمود في صحيفة “لو موند”  “يخلطن عمدا بين عملية الإغواء التي أساسها الاحترام والمتعة، والعنف [الجنسي]”.




Related Articles

Back to top button