سوريا: آلاف المدنيين يغادرون الغوطة الشرقية وقوات النظام تقتحم حمورية





غادر آلاف المدنيين الغوطة الشرقية الخميس، في نزوح جماعي هو الأكبر منذ بدء التصعيد. وكانت قوات النظام السوري قد اقتحمت ليل الأربعاء حمورية أبرز البلدات الواقعة تحت سيطرة فصيل “فيلق الرحمن” في جنوب المنطقة المحاصرة قرب دمشق، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

خرج الآلاف من المدنيين من جيب داخل الغوطة الشرقية المحاصرة اليوم الخميس مع تقدم قوات النظام داخل بلدة رئيسية، في نزوح جماعي” يعد الأكبر منذ بدء التصعيد من شأنه أن يسرع عملية طرد مقاتلي المعارضة من آخر معاقلهم قرب دمشق.

ودخلت صباح الخميس قافلة مساعدات إنسانية مشتركة بين الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري، تحمل مواد غذائية إلى مدينة دوما، وتسبب قصف بقذائف الهاون على المدينة بتوقف إفراغ حمولتها لوقت قصير قبل استئنافها مجددا.

وتضم القافلة25  شاحنة تحمل موادا غذائية مخصصة لـ26 ألف و100 شخص، وفق ما أفاد المنسق الإعلامي للجنة الدولية للصليب الأحمر بافل كشيشيك.

وحمل المدنيون وغالبيتهم من النساء والأطفال أغراضهم وحقائبهم، وخرج معظمهم سيرا على الأقدام ويجر بعضهم عربات أطفال، بينما استقل آخرون دراجات نارية وسيارات، عبر ممر من بلدة حمورية باتجاه منطقة عدرا.

وقدر مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن عدد المدنيين الذين خرجوا من حمورية وبلدات مجاورة بينها كفربطنا وسقبا وجسرين منذ ساعات الصباح بأكثر من12 ألف مدني.

انسحاب فيصل “فيلق الرحمن”

وأشار إلى انسحاب فصيل فيلق الرحمنمن المناطق المحيطة بالممر الإنساني.وقال إنه النزوح الجماعي الأكبر منذ بدء قوات النظام هجومها على الغوطة الشرقية” في 18 شباط/فبراير.  ورجح متحدث باسم الجيش الروسي وفق ما نقلت عنه وكالات روسية خروج ما لا يقل عن 13ألف شخص من حمورية نهاية يوم الخميس.

وقالت اللجنة على حسابها على تويتر إن المساعدات جزء بسيط مما تحتاجه هذه العائلات”. وكان لافتا دخول رئيس اللجنة الدولية بيتر ماورير الذي يزور سوريا منذ أيام في عداد القافلة.

وتم منذ الثلاثاء إجلاء220  مدنيا على الأقل بينهم 60حالة مرضية، بحسب المرصد، إلى مركز إيواء مؤقت قرب دمشق.

واقتحمت قوات النظام السوري ليل الأربعاء إلى حمورية، أبرز البلدات الواقعة تحت سيطرة فصيل “فيلق الرحمن” في جنوب الغوطة الشرقية المحاصرة، في هجوم تزامن مع قصف كثيف، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن: “اقتحمت قوات النظام بلدة حمورية وتمكنت من السيطرة على أجزاء منها وسط قصف جنوني أوقع قتلى لا تزال جثثهم على الطرقات”.

وبحسب عبد الرحمن، فإن قوات النظام تحاول من خلال التصعيد العسكري أن تمارس ضغوطا على فيلق الرحمن، ثاني أكبر فصائل المنطقة، لدفعه إلى القبول بتسوية في المنطقة. وتسببت شدة الدمار جراء القصف المكثف في قطع الطرق الرئيسية في وقت حاول فيه عدد من المدنيين وبينهم جرحى الفرار ليلا من البلدة على رغم القصف المتواصل.

حصيلة سبع سنوات من الحرب في سوريا: أكثر من 350 ألف قتيل بينهم أكثر من 100 ألف مدني

ونقل عن أحد الأطباء في البلدة إسماعيل الخطيب مضمون رسالة بعثها إلى الصحافيين عبر تطبيق “واتساب” أورد فيها: “الجرحى في الطرقات لا يمكن نقلهم والطيران يستهدف أي تحرك (…) لا نعرف ماذا حل بالعائلات التي هربت تحت القصف”.

وتشن قوات النظام منذ 18 شباط/فبراير حملة جوية عنيفة، ترافقت لاحقا مع هجوم بري تمكنت خلاله من السيطرة على أكثر من 60 في المئة من مساحة المنطقة المحاصرة ومن تقسيمها إلى ثلاثة جيوب. وتسبب الهجوم حتى الآن بمقتل أكثر من 1220 مدنيا بينهم 248 طفلا، وفق المرصد.

وقتل 31 مدنيا على الأقل الأربعاء معظمهم جراء غارات روسية وأخرى سورية استهدفت وفق المرصد مناطق سيطرة “فيلق الرحمن” أبرزها مدينة حمورية.

إلى ذلك، ولليوم الثاني على التوالي، خرجت الأربعاء دفعة ثانية من الحالات الطبية من مدينة دوما في الغوطة الشرقية المحاصرة، بموجب اتفاق بين جيش الإسلام والجانب الروسي، ما يرفع عدد الأشخاص الذي تم إجلاؤهم إلى 220 مدنيا على الأقل بينهم 60 حالة مرضية، بحسب المرصد.


Related Articles

Back to top button