قوات النظام السوري تتقدم في الغوطة الشرقية وغارات تركية مكثفة على عفرين





سيطرت قوات النظام السوري السبت على قرى ومواقع تابعة لبلدة الشيفونية التي تعدها مكسبا في معركة التوغل الأخيرة داخل الغوطة الشرقية، القريبة من دمشق والمحاصرة منذ عام 2013، التي أدت إلى مقتل أكثر من 630 مدني بينهم أطفال خلال ثلاثة أسابيع. وعلى جبهة أخرى، استهدفت غارات تركية مواقع لقوات النظام السوري في عفرين أسفرت عن مقتل 36 عنصرا على الأقل، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

تقدمت قوات النظام السوري في جنوب وجنوب شرق الغوطة الشرقية المحاصرة بالقرب من دمشق بعد معارك عنيفة خاضتها ضد فصيل جيش الإسلام المعارض، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان السبت.

على جبهة أخرى في عفرين شمال سوريا، قتل 36 مقاتلا على الأقل من قوات النظام السوري جراء غارات تركية استهدفت موقعا تابعا لها في منطقة عفرين ذات الغالبية الكردية، في حادث هو الثالث من نوعه خلال يومين، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

ومنذ بدء قوات النظام حملتها على الغوطة الشرقية المحاصرة قبل ثلاثة أسابيع، قتل أكثر من 630 مدنيا بينهم 150 طفلا على الأقل. وذلك بالتزامن مع تعزيزات عسكرية لقوات النظام في محيط المنطقة، ما شكل مؤشرا على نية دمشق شن هجوم بري واسع.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس “كثفت قوات النظام وحلفاؤها في الساعات الـ48 الأخيرة هجماتها على مواقع الفصائل وتمكنت من التقدم والسيطرة على قريتي حوش الظواهرة وحوش الزريقية”.

كما سيطرت على قاعدتين عسكريتين سابقتين جنوب بلدة الشيفونية كانتا تحت سيطرة “جيش الإسلام” أكبر الفصائل المعارضة في المنطقة. لكن لم يتضح بعد إذا كان تصعيد الهجمات بمثابة انطلاق للهجوم البري على الغوطة الشرقية المحاصرة بعد التعزيزات العسكرية التي حشدتها قوات النظام.

وقال عبد الرحمن “تحاول قوات النظام التقدم لعزل كل من منطقتي المرج (جنوب شرق) ودوما (شمالا) التي تضم العدد الأكبر من المدنيين، عن بقية البلدات في غرب الغوطة الشرقية المحاصرة”.

وتسيطر الفصائل المعارضة على ثلث مساحة الغوطة الشرقية بعدما تمكنت قوات النظام خلال السنوات الأخيرة من استعادة العديد من المدن والبلدات.

هدنة إنسانية

وتتزامن المعارك العنيفة مع هدنة إنسانية أعلنتها روسيا وبدأ تطبيقها الثلاثاء لمدة خمس ساعات يوميا، ويتخللها فتح ممر لخروج المدنيين. وفيما لم يسجل خروج أي من المدنيين وفق المرصد، تتراجع وتيرة الغارات والقصف إلى حد كبير خلال فترة سريانها.

وبحسب المرصد، يشارك “مستشارون روس” إلى جانب قوات النظام في المعارك العنيفة التي تترافق مع غارات كثيفة وقصف مدفعي.

وقتل منذ بدء الاشتباكات في 25 شباط/فبراير 60 عنصرا من قوات النظام وحلفائها مقابل 34 مقاتلا من فصيل “جيش الإسلام” بحسب المرصد.

وقتل صباح السبت مدنيين اثنين قبل بدء تطبيق الهدنة الروسية، بعد غارات عنيفة استهدفت ليلا مناطق عدة، في وقت بلغت آخر حصيلة للقتلى الجمعة 19 مدنيا بحسب المرصد.

غارات تركية

وفي شمال سوريا، استهدفت الطائرات التركية موقعا لقوات سورية موالية للنظام في قرية كفرجنة في عفرين، حيث تساند المقاتلين الأكراد منذ نحو أسبوعين في التصدي لهجوم تشنه أنقرة وفصائل سورية موالية لها على المنطقة الواقعة في شمال سوريا.

وأكد الأكراد استهداف نقاط تمركز هذه القوات السبت.

وتعد هذه ثالث مرة تستهدف فيها الطائرات التركية مواقع تابعة للمقاتلين الموالين لدمشق خلال يومين، بعد مقتل 18 عنصرا يومي الخميس والجمعة في غارات تركية على قريتين شمال غرب عفرين، ما يرفع حصيلة القتلى الإجمالية إلى 54 مقاتلا على الأقل منذ مساء الخميس.

وبعد مطالبة الأكراد قوات النظام السوري بالتدخل لصد الهجوم التركي المستمر على عفرين منذ شهر ونصف شهر، دخلت قوات سورية إلى عفرين وصفها الإعلام السوري الرسمي بـ”القوات الشعبية”، فيما قال الأكراد إنها “وحدات عسكرية” تابعة للجيش السوري.

وتوزعت تلك القوات على جبهات عدة إلى جانب المقاتلين الأكراد، في وقت تتواصل الاشتباكات على محاور عدة في عفرين.

وتأتي هذه الغارات في وقت تمكنت القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها من السيطرة على أجزاء واسعة من بلدة راجو الاستراتيجية الواقعة شمال غرب عفرين، بحسب المرصد.

كما أحرزت تقدما على جبهة أخرى شمال شرق عفرين، حيث تمكنت من السيطرة على أجزاء من جبل استراتيجي يشرف على العديد من البلدات والقرى.

وتخشى أنقرة من تمكن أكراد سوريا من إقامة حكما ذاتيا قرب حدودها وتصنف الوحدات الكردية بـ”الإرهابية”.

ومنذ بدء هجومها، تمكنت القوات التركية وحلفاؤها من السيطرة على أكثر من ثمانين قرية وبلدة. وقتل 252 من الفصائل السورية الموالية لأنقرة مقابل 281 من المقاتلين الأكراد خلال المعارك والغارات. كما قتل 149 مدنيا على الأقل بحسب المرصد.

وقتل 40 جندي تركي على الأقل منذ بدء الهجوم.

 




Related Articles

Back to top button