من يستفيد من تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل؟
ارتفاع حدة التوتر بين إسرائيل وإيران على المسرح السوري ليل الأربعاءإلى الخميس يثير المخاوف من تصعيد مفاجئ للعنف في المنطقة.
هل ثمة مخاوف من حدوث تصعيد عسكري بين إسرائيل وإيران؟ في وقت سابق من صباح هذا الخميس، قصفت إسرائيلعشرات الأهداف الإيرانية في سوريا رداً على هجمات صاروخية على مرتفعات الجولان نسبت إلى إيران، في تبادل عنيف وغير مسبوق للضربات بين “العدوين”.
ومنذ أسابيع أكدت إسرائيل أنها جاهزة للردّ على أيّ ضربات قد تقوم بها إيران انطلاقا من سوريا بعد عدة ضربات قامت بها الدولة العبرية ضد المصالح الإيرانية في سوريا. وقد زاد عدم اليقين حول مصير الاتفاق النووي الذي تمّ التوصل إليه بين إيران والدول الست الكبرى (الولايات المتحدة، روسيا، الصين، بريطانيا، فرنسا وألمانيا) في العام 2015 من حدة هذه التوترات خاصة مع إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق يوم الثلاثاء.
الجنرال دومينيك ترينكوند، الرئيس السابق للبعثة العسكرية الفرنسية لدى الأمم المتحدة والمتخصص في القضايا العسكرية يتناول أسباب وتحديات هذا الوضع المتفجر.
ماذا يقع الصدام بين إيران وإسرائيل في سوريا؟
دومينيك ترينكوند: “إيران تدعم حكومة بشار الأسد من خلال العناصر الصلبة للنظام الإيراني، الذين يتمثلون في قوات الحرس الثوري الإيراني. وعناصر الحرس الثوري يعارضون الاتفاق النووي الذي وقعه الإصلاحيون الذين يمثلون الحكومة الإيرانية، وبالتالي فنحن أمام مواجهة بين الإيرانيين.
وبمجرد أن أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه لم يعد يرغب في الاتفاق النووي، قال الرئيس الإيراني إنه سيواصل العمل بالنص. ويوم الأربعاء قام أحد نواب التيار المتشدد في البرلمان الإيراني بحرق العلم الأميركي، وصاح “الموت لأميركا. ومن الواضح أنّ الذراع المسلحة للتيار المتشدد في غيران متواجدة على الأرض في سوريا الآن، لذا فمن المحتمل أن تكون هي من قامت بالضربات في هضبة الجولان”.
هل هناك خطر التصعيد؟
“من مصلحة الجناح المتشدد في إيران القيام بالتصعيد لأنه لا يرغب في هذا الاتفاق، تماماً مثل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي من مصلحته التصعيد، لأنه لا يريد الاتفاق النووي مع إيران أيضاً، فهو يعتبر أنّ الاتفاق لن يذهب بعيدا. نحن أمام وضع خطير للغاية لأننا في منطقة مشتعلة بين الحدود الجنوبية للبنان، وهي المنطقة المفضلة لحزب الله، المدعوم من إيران، ومرتفعات الجولان، الأرض السورية التي تحتلها إسرائيل.
إننا في منطقة مشتعلة، وهناك احتمال لتصعيد الوضع إلى درجة عالية جدا. للملاحظة فقط، هضبة الجولان في غاية الأهمية من الناحية الاستراتيجية لأنها تهيمن على الجليل، أي المنطقة التي تلقت الصواريخ في العام 2006، أثناء حرب الصيف في لبنان”.
وأمام هذا الوضع المتفجر، من يستطيع تهدئة الأمور؟
“عندما ذهب إيمانويل ماكرون إلى الولايات المتحدة، تحدث عن توسيع الاتفاق إلى مجالين: الصواريخ البالستية والحضور الإيرانية في سوريا، لأنها تشكل تهديدًا مباشرًا لإسرائيل.
وبمجرد إلغاء هذا الاتفاق لن يتمّ توسيعه ومناقشة المسائل الخاصة بذلك. سيكون من الضروري تهدئة ردود الفعل الإسرائيلية، كما سيتوجب على الحكومة الإيرانية السيطرة على الحرس الثوري. المشكلة هي أنهم في سوريا، ويقومون بالحرب”.