أردوغان يضع يده على الودائع الليبية

أفاد مصدر أمني مسؤول، أن حكومة السراج، فوضت محافظ المصرف المركزي الصديق الكبير، بتحويل الديون المتراكمة عليهم لصالح النظام التركي خلال زيارته الأخيرة لتركيا ولقائه الاثنين مع رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان.

وأضاف المصدر نفسه،أن “الديون المتأخرة تشمل سداد صفقة متعلقة بطائرات مسيرة بكل أنواعها”.

في السياق ذاته، ذكر رمزي آغا رئيس لجنة إدارة أزمة السيولة في مصرف ليبيا المركزي (شرق البلاد)،  أن تواجد الصديق الكبير في تركيا كان كذلك لوضع اللمسات النهائية لتنفيذ الاتفاقية المبرمة بين حكومة السراج والنظام التركي من أجل تعويض الشركات التركية التي كانت لها عقود قبل عام 2011 وتقدر قيمتها بما يقارب ثلاثة مليارات دولار، لافتا إلى أن الصورة التي ظهر فيها الصديق الكبير مع أردوغان ومحافظ البنك المركزي التركي، هي احتفال ببدء تنفيذ هذه الاتفاقية.

وبينما تتضافر الجهود الدولية من أجل حل النزاع الليبي وعودة الأطراف المتصارعة إلى طاولة المفاوضات، تعقّد تدخلات النظام التركي هذا الأمر، مع استمرارها في تسليح ودعم الميليشيات المسلحة والمتطرفة ونقل المرتزقة السوريين بحسب ما أكد أكثر من مرة المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وفي هذا الجانب، ذكر تقرير الموقع الليبي، أن أنقرة تخطط لإمداد الإرهابي الخطير والمسؤول العسكري بالجماعة الليبية المقاتلة الموالية لتنظيم القاعدة خالد الشريف وعناصره في مدن ومناطق غرب ليبيا بالطيران المسير، باستخدام عدة مطارات صغيرة وتحويل سيطرتها للميليشيات الليبية المقاتلة والتي تحول بعض عناصرها إلى داعمين وموالين لأنصار الشريعة والقاعدة ومجالس الشورى التي تكونت في السنوات الماضية داخل ليبيا.

واستنادا إلى إفادة المصدر الأمني، ذكر تقارير أن بقايا العناصر المتطرفة داخل طرابلس وبتوجيه من مفتي ليبيا المعزول الصادق الغرياني تسعى للحصول على أسلحة متطورة من النظام التركي، ضمن صفقات متتالية مع حكومة السراج، تسعى المنظمات الإرهابية للحصول عليها وأهمها الطائرات المسيرة الانتحارية التي ستشكل خطرا قادما على ليبيا ودول المنطقة.

وبحسب مراقبين، فإن هذه الأسلحة المتطورة ستشمل طائرات “ألباغو” المسيرة، التي تستعد للانضمام إلى أسطول الطائرات المسيرة الانتحارية، وهي أحد أبرز المنتجات في الصناعات الدفاعية التركية خلال الفترة الأخيرة، وستتكفل شركة هندسة التقنيات الدفاعية ” STM” ، بتزويد أنقرة بهذه الطائرة، على أن تدخل للخدمة العسكرية في نهاية العام الحالي.

إلى ذلك، أوضحت التقارير أن هذه الطائرة هي ذاتها التي يسعى محمد عماري زايد عضو المجلس الرئاسي وأحد المتشددين الداعمين للجماعات الإرهابية للتعاقد على توريدها والحصول عليها، بهدف السيطرة المطلقة على ليبيا.

وتتميز “ألباغو” بخفة وزنها، وبسرعتها العالية وبإمكانية الطيران على مستوى منخفض لتفادي الرادارات والتحليق دون صوت، فضلا عن قدرتها على تدمير الأهداف، وتزودها بخاصية الذكاء الاصطناعي.

وعلى الرغم من صغر حجمها و وزنها الذي لا يتجازو 2 كغ، فإن هذه الطائرة الانتحارية يمكنها حمل متفجرات، والقيام بمهام على مسافات بعيدة، واستخدامها في تنفيذ المهام بسرعة كبيرة.

يشار إلى أن خالد الشريف (55 سنة)، يعدّ من أخطر الإرهابيين المطلوبين للجيش الليبي، لانتمائه لتنظيم القاعدة وارتكابه جرائم في حق الشعب الليبي، وهو قيادي بارز فيما يسمى “الجماعة الليبية المقاتلة” الموالية لتنظيم القاعدة التي يتزعمها الإرهابي عبد الحكيم بلحاج المقيم في تركيا، وهو متهم بالإشراف المباشر على نقل الأسلحة والدعم المالي للجماعات الإرهابية فترة توليه منصب وكيل وزارة الدفاع الليبية، عقب أحداث عام 2011، قبل إقالته من منصبه عام 2014، بعد اتهامه بتزويد الميليشيات الإرهابية بالعاصمة طرابلس بالسلاح، ودعمه المباشر لأنصار الشريعة في بنغازي والقاعدة في درنة.

وللشريف تاريخ في الإرهاب، حيث تشير المعلومات الموثقة في ملفه الأمني لدى جهاز الأمن الداخلي السابق، إلى أنه غادر ليبيا إلى أفغانستان عام 1988 للانضمام إلى الجماعات المتطرفة هناك، وحصل على منصب قيادي في الجماعات الإرهابية بأفغانستان حتى وصل إلى زعيم الجناح المسلح ونائب زعيم الجماعة الليبية المقاتلة، قبل أن يعود إلى ليبيا للمرة الأولى 1996.

عام 2003، ألقت القوات الأميركية القبض عليه في باكستان وتم ترحيله إلى ليبيا مجددا، وظل في السجن إلى عام 2008؛ حيث أطلق سراحه بعد أن أعلن قبوله بالمراجعات الفكرية.

وبعد رحيل معمر القذافي، وتحديدا في ديسمبر/كانون الأول 2012، تولى الشريف قيادة ما يعرف بـ”الحرس الوطني” وسجن الهضبة الذي يقبع فيه مسؤولون من نظام معمر القذافي، وكذلك وكالة وزارة الدفاع، قبل إقالته من منصبه عام 2014 لتورطه في دعم الإرهابيين بالعاصمة طرابلس وتزويدهم بالسلاح، وانتقاله للإقامة في تركيا.

وكشف مصدر عسكري بالقيادة العامة للجيش الليبي، أن النظام التركي دفع في الأيام الأخيرة من معركة طرابلس بخالد الشريف للإشراف على العمليات العسكرية لميليشيات السراج وتولي قيادة الهجمات على قاعدة الوطية الجوية، حيث شوهد يتحرك في المحيط الغربي للعاصمة طرابلس.

وأكد خبراء ليبيون، أن الأموال التي قدمها الصديق الكبير، رئيس المصرف المركزي الليبي، للنظام التركي، وبخاصة الوديعة التي بدون أي عوائد، هي رشوة لضمان استمرار دعم أردوغان لحكومة السراج، غير الشرعية.

وشدد الخبراء على أن الصديق الكبير، جاء إلى أنقرة لتسليم مفاتيح الخزينة الليبية، طواعية لأردوغان، مشيرين إلى أن حكومة السراج، لا تكترث للشعب الليبي أو ثرواتهم، وكل ما يهمها هو إرضاء المحتل التركي.

والإثنين الماضي، زار مدير مصرف ليبيا المركزي، الصديق الكبير، تركيا التقى خلالها رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان، ومجموعة من المسؤولين الماليين الأتراك.

وقال رئيس لجنة إدارة أزمة السيولة بمصرف ليبيا المركزي، رمزي الأغا، وعدد من الصحف التركية، إن الصديق الكبير، قدم وديعة تبلغ 8 مليارات دولار لأنقرة مع إلغاء أي فوائد.

وبحسب الاتفاقية الموقعة بين فايز السراج، وأردوغان ستستمر الوديعة في بنوك تركيا لمدة 4 سنوات، وبدون أي فوائد.

وقال الخبير الاقتصادي والمحاضر السابق في جامعة سرت، أحمد صالح اسويلم: إن” زيارة الصديق الكبير لتركيا مخالفة لكل الاتفاقيات الدولية والبرتوكول، متسائلا كيف لمدير مؤسسة سيادية يفترض بها أن تكون ذات سيادة أن يجري مباحثات اقتصادية مع دولة أخرى دون أن يصطحب معه رئيس حكومته، أو وزير خارجيتها ؟.

وأضاف، أن الكبير بإيداعه هذه المليارات في البنوك التركية بدون فوائد أو عوائد ولمدة 4 أعوام، فرط بحقوق الليبيين وثرواتهم، مشيرا إلى أن هذه الوديعة لو استغلت بالشكل الصحيح في استثمارات لعادت أضعاف.

وتابع، أن الطريقة التي أودع بها الصديق الكبير، المليارات تسمى الودائع “المنسية”، والتي يقصد بها مساعدة الدول المهددة عملتها بالانهيار، وتعاني من ركود اقتصادي.

واختتم سويلم تصريحاته بالقول: إن” حكومة السراج، غير الشرعية، أصبح كل همها إرضاء المحتل، خاصة أن هذه الودائع تهدف للحفاظ على سلامة الاقتصاد التركي، الذي أصبح مهددًا بعد سلسلة العقوبات التي اعتمدتها الولايات المتحدة على نظام أردوغان نهاية 2018.

ومن جانبه، قال نبيل صالح، المحلل السياسي الليبي: إن ” حكومة السراج غير الشرعية تستمر بإهانة الليبيين، والتفريط بثرواتهم، فعملها الشبيه بعمل المافيا سيؤدي في نهاية المطاف لإعلان إفلاس ليبيا.

وأضاف، أن الأموال التي أخذها أردوغان كفيلة بسد العجز المتفاقم في كل قطاعات الدولة الليبية، مشيرا إلى أن أردوغان يجني حاليا ثمار تدخله العسكري المباشر ضد الجيش الوطني.

وأكد، أن الاحتياطي النقدي الضخم للبنك المركزي الليبي، أسال لعاب أردوغان، ودفعه إلى دعوة الصديق الكبير ،الذي لن يعارض في تقديم أي شيء لتركيا من أجل البقاء في منصبه.

وأوضح الخبير المالي والاقتصادي الليبي هيثم العبيدي، بأن هذه الودائع التي لن تسدد، هي رشوة لضمان استمرار الدعم التركي الذي سيفشل وفقا للوقائع الملموسة عن التقدم باتجاه الهدف الرئيسي وهو الهلال النفطي.

وتابع العبيدي، أن سرت والجفرة أضحت سدا منيعا أمام الأطماع التركية، بسبب الموقف الدولي الرافض لأي معركة بهذه المنطقة، وأردوغان يطمع في أي أموال تساند اقتصاد بلاده المنهار.

وتحظى سرت والجفرة بموقع استراتيجي في ليبيا، وتمثلان “خطا أحمر” بالنسبة لمصر، حسبما أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي في كلمته، خلال جولة تفقدية لعناصر المنطقة الغربية العسكرية الشهر الماضي.

الأوبزرفر العربي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى