أزمة متصاعدة داخل تنظيم الإخونجية الهاربين إلى تركيا

هجوم حاد من قيادات في التنظيم على القائم بأعمال المرشد

مازالت تداعيات الاجتماع الذي عقده قادة من تنظيم الإخونجية مع رئيس حزب السعادة التركي المعارض وما تبعه من إصدار التنظيم لبيان رسمي يؤكد فيه انعقاد الاجتماع، وتعهدهم بعدم المساس بالأمن التركي واحترام كل القوانين والنظم والأعراف وعدم المساس باستقرار وأمن هذا البلد مستمرة وتتفاقم وتضع هذا التنظيم على عتبة الانشقاقات.

وقال الدكتور أشرف عبد الغفار، القيادي في التنظيم والمقيم خارج مصر، إن غالبية عناصر وقادة التنظيم الإخونجي ترفض البيان جملة وتفصيلا، وتستهجن وصف عناصر الإخونجية المقيمين في تركيا باللاجئين، موجها حديثه لإبراهيم منير القائم بعمل المرشد لتنظيم الإخونجية بالقول “أنت لا تمثلنا ولا تمثل الجماعة”.

وأضاف في تدوينة على صفحته الشخصية على مواقع التواصل أن إبراهيم منير ورفاقه أصدروا بيانا يتحدثون فيه عن شكرهم للهيئات التركية وعن حسن رعايتهم للمصريين اللاجئين على أرض تركيا، ويتعهدون بأنهم سيلتزمون بالأعراف والقوانين، مضيفا بالقول “أنتم لا تمثلون الإخونجية أو الجماعة التي أسسها حسن البنا، اذهبوا فأنتم إساءة لكل من تدعون أنكم تمثلونهم”.

أمام طريقين

وأضاف قائلا: “لقد قمت بإبلاغ منير ومحمود حسين في بدايات العام 2014 أنهم أمام طريقين.. الأول حركة تحرر وطني وتستطيع افتتاح مكاتب لها وكان الباب مفتوحا من الأتراك، كما كان هذا الوضع سيتيح لهم مجالا واسعا لتكوين معارضة فاعلة ومؤثرة، والثاني هو التفرغ لطلبات حياتية وإقامة وعلاج وطلب مساعدات وهذا طريق اللاجئين”، مشيرا إلى أنهم اختاروا طريق اللجوء كاشفا أن أول لقاء يطلبه محمود حسين الأمين العام للتنظيم مع رئيس وزراء النظام التركي كان عن طريق مؤسسة خيرية وليس عن طريق تنظيم الإخونجية.

تحولتم إلى جمعية لرعاية اللاجئين

وانتقد عبد الغفار كلا من منير وحسين بحدة قائلا “أنتم لا تريدون أن تضعوا أنفسكم أبدا في مصاف حركات التحرر الوطني وتحولتم إلى جمعية لرعاية اللاجئين، رغم أنكم في مصر أثناء الثورة وبعدها رفضتم قبول تسجيل الجماعة في وزاره الشؤون الاجتماعيه لكونها هيئة إسلامية جامعة، متهما الجماعة بالفشل في إدارة شؤون أعضائها الفارين إلى تركيا.

وقال إن هناك الآلاف من شباب وكبار الإخوان يعانون أشد المعاناة الحياتية، ولا يقدم لهم قادة الجماعة أي نوع من الدعم أو العون أو المساعدة ويفرقون بين من يسبح بحمدهم وبين من لا يسبح بحمدهم.

من جانبه، رفض يحيى موسى، القيادي في التنظيم والمدان بالإعدام في قضة اغتيال النائب العام وأدرجته وزارة الخارجية الأميركية في قوائم الإرهاب، البيان جملة وتفصيلا، رافضا ما تضمنه من كلمات “لاجئين واستغاثة والآلام والتزام كامل”.

ووجه القيادي الهارب للخارج والمقيم حاليا خارج تركيا حديثه لقادة الإخونجية بالقول: “هذا بيان تقدمونه لجمعية إغاثية للحصول على سلات غذائية وكسوة الصيف، أما أن تتحدثوا باسم التنظيم فضلا عن باقي القوى السياسية فأنتم كاذبون مدعون”، مضيفا بالقول “ليعلم الجميع أن هذه الوجوه لا تمثل أحدا إلا من يتلقى منهم الرواتب، وهذا واقع يمكن إحصاؤه لا تشبيها ولا مبالغة”.

الجبهة السلفية

من جانبه شن أحمد مولانا، عضو المكتب السياسي للجبهة السلفية، هجوما حادا على الإخونجية بسبب البيان وقال في تدوينة له “عجيب أمر قيادة التنظيم، ينشرون بيانا مدهشا يصفون فيه المصريين المقيمين في تركيا مرتين باللاجئين السياسيين، رغم عدم انطباق هذا الوصف ذي الدلالات عليهم، مضيفا بالقول “عندما شاهدت لقاءهم بحزب السعادة لم أعرف من الجالسين سوى قيادات الإخونجية، بينما يزعمون أن الوفد ضم ممثلي قوى ثورية”، فيما رد عليه إيهاب شيحة، القيادي السلفي والهارب للخارج، قائلا “الله يعينهم على أنفسهم …”.

وكان التنظيم الإخونجي قد أصدر بيانا أمس بخصوص اللقاء الذي عقده قادة منها يقيمون في تركيا ورئيس حزب السعادة المعارض، حيث قدموا وعودا بدعم الحزب مالياً وسياساً.

وقال البيان، الذي ذيل بتوقيع إبراهيم منير نائب المرشد إنه “بالإشارة إلى الزيارة التي قام بها رئيس مجلس إدارة اتحاد الجمعيات المصرية ويضم ممثلي عدة قوى سياسية مصرية ومنهم تنظيم الإخونجية ممن استقبلتهم تركيا كلاجئين سياسيين للعاصمة التركية أنقرة بهدف لقاء بعض المؤسسات التركية المجتمعية، لتوضيح أحوال ومتطلبات المصريين اللاجئين إلى تركيا”.

تعهدات التنظيم

وتعهد التنظيم “باحترام كل القوانين والنظم والأعراف وعدم المساس باستقرار وأمن هذا البلد”.

وكشفت مصادر عليمة تفاصيل الاجتماع الذي أعلن عنه كرم الله أوغلو رئيس حزب السعادة التركي المعارض وذلك قبل أيام قليلة من لقاءات أمنية ودبلوماسية تركية مصرية في القاهرة للتمهيد لتقارب ما في العلاقات بين البلدين.

وقالت إن اللقاء حضره همام علي يوسف عضو مجلس شورى الجماعة ومسؤول تمويل اللجان الإلكترونية، ومدحت الحداد المسؤول عن إدارة استثمارات وأنشطة الإخوان المالية في تركيا.

وأوضحت أن أعضاء الإخونجية الذين حضروا الاجتماع مع رئيس حزب السعادة، غالبيتهم يحملون الجنسية التركية، وقد عرضوا دعم الحزب ماليا وسياسيا في أي انتخابات مقبلة باعتباره محسوبا على الإسلاميين في البلاد وخرج من عباءة حزب الرفاه الذي أسسه نجم الدين أربكان زعيم الحركات والتنظيمات الإسلامية في تركيا.

وأفادت المعلومات أن قيادات التنظيم طرحوا فكرة الضغط على النظام التركي لطرح ملف المعتقلين في مصر خلال اللقاءات المرتقبة مع المسؤولين المصريين، وأبدوا مخاوفهم من إمكانية أن تقبل أنقرة بفكرة إبعادهم عن البلاد مقابل التسوية مع القاهرة.

كما أكدت المصادر أن الاجتماع كشف حجم القلق الذي يدور في كواليس الإخونجية من النظام التركي الحاكم وقبوله بالتصالح مع مصر دون التطرق لقضية وأزمة الجماعة ومشكلات عناصرها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى