ألمانيا تضع شروطها لتزويد أوكرانيا بالدبابات وزيلينسكي غاضب

أكد مسؤولون ألمان كبار، الأربعاء، إن بلادهم لن تسمح لحلفائها بشحن دبابات ألمانية الصنع إلى أوكرانيا، ما لم توافق الولايات المتحدة على إرسال دبابات قتالية أميركية الصنع، فيما انتقد الرئيس الأوكراني فولديمير زيلينسكي، الخميس، تردد ألمانيا في تزويد أوكرانيا بدبابات محلية الصنع، حيث وضعت برلين شرطا أثار غضبه.

ويمتلك حلفاء “الناتو” أكثر من ألفي دبابة “ليوبارد” ألمانية الصنع، التي تعتبر من بين الأكثر تطوراً في العالم، وفقاً للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ومقره لندن.

وذكرت عدة حكومات أوروبية من بينها بولندا وفنلندا والدنمارك أنها مستعدة لإرسال دبابات ألمانية الصنع إلى أوكرانيا، إذا حصلت على موافقة من برلين لكن لم تقدم أي منها طلباً رسمياً، بحسب صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية.

وأعلنت بريطانيا أنها سترسل 14 من دباباتها القتالية الرئيسية “تشالنجر 2″، وهو طراز يعادل ليوبارد.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول ألماني كبير قوله إنه “لا يمكن للمرء أن يفرق بين الصادرات المباشرة (من الدبابات ألمانية الصنع) والصادرات من قبل دول ثالثة”.

وبحسب “وول ستريت جورنال”، سيمثل تصدير أعداد كبيرة من الدبابات الحديثة غربية الصنع، وهو أمر قاومته الولايات المتحدة وحلفاء أوكرانيا الأوروبيون منذ فترة طويلة، تصعيداً ملحوظاً في الدعم الغربي لكييف. وتشعر برلين بالقلق منذ فترة طويلة من أن مثل هذه الخطوة قد تجر البلاد إلى مواجهة مباشرة مع روسيا.

 ألمانيا “متشابكة استراتيجياً”

وقال المستشار الألماني أولاف شولتز، الأربعاء، إن ألمانيا “متشابكة استراتيجياً” مع الأصدقاء والشركاء عندما يتعلق الأمر باتخاذ قرارات بشأن كيفية دعم أوكرانيا، بما في ذلك الدبابات.

ويعتزم مؤيدون رئيسيون لأوكرانيا، وهم مجموعة من 50 دولة معروفة باسم مجموعة الاتصال الدفاعية الأوكرانية؛ الاجتماع في قاعدة رامشتاين الجوية الأميركية في ألمانيا، الجمعة، للاتفاق على حزمة جديدة كبيرة من المساعدات العسكرية لكييف.

وقال دبلوماسيون من عدة دول في حلف شمال الأطلسي، إن مسألة إرسال ليوبارد، بما في ذلك موافقة ألمانيا على صادرات من دولة ثالثة إلى أوكرانيا، ستكون واحدة من الموضوعات الرئيسية في الاجتماع.

وأشار العديد من المسؤولين إلى أن حكومة شولتز لم تتلق أي طلبات من هذا القبيل، ولكن عندما تفعل ذلك، فإنها سترد بسرعة. بينما قال مسؤولون إن عملية الموافقة المشتركة بين الوكالات قد تستغرق من بضعة أيام إلى بضعة أسابيع.

وكان بعض الدبلوماسيين الأوروبيين يأملون في أن تشير ألمانيا في اجتماع الجمعة، إلى أنها ستسمح للحلفاء بإرسال دبابات ليوبارد ألمانية الصنع إلى أوكرانيا. لكن مسؤول أوروبي كبير قال إن من غير المرجح أن تتخذ ألمانيا قراراً، الجمعة، وإن الأمر سيستغرق وقتاً أطول على الأرجح.

وهناك نوعان رئيسيان من دبابات القتال الرئيسية الألمانية، هما “ليوبارد 1″، المصممة في ستينيات القرن الماضي، ونموذج “ليوبارد 2” المحسن كثيراً. وقال مسؤولون إن ألمانيا نفسها لديها حوالي 15 دبابة “ليوبارد 2” فقط يمكنها شحنها إلى أوكرانيا في غضون مهلة قصيرة.

ولفتت “وول ستريت جورنال” إلى أن حكومة شولتز منقسمة حول هذه القضية، فشركائه في الائتلاف، حزب الخضر، والديمقراطيون الأحرار، يفضلون إرسال الدبابات إلى أوكرانيا، في حين أن الكثيرين في الحزب الاشتراكي الديمقراطي ذي الميول اليسارية بمن فيهم المستشار نفسه، كانوا مترددين منذ فترة طويلة، خاصة طالما أن الولايات المتحدة ترفض إرسال دبابات أبرامز الخاصة بها.

 خطر نشوب حرب

وفي أبريل من العام الماضي، ذكر شولتز أن “إرسال أي دبابات غربية إلى أوكرانيا سيزيد من خطر نشوب حرب نووية” بين الناتو وروسيا.

وقال اثنان من مساعديه إن مخاوفه هدأت منذ ذلك الحين، لأن مجموعة عالمية واسعة من الدول بما في ذلك حلفاء للرئيس فلاديمير بوتين مثل الرئيس الصيني شي جين بينج، أدانوا التهديدات باستخدام الأسلحة النووية في أوكرانيا.

ومع ذلك، لا يزال شولتز حذراً. ورداً على سؤال بشأن سبب تردده في إرسال دبابات ليوبارد إلى كييف، قال أمام المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا، الأربعاء، إنه قلق من أن يصبح الصراع الأوكراني “حريقاً عالمياً”.

وقال شولتز: “يمكن للأوكرانيين الاعتماد على دعمنا في معركتهم الشجاعة، لكن من الواضح أيضاً أننا نريد تجنب أن تصبح هذه حرباً بين روسيا وحلف شمال الأطلسي”.

من جانبه، حث الرئيس الأوكراني فولديمير زيلينسكي، في كلمة عبر رابط فيديو موجهة للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، الأربعاء، الحلفاء الغربيين على إمداد بلاده بالعتاد قبل أن تشن روسيا هجماتها الصاروخية والبرية التالية.

وانتقد زيلينسكي، الخميس، تردد ألمانيا في تزويد أوكرانيا بدبابات محلية الصنع، حيث وضعت برلين شرطا اثار غضبه.

وقال: “يجب أن يكون إمداد أوكرانيا بأنظمة الدفاع الجوي أسرع من الهجمات الصاروخية الروسية المقبلة. يجب أن تسبق إمدادات الدبابات الغربية أي اجتياح جديد للدبابات الروسية”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى