أنصار الرئيس البرازيلي السابق بولسونارو يقتحمون القصر الرئاسي والكونغرس والمحكمة العليا

السلطات الأمنية تلقي القبض على 400 شخص وسط تنديد دولي بأعمال الشغب

ألقت السلطات الأمنية البرازيلية القبض على أكثر من 400 شخص من أنصار الرئيس السابق جايير بولسونارو الذين اقتحموا قصر “بلانالتو” الرئاسي، ومبنى الكونغرس، والمحكمة العليا، وعدداً من الوزارات في العاصمة برازيليا، وشاركوا في أعمال الشغب.

وأعلن حاكم مقاطعة برازيليا، إيبانيس روشا، اليوم الاثنين، في تغريدة عبر حسابه على موقع “تويتر”، “لقد تم اعتقال أكثر من 400 شخص وسيحاسبون على الجرائم التي ارتكبوها”.

وأضاف روشا، “سنواصل العمل للعثور على المشاركين الآخرين في العمليات الإرهابية التي ارتُكبت في المقاطعة الفيدرالية ظهر اليوم، نحن مستمرون في استعادة النظام”.

أعمال الشعب التي نظمها  أنصار الرئيس السابق جايير بولسونارو جاءت بعد أسبوع من تنصيب الرئيس لولا دا سيلفا، الذي يحظى بدعم دولي واسع.

ووصف الرئيس لولا دا سيلفا الهجمات على المباني الحكومية في برازيليا، بأنها همجية وأمر باستخدام القوات الفيدرالية لاستعادة النظام في العاصمة، وسيستمر التدخل الفيدرالي في المقاطعة الفيدرالية البرازيلية حتى 31 يناير، وفقًا لمرسوم لولا الذي تلاه يوم الأحد من ساو باولو.

الأضرار كبيرة

وفرضت قوات الأمن في البرازيل طوقاً على المباني الحكومية، مع خروج مئات مثيري الشغب المؤيدين لليميني بولسونارو، والذين يرفضون خسارته في الانتخابات، ولكن المتظاهرين تمكنوا من كسر هذا الطوق، واقتحموا القصر الرئاسي والكونغرس والمحكمة العليا وعدداً من الوزارات، متسببين بالكثير من الأضرار، قبل أن تتمكن قوات الأمن من إبعادهم.

وهاجم آلاف من مثيري الشغب المباني، وشوهدوا على شاشات التلفزيون، وهم يحطمون الأثاث داخل المحكمة العليا والكونجرس. وقدرت وسائل الإعلام المحلية أن نحو 3 آلاف شخص يشاركون في ذلك.

ويمكن رؤية مكاتب البرلمانيين محطمة ومثيري الشغب واقفين على مقاعد مجلس الشيوخ. ويبدو أن الأضرار كبيرة في هذه المباني التي تعتبر تحفاً معمارية من الطراز الحديث، وتضم الكثير من الأعمال الفنية.

وأطلقت الشرطة الغازات المسيلة للدموع لتفريق مثيري الشغب، فيما أظهرت مقاطع مصورة على وسائل التواصل الاجتماعي، المئات من أنصار بولسونارو يسيرون في العاصمة برازيليا.

وقال وزير العدل والأمن العام فلافيو دينو عبر “تويتر”: “هذه المحاولة العبثية لفرض إرادة بالقوة لن تسود. حكومة المقاطعة الفدرالية (برازيليا) سترسل تعزيزات والقوات التي لدينا تتحرك”.

سيدفعون الثمن

وفي تعليقه على هجوم أنصار بولسونارو على مقرات حكومية في، قال الرئيس لولا إن ما حدث اليوم “أفعال همجية”، مشيراً إلى اعتقاده بحدوث “قصور أمني”.

وأكد لولا أن “كل من تورط وشارك في أعمال الشغب في برازيليا، سيتم العثور عليه ومعاقبته”، واصفاً المهاجمين بـ”الفاشيين والمتعصبين”.

وتابع: “ما فعله هؤلاء المخرّبون.. لم يسبق له مثيل في تاريخ بلادنا. أولئك الذين موّلوا (هذه الاحتجاجات) سيدفعون ثمن هذه الأعمال غير المسؤولة وغير الديمقراطيّة”.

وأصدر لولا مرسوماً يقضي بـ”تدخّل اتّحادي” للقوى الأمنيّة بغية استعادة السيطرة على أمن العاصمة. ويضع هذا المرسوم جميع القوى الأمنيّة في برازيليا تحت سيطرة شخص عيّنه لولا، هو ريكاردو جارسيا كابيلي، الذي يقدّم تقاريره مباشرةً إلى الرئيس، ويمكنه اللجوء إلى “أيّ هيئة، مدنيّة كانت أم عسكريّة” من أجل حفظ النظام.

وقضى لولا عطلة نهاية الأسبوع في ساو باولو، وزار في رحلة المناطق الداخلية من الولاية.

وتجمع العشرات حول الرئيس لولا خلال تواجده في مدينة أراراكوارا، حيث عبروا عن دعمهم له، فيما كان أنصار بولسونارو يقتحمون المقرات الحكومية في برازيليا.

وطلب حزب العمال الذي ينتمي إليه لولا من مكتب المدعي العام أن يأمر قوات الأمن العام بالعمل على احتواء المتظاهرين.

بولسونارو يندد بأعمال “النهب والاقتحام”

وندد بولسونارو بأعمال “النهب والاقتحام”، في العاصمة برازيليا، وقال في تغريدة إن “المظاهرات السلمية جزء من الديمقراطية، ولكن أي اقتحام للمباني العامة يمثل تجاوزاً”.

ورفض بولسونارو “الاتهامات من دون دليل التي وجهها الرئيس الحالي” لولا دا سيلفا، بشأن وقوفه خلف هذه الهجمات في برازيليا.

وغادر بولسونارو، الذي هزمه لولا بفارق ضئيل في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في 30 أكتوبر الماضي، البرازيل في نهاية العام، متوجهاً إلى ولاية فلوريدا.

وقالت سارة ليما (27 عاماً)، وهي مهندسة مؤيدة لبولسونارو جاءت من جويانيزيا على بعد 300 كيلومتر من برازيليا، لوكالة “فرانس برس”: “علينا إعادة النظام بعد هذه الانتخابات المزورة”.

وكان أنصار بولسونارو يتظاهرون أمام ثكنات عسكرية منذ هزيمة الرئيس اليميني أمام لولا في 30 أكتوبر، وطالبوا بتدخل الجيش.

دعم دولي للولا

وأعربت دول عدة دعمها للرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا، على غرار الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والمكسيك وفرنسا.

وأعرب الاتحاد الأوروبي عن دعمه للرئيس البرازيلي، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، وسط الاضطرابات في العاصمة البرازيلية، حسبما قال منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، كما أدان رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل اضطرابات يوم الأحد في برازيليا.

ووصف الرئيس الأميركي جو بايدن الهجوم بأنه “شائن”، فيما قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، إن دعم الولايات المتحدة للمؤسسات الديمقراطية للبرازيل “لا يتزعزع”، مضيفاً أن “الديمقراطية في البرازيل لن تتأثر بالعنف”.

كما أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إدانة بلاده لـ”الهجمات على الرئاسة البرازيلية والكونجرس والمحكمة العليا”.

من جهته، قال الرئيس المكسيكي مانويل لوبيز أوبرادور، إن “لولا ليس وحده، فهو يحظى بدعم القوى التقدمية في بلاده، والمكسيك والقارة الأميركية والعالم”.

احترام “إرادة الشعب”

وشدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على ضرورة احترام “إرادة الشعب البرازيلي والمؤسسات الديمقراطية”، مؤكداً دعم فرنسا الكامل للولا. كما أكدت الخارجية البريطانية دعمها للرئيس البرازيلي الجديد في مواجهة العنف.

وأعادت هذه الصور في برازيليا إلى الأذهان، اقتحام أنصار ترمب لمبنى الكونجرس بواشنطن في 6 يناير 2021، لوقف المصادقة على نتائج الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها الرئيس جو بايدن.

وقال السناتور بوب مينينديز، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي عبر “تويتر”: “أدين هذا الهجوم الشائن على المباني الحكومية في البرازيل بسبب التجاهل الأهوج من قبل بولسونارو الغوغائي لمبادئ الديمقراطية”.

وأضاف :”لا يزال إرث ترمب يسمم نصف الكرة الأرضية بعد سنتين منذ السادس من يناير. إن حماية الديمقراطية ومحاسبة الأطراف الشريرة أمر ضروري”.

وأدى لولا دا سيلفا في 1 يناير الجاري، اليمين الدستورية أمام الكونجرس، ليبدأ ولايته الرئاسية الثالثة. وقال إنه لا يحمل “أي روح انتقام” ضد “الذين حاولوا إخضاع الأمة لرغباتهم الشخصية والأيديولوجية”، ولكنه تعهد بـ”تطبيق القانون”، و”إعادة بناء البلاد مع الشعب البرازيلي”.

ويخلف لولا (77 عاماً) الرئيس اليميني السابق بولسونارو الذي غادر البلاد قبل يومين من انتهاء ولايته. وكان لولا هزمه بفارق ضئيل في الانتخابات الرئاسية التي جرت في أكتوبر.

وأجريت مراسم التنصيب في العاصمة البرازيلية برازيليا، وسط إجراءات أمنية مشددة بسبب “خطر المتطرفين”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى