إخونجية ليبيا وعدد من المتطرفين يجتمعون في إسطنبول لتشكيل “حكومة ثالثة”

عقد في مدينة إسطنبول التركية، مساء الأربعاء، اجتماعاً دعا له وترأسه مرشد تنظيم الإخونجية في ليبيا علي الصلابي، مع عدد من القيادات الإخونجية والمتطرفين وقادة الميليشيات الموالية لهم، بزعم التشاور ودعم مسارات الحل والمصالحة، في حين أكدت مصادر ليبية ومطلعين أن الاجتماع يهدف لخلق مسار جديد للمرحلة المقبلة وتشكيل حكومة ثالثة وتجاوز مجلس النواب الجهة الشرعية المنتخبة.

وبحسب المصادر، فإن الاجتماع حضره عبد الحكيم بلحاج، مؤسس الجماعة الليبية المقاتلة -أحد أفرع تنظيم القاعدة سابقا- وعماد البناني رئيس حزب العدالة والبناء الذراع السياسي لتنظيم الإخونجية في ليبيا، وعبد الحميد الكزة -أحد القيادات الجهوية- وعلي قدور أحد قيادات مليشيات مدينة درنة قب لتطهير الجيش الليبي لها وعيسى عبد المجيد القيادي في مكون التبو والمتهم بدعم عدد من المليشات العابرة للحدود وشخصيات سياسية من الغرب والجنوب أبرزهم أحمد معيتيق وعثمان مليقطة ومحمد المنتصر وعلي زيدان وعبد المجيد سيف النصر وآخرين.

وأشارت إلى أن الهدف من الاجتماع تشكيل جسم بديل عن ملتقى الحوار السياسي “لجنة الـ75” الذي شكلته البعثة الأممية برئاسة الأمريكية ستيفاني ويليامز، ليكون بديلا لمجلسي النواب والدولة ويتولى مهمة تشكيل حكومة جديدة وإعداد قاعدة دستورية للانتخابات تضمن عدم ترشح الشخصيات الوطنية غير المرغوب فيها لدى الإسلاميين مثل قائد الجيش الليبي  المشير خليفة حفتر وسيف الإسلام نجل معمر  القذافي.

يأتيكم من إسطنبول

وتعقيبا على الاجتماع، وصفته عضو لجنة الحوار السياسي الليبي، زهراء لنقي، بأنه بمثابة “داكار 2″، في إشارة إلى اجتماع القيادات الإسلامية المتطرفة مايو/أيار 2018 والذي أفسد الاستعدادات التي كانت جارية وقتها لإجراء الانتخابات.

وكتبت لنقي، عبر صفحتها الرسمية على فيس بوك: “داكار 2 هذه المرة يأتيكم من إسطنبول برعاية الصلابي كالعادة، لقاء يجمع جماعة النظام السابق بالمقاتلة والإخوان والمصاريت.. فماذا سيحمل لنا داكار2 من نوائب؟”.

بدوره، دعا مجلس النواب الليبي مصباح دومة، المشاركين بالاجتماع إلى المطالبة بالرحيل الفوري للقوات الأجنبية من الأراضي الليبية، وإلا فإن اجتماعهم “سيكون عمالة ووصمة عار”.

شوكة جديدة

وحول الاجتماع وأهدافه، قال رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة درنة الليبة، يوسف الفارسي، إن تنظيم الإخونجية لن يكون إلا شوكة جديدة تُزرع في جسد الوطن، فالتنظيم الإرهابي لا يرتجى منه أي خير.

وأضاف الفارسي، أن تحرك التنظيم بهذا الشكل جاء بعد إعلان القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر إعطاء السياسيين فرص أخيرة لحل الأزمة فسعوا للانقلاب على الإرادة الشعبية وإرباك المشهد.

وأكد أن الإخونجية يدركون أن الغضب الشعبي إذا تحرك مدعوما ومؤمنا ومحميا من جيشه الوطني فسيزيح هؤلاء إلى الأبد ولذلك يسعى تنظيم الإخونجية لإيجاد خطة استباقية لوضع حل ولو ظاهري لضمان بقائهم في المشهد.

“الانقسام السياسي الحاصل لن يطول”، وفق الفارسي، الذي اعتبر أنه “لا بد من إنهائه من خلال حكومة جديدة سواء كان ذلك عبر المجتمع الدولي بخارطة طريق جديدة أو عبر الداخل الليبي ولذلك يحاول الإخونجية إرباك المشهد وإظهار أنفسهم في صورة غير حقيقية كرعاة الحوار الليبي الليبي والبديل المتاح للكيانات المرفوضة”.

ونوه إلى أن الإخونجية لو تملكوا السلطة هذه المرة فلن يغادروها إلا بالدماء ولهذا كانت عودة كثير من قياداتهم من الخارج في الفترة الأخيرة لدراسة المستجدات من الواقع ووضع الخطة المناسبة لهم.

أفغانستان جديدة

“الاجتماع هو اجتماع إخونجي للبحث عن دور جديد”، وفق المحلل السياسي الليبي سالم الغزال، لافتا إلى أن التنظيم شعر بأنه سيخرج من اللعبة السياسية كون الشعب لم يعد يتقبله بعد انفضاح مؤامراته المتتالية للاستيلاء على السلطة.

وأضاف الغزال، أن الإخونجية يسعون للانقلاب على الشرعية بشتى الطرق عبر تشكيل حكومة جديدة ليتمكنوا من خلالها ضرب أي مسار وحوار مثلما فعلوا في انقلاب فجر ليبيا 2014.

وأشار إلى أن الصلابي يسعى لتهيئة الطريق لتولي عدد من أتباعه المناصب المهمة ليكونوا شركاء في الحوار ومن خلالها إما تمرير مخططاتهم أو إفساد الحوار وتحويل ليبيا إلى دولة برلمانية يمكن شراء الأصوات فيها بعكس النظام الرئاسي الذي يصعب فيه ذلك، وفق قوله.

واعتبر أن “الاجتماع لن يأتي من ورائه أي خير وأن الحاضرين يبحثون عن مصالحهم الضيقة بعيدا عن المصالح الوطنية العليا، ويسعى التنظيم لتحويل ليبيا إلى أفغانستان جديدة، وأخونة الليبيين وأدلجة الحوار والمصالحة”.

وكان الليبيون ينتظرون إجراء انتخابات وطنية رئاسية ونيابية في 24 ديسمبر 2021 إلا أن هذه الانتخابات تم تأجيلها لأجل غير مسمى وتسعى الأمم المتحدة مع مجلس النواب وما يعرف بمجلس الدولة للوصول لاتفاق على القاعدة الدستورية للانتخابات خاصة مع عودة البلاد للانقسام السياسي ووجود حكومتين متوازيتين شرقا وغربا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى