إسرائيل تجري محادثات مع جنوب السودان لتهجير الفلسطينيين إلى أراضيها

تجري تل أبيب محادثات مع جنوب السودان بشأن إمكانية تهجير فلسطينيين من قطاع غزة إلى أراضيها، فيما جدد رئيس حكومة اليمين الإسرائيلي الفاشي بنيامين نتنياهو مساء الثلاثاء، قوله بأن إسرائيل “ستسمح” لسكان القطاع الذين يريدون الفرار من الحرب المستمرة بالمغادرة إلى الخارج

وأكد 6 أشخاص مطلعين على الأمر هذه المحادثات لوكالة أسوشيتد برس، دون أن يتضح بعد مدى التقدّم في هذه المفاوضات.

وامتنعت وزارة خارجية الاحتلال الإسرائيلي عن التعليق، ولم يرد وزير خارجية جنوب السودان على أسئلة حول هذه المفاوضات. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن الوزارة لا تعلق على المحادثات الدبلوماسية الخاصة.

لكن جو سلافِك، مؤسس شركة ضغط أميركية تعمل مع جنوب السودان،كشف إنه أُبلغ من قبل مسؤولين في جنوب السودان بهذه المحادثات، مضيفا أن وفدًا إسرائيليا يخطط لزيارة البلاد لبحث إمكانية إنشاء مخيمات للفلسطينيين هناك، دون تحديد موعد معروف للزيارة. وأشار إلى أن إسرائيل قد تدفع تكاليف هذه المخيمات المؤقتة.

مصر على علم بمحاولات إسرائيل

وقال مسؤولان مصريان لوكالة أسوشيتد برس إنهما على علم منذ أشهر بمحاولات إسرائيل إيجاد دولة تقبل الفلسطينيين بما في ذلك تواصلها مع جنوب السودان، مضيفين أنهما ضغطا على جنوب السودان لرفض قبولهم. وتعترض مصر بشدة على أي خطط لنقل الفلسطينيين خارج قطاع غزة خوفًا من تدفق اللاجئين إلى أراضيها.

وكانت أسوشيتد برس قد أوردت سابقًا أن إسرائيل والولايات المتحدة أجرتا محادثات مماثلة مع السودان والصومال، وكذلك مع إقليم “أرض الصومال” الانفصالي، لكن لا يُعرف ما آلت إليه تلك المباحثات.

وأي مسعى بالنسبة للفلسطينيين لإجبارهم على مغادرة أراضيهم سيُعيد إلى الأذهان ذكرى النكبة عام 1948.

وقد رفض الفلسطينيون ومنظمات حقوق الإنسان ومعظم المجتمع الدولي هذه المقترحات، واعتبروها مخططًا للتهجير القسري في انتهاك للقانون الدولي.

نتنياهو يريد تحقيق رؤية ترامب

ويوم أمس الثلاثاء، جدد رئيس حكومة اليمين الإسرائيلي الفاشي بنيامين نتنياهو الحديث أن تل أبيب “ستسمح” لسكان قطاع غزة الذين يريدون “الفرار” من الحرب المستمرة بالمغادرة إلى الخارج.

وقال نتنياهو، في مقابلة مع قناة “آي 24″ الإسرائيلية، إنه يريد تحقيق رؤية الرئيس الأميركي دونالد ترامب المتمثلة في نقل جزء كبير من سكان غزة من خلال ما سماها بـ”الهجرة الطوعية”.

وأضاف نتنياهو “أعتقد أن الشيء الصائب، حتى وفقًا لقوانين الحرب كما أعرفها، هو السماح للسكان بالمغادرة، ثم تدخل بكل قوتك ضد العدو الذي يبقى هناك”.

وأوضح “نمنح سكان غزة الفرصة لمغادرة مناطق القتال في المقام الأول، ومغادرة القطاع عموما، إذا رغبوا في ذلك”، مشيرا بهذا الصدد إلى مغادرة لاجئين خلال الحروب في سوريا وأوكرانيا وأفغانستان.

إسرائيل تتواصل مع دول يمكن أن تكون مضيفة

وكشف الفاشي نتنياهو إلى أن “إسرائيل تتحدث إلى العديد من الدول التي يمكن أن تكون مضيفة، وعلى جميع من يبدون قلقهم على الفلسطينيين ويريدون مساعدتهم أن يفتحوا أبوابهم لهم”.

وكانت دعوات سابقة لتهجير الفلسطينيين إلى خارج القطاع بما فيها التي أطلقها ترامب، أثارت مخاوف لدى الفلسطينيين، واستدعت إدانات دولية.

وكان نتنياهو قد صرح في وقت سابق بأن حكومته تعمل على إيجاد دول ثالثة تستقبل سكان غزة، وذلك عقب اقتراح ترامب تهجيرهم وتطوير القطاع كوجهة سياحية.

ودعا وزراء اليمين الإسرائيلي الفاشي في ائتلاف نتنياهو إلى رحيل “طوعي” لفلسطينيي غزة.



مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى