إسرائيل ترتكب سلسلة من المجازر الدموية في مخيم جباليا ومحيطه
جثامين الشهداء تتكدس في المشافي وسط انهيار متسارع في القدرات الاستيعابية للمنشآت الصحية

شهد مخيم جباليا ومحيطه، فجر اليوم الأربعاء، سلسلة من المجازر الدموية الوحشية، جراء غارات جوية مكثفة شنتها طائرات الاحتلال الإسرائيلي على مناطق متفرقة من مخيم جباليا ومحيطه، وأسفر عن استشهاد ما لا يقل عن 50 فلسطينياً وإصابة أكثر من 100 آخرين، بحسب المصادر الطبية.
وأوضحت المصادر بأن ما لا يقل عن 45 شخصاً استشهدوا منذ منتصف الليل في سلسلة غارات عنيفة استهدفت مخيم جباليا وجباليا البلد، كانت أعنفها على منزل لعائلة مقبل في حي الجرن، بالإضافة إلى شقتين سكنيتين تعودان لعائلتي عودة وخليل في عمارة أبو العيش قرب مسجد الياسين بشارع العجارمة، ما أدى إلى سقوط شهداء ومصابين، بينهم أطفال، نُقلوا إلى مستشفى العودة في تل الزعتر.
تكدّس جثامين الشهداء
ووثقت مقاطع مصورة على وسائل التواصل الاجتماعي تكدّس جثامين الشهداء في ممرات المستشفى الإندونيسي في شمال القطاع، وسط انهيار متسارع في القدرات الاستيعابية للمنشآت الصحية، ما يعكس تفاقم الأزمة الإنسانية التي يعاني منها القطاع المحاصر.
كما طاولت الغارات مناطق أخرى في جنوب قطاع غزة، حيث استهدفت طائرات الاحتلال منازل في بلدة الفخاري، جنوب شرقي مدينة خانيونس، وبلدة عبسان الكبيرة، شرق خانيونس، ما أدى إلى وقوع ثلاث إصابات على الأقل.
كما قصفت طائرات الاحتلال منزلاً لعائلة مصبح قرب مسجد التوبة في عبسان.
أوامر تهجير
وأطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي، ليل الثلاثاء – الأربعاء، تحذيراً بوجوب إخلاء مناطق عدة في شمال غزة، معلنا عن ضربات وشيكة بعد “رصد إطلاق صواريخ من هذه الأنحاء من القطاع الفلسطيني”.
وجاء في بيان لمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: “هذا إنذار مسبق وأخير قبل الهجوم! سيهاجم جيش الدفاع (جيش الاحتلال) بقوة شديدة كل منطقة يتم إطلاق قذائف صاروخية منها”، وأضاف: “من أجل سلامتكم عليكم الانتقال بشكل فوري إلى مراكز الإيواء المعروفة في مدينة غزة”.
وتتواصل جرائم الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة المحاصر، مع استمرار الحراك الدبلوماسي من الوسطاء للعودة إلى اتفاق وقف إطلاق النار، إلا أن هذه الحراك يصطدم بتعنت رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وإصراره على مواصلة الحرب والتفاوض مع حركة حماس تحت النار.
الجوع “سلاحَ حرب”
وعلى صعيد المأساة الإنسانية التي يعيشها سكان القطاع جراء الحصار القاتل ومنع المساعدات، اتّهمت منظمة “أطباء العالم”، أمس الثلاثاء، الاحتلال الإسرائيلي باستخدام الجوع “سلاحَ حرب”، محذّرة من أن الحصار المستمر يفاقم سوء التغذية الحاد في القطاع.
وكانت إسرائيل قد منعت منذ الثاني من مارس/ آذار الماضي، دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، قبل أيام من استئناف عملياتها العسكرية في الحرب المستمرة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.