إسرائيل ترتكب مجازر جديدة بحق المجوّعين والنازحين المحاصرين في غزة

واصلت إسرائيل ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، كما تفرض حصاراً قاتلاً عليهم أحدث نتائج كارثية هي الأسوأ عالمياً بحسب التقارير الصادرة عن المنظمات الدولية.
وبحسب المصادر الطبية الفلسطينية، فقد استشهد نحو 69 شخصاً، بينهم 37 من منتظري المساعدات، وأصيب عشرات آخرين، منذ فجر اليوم الأحد، في مجازر جديدة ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق المجوّعين والنازحين في قطاع غزة.
وأوضحت المصادر بأن 22 من الشهداء من الباحثين عن الطعام، وقد جرى استهدافهم قرب مركزين للتحكم في المساعدات في جنوب القطاع ووسطه.
وقال جهاز الإسعاف والطوارئ إن 9 فلسطينيين استشهدوا -صباح اليوم- بنيران قوات الاحتلال قرب مراكز مساعدات شمالي رفح.
ووقعت هذه المجزرة بعد يومين من زيارة المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف لأحد المراكز القريبة التي تديرها ما تسمى “مؤسسة غزة الإنسانية” الأميركية.
وبالتزامن تقريبا، أفادت مصادر في مستشفيي العودة وشهداء الأقصى باستشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين قرب مركز توزيع المساعدات شرق مخيم النصيرات في ما يسمى محور نتساريم (وسط قطاع غزة).
المجازر بحق المجوّعين
وتواترت في الآونة الأخيرة المجازر بحق المجوّعين بمحيط مراكز المساعدات التي تديرها “مؤسسة غزة الإنسانية” سيئة السمعة والصيت، أو خلال احتشادهم في مسار قوافل الإغاثة النادرة التي تدخل القطاع.
وكانت مصادر في مستشفيات غزة أفادت باستشهاد 38 فلسطينيا من منتظري المساعدات أمس.
ومنذ تولي مؤسسة “غزة الإنسانية” المعروفة بـ”مصائد الموت الأمريكية” التحكم في تدفق المساعدات في مايو/أيار الماضي، استشهد أكثر من 1500 فلسطيني وأصيب أكثر من 10 آلاف آخرين بنيران جيش الاحتلال والمتعاقدين الأجانب مع المؤسسة، وفق الأمم المتحدة ووزارة الصحة بالقطاع المنكوب.
في غضون ذلك، أفادت مصادر فلسطينية باستشهاد 3 مواطنين وإصابة آخرين إثر قصف قوات الاحتلال فجر اليوم مدرسة فيصل التي تؤوي نازحين غرب مدينة خانيونس.
ونشرت وسائل إعلام فلسطينية صور مصابين بينهم أطفال، نقلوا إلى مجمع ناصر الطبي في المدينة.
قصف مقر جمعية الهلال الأحمر
كما أفاد مصدر طبي بمستشفى الأمل في خانيونس باستشهاد أحد موظفي جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني وإصابة 3 آخرين إثر قصف إسرائيلي استهدف فجر اليوم مقر الجمعية في حي الأمل (غرب خانيونس).
وقال مصدر بالجمعية إن الطابق الأول في المبنى الإداري تعرض لقصف إسرائيلي مباشر -دون سابق إنذار- مما أدى إلى اشتعال النيران في الطابق المستهدف.
كما استهدف قصف إسرائيلي دراجة هوائية بالقرب جنوب خان يونس مما أدى إلى استشهاد شخص، وفقا لمصادر فلسطينية.
وفي تطورات أخرى، أفاد مصدر في المستشفى المعمداني بانتشال جثامين 5 شهداء إثر قصف إسرائيلي على حي الشجاعية شرقي مدينة غزة.
وأفاد المصدر نفسه بانتشال جثامين 22 شهيدا قضوا في قصف سابق من أحياء الشجاعية والتفاح والزيتون في المناطق الشرقية للمدينة.
وفي منطقة المخابرات شمال غرب مدينة غزة، قصف الاحتلال مجموعة من عناصر تأمين المساعدات مما أسفر عن شهيدين ومصابين، وفق ما نقلته قناة الأقصى الفضائية.
ووسط القطاع المدمر، تجدد القصف المدفعي شمال مخيم النصيرات.
وكانت مصادر في مستشفيات غزة أفادت باستشهاد 62 فلسطينيا بنيران جيش الاحتلال أمس السبت.
ومنذ بدئها الإبادة الجماعية في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بالتوازي جريمة تجويع بحق فلسطينيي غزة حيث شددت إجراءاتها في 2 مارس/ آذار الماضي، بإغلاق جميع المعابر أمام المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية، ما تسبب بتفشي المجاعة ووصول مؤشراتها إلى مستويات “كارثية”.
وخلفت الإبادة، التي تدعمها الإدارة الأمريكية، أكثر من 210 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.