إسرائيل تواصل خروقاتها لاتفاق وقف النار في قطاع غزة وتصعّد في الضفة الغربية

واشنطن وتل أبيب تعملان على خطة جديدة للقطاع تمنع أي تهديد مستقبلي

واصلت إسرائيل خروقاتها لاتفاق وقف النار في قطاع غزة، وشنت قواتها سلسلة من الغارات الجوية العنيفة على القطاع، بالتزامن مع عمليات اقتحام ومداهمات في مناطق متفرقة بالضفة الغربية المحتلة.

وأفادت وسائل إعلام فلسطينية بأن طيران الاحتلال شنَّ أكثر من 10 غارات جوية عنيفة استهدفت المناطق الشرقية لمدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة، وتأتي هذه الغارات وسط تحليق مكثف لطائرات الاحتلال في أجواء القطاع.

وذكرت مصادر فلسطينية أنَّ جيش الاحتلال نسف منازل سكنية في المناطق الشرقية لمدينة غزة، شمالي القطاع، في استمرار لسياسة تدمير البنية التحتية والمباني السكنية.

ارتفاع حصيلة الشهداء

واستشهد فلسطينيان في غارات إسرائيلية على غزة رغم إعلان جيش الاحتلال العودة لتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، وفق ما أفادت به وكالة الأنباء الألمانية.

وأعلنت مصادر طبية فلسطينية ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 68,643، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023.

وبحسب وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”، أضافت المصادر الطبية أن حصيلة الإصابات ارتفعت إلى 170,655، منذ بدء العدوان، في حين لا يزال عدد من الضحايا تحت الأنقاض، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.

وأشارت إلى أنه وصل إلى مستشفيات قطاع غزة 104 شهداء، و253 إصابة منها 78 طفلًا و84 امرأة، فيما بلغت حصيلة الشهداء والإصابات منذ اتفاق وقف إطلاق النار في 11 أكتوبر الجاري 211 شهيدًا و597 مصابًا، وجرى انتشال 482 جثمانًا.

تصعيد في الضفة

أما في الضفة الغربية المحتلة، فقد أفادت مصادر فلسطينية بتنفيذ قوات الاحتلال عدة عمليات اقتحام ومداهمة في محافظة نابلس، كما أطلقت قوات الاحتلال النار تجاه عددًا من الفلسطينيين في أثناء اقتحام محيط الأكاديمية في حي رفيديا غربي نابلس.

وداهمت قوات الاحتلال منزلًا خلال عملية اقتحام مدخل بلدة بيت وزن غربي نابلس.

وقالت محافظة القدس إن قوات الاحتلال ومستوطنين اقتحموا تجمّع الحثرورة شرق القدس، مضيفة أن جنود الاحتلال اعتقلوا 18 شابا.

كما أفاد مصادر صحافية باقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مخيم عايدة شمالي بيت لحم في الضفة الغربية.

وتأتي هذه التطورات الميدانية العنيفة في ظل استمرار الحصيلة المأساوية للعدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع والضفة وخرقه المستمر لاتفاق وقف النار.

المكتب الإعلامي الحكومي يفنّد مزاعم إسرائيلية

من جهته، فنّد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة قائمة نشرها الاحتلال وزعم أنها تحتوي على أسماء عناصر في المقاومة اغتيلوا في الغارات العنيفة على غزة ليل الثلاثاء – الأربعاء، والتي خلّفت 109 شهداء، بينهم 52 طفلاً و23 امرأة.

وقال المكتب إن “الاحتلال نشر قائمة تضم 26 اسماً، بينها 21 صورة، زعم أنها تعود لأشخاص قُتلوا خلال عدوانه الأخير الذي مضى عليه 24 ساعة.

وتبين أن القائمة تحتوي على ثلاثة أسماء غير صحيحة وغير عربية وغير واردة في السجلات الرسمية الفلسطينية، بالإضافة إلى أسماء وهمية لا وجود لها في الواقع، وبعضها لم يُرفِق له صور على الإطلاق متعمداً”.

وأضاف المكتب، في بيان، أن “الاحتلال أدرج في القائمة أسماء لأربعة أشخاص لم يُستشهدوا ولم يكونوا موجودين في مناطق الاستهداف أصلاً، وهم على قيد الحياة، فضلاً عن إدراج أسماء مكررة بعد التلاعب في اسمها الثلاثي، لتبدو وكأنها لأشخاص مختلفين.

كما شملت القائمة أسماء لأشخاص قُتلوا في أماكن وأزمنة مختلفة تماماً عن المعلن”.

ملف جثث الأسرى

ويستغل الاحتلال الإسرائيلي ملف جثث أسراه المتبقية في غزة لانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار في القطاع، سواء بالقصف المباشر أو بتقليص دخول المساعدات وعرقلة فتح معبر رفح البرّي مع مصر المغلق رغم الاتفاق على فتحه بعد أيام من إعلان اتفاق وقف النار ودخوله حيّز التنفيذ في 10 أكتوبر/تشرين الأول الحالي.

وتواجه الفصائل المسلحة صعوبات حقيقية في الوصول إلى جثث الإسرائيليين في غزة المتبقية لديها، وتعمل وفق المعطيات المعلنة والمشاهدات الميدانية بجد من أجل الوصول إلى المزيد من الجثث.

نتنياهو: نعمل مع الولايات المتحدة على خطة جديدة لقطاع غزة

من جهته، كشف رئيس حكومة اليمين الفاشي بنيامين نتنياهو أنه أن حكومته والولايات المتحدة تعملان على خطة لتحقيق قطاع غزة مختلفة، تهدف إلى ضمان الأمن والاستقرار ومنع أي تهديد مستقبلي لكيان الاحتلال.

وأكد نتنياهو في تصريحاته أن غزة لن تشكل تهديدا لكيان الاحتلال بعد الآن، مشددا على أن الهدف المشترك مع الجانب الأمريكي هو نزع سلاح حماس وسلاح القطاع، وفق الاتفاق الذي تم التوصل إليه بينه وبين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وبموافقة الأطراف الأخرى المعنية.

وأشار الفاشي نتنياهو إلى أن الجانب الأمريكي ساهم بشكل فعال في تحقيق إنجازات أذهلت العالم، سواء على صعيد الملف الإيراني أو إطلاق سراح المحتجزين “الإسرائيليين” أحياء.

وقال إن هذه الإنجازات تمثل دليلا على التعاون الوثيق بين تل أبيب وواشنطن، وأن الخطة الجديدة لقطاع غزة ستضمن وضع آليات تمنع تجدد التهديدات وتحقق الاستقرار طويل الأمد.

وأشار نتنياهو إلى أن الخطة الجديدة لقطاع غزة تتطلب تنسيقا مع أطراف دولية أخرى لضمان تنفيذها بشكل فعال.

وأكد أن التعاون مع الولايات المتحدة يتيح لتل أبيب اتخاذ خطوات استراتيجية تعزز الأمن الداخلي وتحد من المخاطر الإقليمية، ويجعل من غزة منطقة أكثر استقرارا على المدى الطويل.



مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى