إسرائيل تواصل قتل وتشريد الفلسطينيين والأونروا تؤكد أن “مؤسسة غزة الإنسانية” تدار من قبل عصابات

حماس تعتبر الهجوم الإسرائيلي على قطر بمثابة إعلان حرب على المنطقة

تواصل إسرائيل ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية والتجويع والتهجير القسري بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، كما تقوم قواتها بعمليات تدمير واسعة للمباني والأبراج السكنية، فيما اعتبرت حركة حماس الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف قادتها في قطر بمثابة إعلان حرب على المنطقة.

وأفادت مصادر طبية باستشهاد 43 فلسطينيا بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ فجر اليوم بينهم 31 بمدينة غزة و15 من منتظري المساعدات، وأن مستشفيات القطاع، قد سجلت خلال الساعات الـ24 الماضية، سبع حالات وفاة جديدة، بينها طفل، نتيجة التجويع، ليرتفع العدد الإجمالي لضحايا المجاعة إلى 411 وفاة، من ضمنها 142 طفلاً.

وأضافت المصادر الطبية في القطاع أن أكثر من 70 فلسطينيًا قد استشهدوا منذ فجر الأربعاء في غارات إسرائيلية، بينهم ما يزيد على 50 شخصًا في مدينة غزة.

 وأعلن مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية عن مقتل 540 من العاملين الإنسانيين في قطاع غزة منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

وحذر المكتب من أن نحو مليون شخص بمدينة غزة يواجهون قصفا ومصاعب بالوصول لمقومات البقاء، مشيرا الى أن بعض المرافق بمدينة غزة أجبرت على وقف خدماتها وتواجه خطر الإغلاق.

الأوضاع تجاوزت مرحلة الكارثة

وأكدت مديرة العلاقات الخارجية والإعلام بوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا)  تمارا الرفاعي إن فوضى توزيع المساعدات لعبت دورا مهما في توسيع رقعة المجاعة بين السكان، مضيفة أن الأوضاع في قطاع غزة قد تجاوزت مرحلة الكارثة.

وقالت لوسائل الإعلام، “يمكن للوكالة الأممية الوصول للمحتاجين بسرعة وسهولة استنادا لبنيتها التحتية والمعلوماتية وبمساعدة ما يصل إلى 15 ألفا من موظفيها لا يزالون يعملون في القطاع”.

وأشارت إلى أن إسرائيل تواصل محاولات ترسيخ الفوضى وتعميق الأزمة عبر ما تعرف بـ”مؤسسة غزة الإنسانية”، التي تقدم المساعدات عبر 400 نقطة في أنحاء القطاع، مقارنة بـ400 ألف كانت تعمل من خلالها الأونروا.

“مؤسسة غزة الإنسانية” تدار من قبل عصابات

وفي وقت سابق اليوم، نقلت “بي بي سي” (BBC) عن المفوض العام للوكالة فيليب لازريني، قوله إن “مؤسسة غزة الإنسانية” التي تدعمها واشنطن وتشرف عليها قوات الاحتلال تدار من قبل عصابات بعضها معاد للمسلمين.

وأوضح لازريني إن أكثر من ألفي جائع يائس قضوا خلال سعيهم للحصول على الطعام، وبعضهم سقط قرب هذه المؤسسة.

وأكد أنه رغم الصعوبات التي تفرضها إسرائيل على الأرض، لا يزال 15 ألف من موظفي (الأونروا) يقدمون خدمات صحية وتعلمية حتى في خيام النزوح التي يتم قصفها، كما تقول الرفاعي.

وينقل هؤلاء الموظفون حسب تصريحات المتحدثة، صورة ما يجري على الأرض، والتي تؤكد اتساع رقعة المجاعة من شمال القطاع إلى مناطق الوسط.

وتتعمد إسرائيل استهداف المؤسسات الإنسانية وخصوصا (الأونروا) التي تعتبر أكبر فاعل وشاهد على كل ما يحدث في غزة التي تسعى إسرائيل لاستبدالها بما تسمى “مؤسسة غزة الإنسانية”، كما تقول الرفاعي.

ويراد لهذه المؤسسة غير المعروفة ولا المعترف بها، حسب وصف الرفاعي، أن تحل محل كافة المؤسسات الدولية والأممية التي تمتلك باعا وخبرات واسعة في مجالات الصحة والتعليم بغزة.

لا بد من وصول آمن ودائم

وبحسب لازريني، لدى الأونروا بنية تحتية كبيرة من آليات وشاحنات وخبرات في الصحة العامة والتعليم بما يشبه النظام الحكومي والخاص، لأنها الأكبر والأكثر انتشارا في القطاع، حسب وصف المسؤولة الأممية.

كما تمتلك (الأونروا) قوائم بكل المتضررين والمستضعفين ومن فقدوا معيلهم أو لديهم أطفال ذوي احتياجات خاصة في غزة وأماكن تواجدهم وأقرب نقاط إيصال المساعدات لهم، وإنقاذهم من المجاعة التي تتعمق بسبب فوضى توزيع المساعدات وليس بسبب السرقة كما يشاع.

وقد أكد لازاريني اليوم أن معالجة المجاعة تتطلب وصولا دائما وآمنا وواسع النطاق للمحتاجين في أي مكان، وقال إن لدى (أونروا) وشركائها القدرة على القيام بذلك لو سُمح لهم بالعمل.

كما عبّر فريق العمل الإنساني في الأراضي الفلسطينية المحتلة، الذي يضم وكالات الأمم المتحدة وأكثر من 200 منظمة غير حكومية دولية ومحلية، عن قلقه البالغ من التصعيد الخطير الذي تشهده مدينة غزة.

وأضاف الفريق الإنساني أن نحو مليون إنسان باتوا اليوم بلا خيارات آمنة أو مجدية، لأنه لا شمال القطاع ولا جنوبه يوفران الأمان، كما جاء في بيان الفريق.

حماس: إسرائيل تبحث عن “نصر وهمي”

في سياق آخر، أصدرت حركة حماس بيانا مصورا، الخميس، هو الأول بعد العدوان الإسرائيلي الذي استهدفت مقر إقامة قادة الحركة في الدوحة، الثلاثاء، ووصفت فيه الهجوم على مكتبها في قطر بأنه “جريمة مكتملة الأركان”، مشددة على أن “إسرائيل استهدفت مسار التفاوض بأكمله”.

كما اعتبر برهوم أن “الهجوم في قطر بمثابة إعلان حرب من إسرائيل على المنطقة”، مردفاً أن “الهجوم الإسرائيلي في قطر يعرض الأمن الإقليمي للخطر”.

كذلك مضى قائلاً إن “محاولة إسرائيل الفاشلة لاغتيال وفد الحركة تعكس البحث عن انتصار وهمي”، مشدداً على أن “إسرائيل لن تنجح في التأثير على مواقف الحركة”.

وتابع أن “إسرائيل تتعمد إفشال الوساطة القطرية المصرية لوقف الحرب”، مؤكداً أن “نتنياهو وحكومته يتحملون وحدهم المسؤولية عن إفشال جميع محطات التفاوض”.

استهداف مقصود لدور الوسطاء

كما صرح برهوم بأن “التهديدات باغتيال قادة الحركة لن تغير مطالبنا المعلنة لإنهاء الحرب”، مضيفاً أن “إسرائيل استهدفت منزل رئيس وفد الحركة للتفاوض خليل الحية في قطر”.

وأوضح أن إسرائيل استهدفت قيادات الحركة أثناء بحث مقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

واعتبر القيادي في حركة حماس فوزي برهوم، أن “الهجوم الإسرائيلي على الدوحة، لم يكن مجرد محاولة لاغتيال لوفد “حماس” المفاوض، بل هي محاولة لاغتيال مسار التفاوض، واستهداف مقصود لدور الوسطاء بقطر ومصر”.

ودعا برهوم قادة الدول العربية والإسلامية إلى الوقوف بقوة أمام الغطرسة الصهيونية، واستخدام كل عناصر القوة وأدوات الضغط والتأثير السياسي والدبلوماسي والاقتصادي والقانوني لتدفيع نتنياهو وحكومته الفاشية ثمن جرائمهم، والعمل الجاد على وقف العدوان وحرب الإبادة والتهجير والتجويع في قطاعِ غزة”.

يذكر أن إسرائيل كانت نفذت الضربة المفاجئة، الثلاثاء، على الدوحة، فيما أشارت التقارير الإسرائيلية إلى أن أحد الأهداف كان القيادي في حركة حماس بالخارج والذي يرأس وفد التفاوض، خليل الحية.

كما كررت تل أبيب تأكيدها أنها مستمرة في ملاحقة قادة الحركة أينما وجدوا، على الرغم من حملة التنديد الدولية الواسعة.



مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى