استئناف المحادثات النووية بين إيران والقوى العالمية في فيينا

قال باقري قني كبير المفاوضين الإيرانيين في المفاوضات النووية، للصحافيين، عقب استئناف المحادثات مع القوى العالمية، الخميس، وأن “إيران على أنها ستواصل المحادثات بجدية بناء على موقفها السابق”، وأن بلاده متمسكة بالموقف الذي طرحته الأسبوع الماضي، عندما انفضت المحادثات.

وصرح عدد من المسؤولين الأميركيين إنهم يفضلون التوصل إلى حل دبلوماسي، لكنهم أبدوا في الوقت ذاته الاستعداد لاتخاذ موقف أشد إذا لزم الأمر.

يتزامن ذلك مع استئناف محادثات فيينا الرامية إلى إحياء الاتفاق النووي مع إيران المبرم في 2015، فيما كثفت الولايات المتحدة وإسرائيل الضغوط على طهران بالحديث عن التبعات الاقتصادية أو العسكرية إذا أخفقت الدبلوماسية.

في حال فشل الدبلوماسية

المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي، قالت الخميس، إنه “في ظل التقدم المستمر في البرنامج النووي الإيراني، طلب الرئيس الأميركي جو بايدن من فريقه الاستعداد للتحول إلى خيارات أخرى في حال فشل الدبلوماسية”. وشددت على أن بايدن “ملتزم بضمان عدم امتلاك إيران لسلاح نووي”.

ويتنقل دبلوماسيون من بقية الأطراف وهي فرنسا وبريطانيا وألمانيا وروسيا والصين بين الجانبين الأميركي والإيراني، لأن طهران ترفض التواصل مباشرة مع واشنطن وذلك بهدف إعادتهما للالتزام الكامل بالاتفاق.

وبمقتضى الاتفاق الذي أبرمته إيران و6 قوى عالمية عام 2015، قلّصت إيران برنامجها النووي مقابل تخفيف عقوبات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة عليها.

وكانت محادثات الأسبوع الماضي، هي الأولى بعد توقف استمر 5 أشهر بسبب انتخاب حكومة إيرانية جديدة بقيادة الرئيس إبراهيم رئيسي المعادي للغرب.

وقال مسؤولون غربيون إن إيران تخلت عن أي تنازلات قدمتها في الجولات الست السابقة من المحادثات وتجاهلت مطالب الأطراف الأخرى وقدمت المزيد من المطالب الأسبوع الماضي.

رفع جميع العقوبات

وتريد إيران رفع جميع العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة بعدما أعلن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق عام 2018، على أن يتم ذلك في عملية يمكن التحقق منها. وبدأت طهران انتهاك القيود النووية للاتفاق بعد عام تقريباً من انسحاب واشنطن.

من جهتها، شددت الولايات المتحدة أن الأمر سيستغرق بضعة أيام للحكم على ما إذا كانت إيران مستعدة لإبداء مرونة، وألمح مسؤولون أميركيون إلى التكلفة الاقتصادية والعسكرية التي قد تواجهها طهران إذا لم يتم التوصل إلى حل دبلوماسي.

مناورات أميركية إسرائيلية

وكانت رويترز ذكرت الأربعاء، أن من المتوقع أن تتضمن محادثات في واشنطن مع وزير الدفاع الإسرائيلي، الخميس، مناقشات حول تدريبات عسكرية محتملة من شأنها التحضير لأسوأ سيناريو ممكن لتدمير المنشآت النووية الإيرانية إذا أخفقت الدبلوماسية.

وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، في بداية الاجتماع مع نظيره الإسرائيلي بيني غانتس، إن إيران لم تعرض تواصلاً بناء في المحادثات النووية في فيينا التي يأمل الرئيس جو بايدن أن تفضي إلى إعادة إحياء الاتفاق.

وركزت المتحدثة باسم البيت الأبيض ساكي على العقوبة الاقتصادية المحتملة. وقالت: “إذا لم تتمكن الدبلوماسية من أن تأخذ مسارها سريعاً، وإذا استمر البرنامج النووي الإيراني في التسارع، فلن يكون لدينا عندئذ أي خيار آخر سوى اتخاذ إجراءات أخرى، وفرض مزيد من القيود على القطاعات التي تدر عوائد على إيران”.

ومن المقرر أن يزور وفد أميركي بارز، الإمارات الأسبوع المقبل لإجراء لقاءات مع بنوك بشأن مخاوف حيال امتثالها للعقوبات الأميركية التي تهدف للضغط بشدة على اقتصاد إيران.

وقال إنريكي مورا، منسق الاتحاد الأوروبي للمحادثات النووية، للصحافيين في فيينا إن الأطراف ليس أمامها وقت لا محدود.

سيُفاجأون بشدة

 من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس الخميس، إن الأمر سيستغرق بضعة أيام للحكم على ما إذا كانت إيران تبدي مرونة في المحادثات التي تستهدف عودة واشنطن وطهران للالتزام بالاتفاق النووي المبرم عام 2015.

وأضاف برايس: “من المحتمل أن يستغرق الأمر يومين آخرين حتى نعرف أين يقف الإيرانيون فيما يتعلق بسياق استئناف هذه الجولة (من المحادثات) والمرونة التي ربما يرغبون أو لا يرغبون في إظهارها”.

ورداً على سؤال عما إذا كانت إيران ربما تكون تحاول كسب الوقت في المحادثات وتسعى لاستغلال ضعف الولايات المتحدة قال برايس: “يمكنني أن أؤكد لكم أنه إذا ساور الإيرانيين شك بأن الولايات المتحدة ضعيفة فإنهم سيُفاجأون بشدة”.

خيارات أخرى

وكان وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أكد في وقت سابق الخميس، إنه إذا أخفقت السياسة الحالية الخاصة بإيران فإن الرئيس جو بايدن قالها بوضوح: “مستعدون للانتقال إلى خيارات أخرى”.

وأعرب أوستن خلال لقائه نظيره الإسرائيلي بيني غانتس في مبنى البنتاجون بواشنطن، عن قلقه من أنشطة إيران النووية والافتقار إلى تواصل دبلوماسي بناء مع طهران.

من جانبه قال غانتس إنه يتطلع إلى تعميق الحوار بشأن الاستعداد العسكري المشترك لمواجهة إيران ولوقف طموحاتها النووية.

وفي وقت سابق الخميس قالت وزارة الدفاع الأميركية إن مسؤولين سيبحثون مع غانتس، بواعث القلق المشتركة إزاء إيران، وسط تقارير عن بحث الجانبين خيارات عسكرية تتعلق بإيران.

لكن الوزارة أحجمت عن التعليق على تقرير لوكالة “رويترز” تحدث عن مناقشات بشأن إمكانية إجراء تدريبات عسكرية تركز على إيران.

وقال المتحدث باسم البنتاجون جون كيربي في إفادة صحافية: “أعلم أن هناك اهتماماً بتقرير معين لرويترز”. وأضاف: “كل ما سأقوله لكم نحن نجري تدريبات بشكل روتيني مع نظرائنا الإسرائيليين، وليس لدي اليوم ما أعلنه أو أتحدث عنه أو أشير إليه أو أتكهن به”.

ونقلت “رويترز” عن مسؤول أميركي كبير، الأربعاء، قوله إن المحادثات المقررة في الولايات المتحدة مع وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس تأتي في أعقاب إفادة قدمها القادة في البنتاجون لمستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان بشأن مجمل الخيارات العسكرية المتاحة لضمان عدم تمكن إيران من صنع سلاح نووي.

وتؤكد الاستعدادات الأميركية الإسرائيلية، التي لم ترد تقارير بشأنها من قبل، قلق الغرب إزاء المفاوضات النووية العسيرة مع إيران التي يأمل الرئيس الأميركي جو بايدن في أن تحيي اتفاق 2015 النووي الذي انسحب منه سلفه دونالد ترامب بشكل أحادي في 2018.

وتنفي إيران السعي إلى صنع أسلحة نووية وتقول إنها تريد أن تبرع في التكنولوجيا النووية لأغراض سلمية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى