استمرار المعارك بين أرمينيا وأذربيجان في إقليم ناغورنو كاراباخ

ارتفاع عدد القتلى في صفوف المرتزقة السوريين الموالين للنظام التركي

أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، الجمعة، عن ارتفاع عدد القتلى في صفوف المرتزقة السوريين الموالين للنظام التركي في معارك إقليم ناغورني كاراباخ إلى 107، وأن أنقرة تستعد لنقل 400 عنصر من المرتزقة إلى الإقليم.

يأتي ذلك فيما يتواصل تبادل القصف بين قوات أرمينيا وأذربيجان في ناغورنو كاراباخ، في الساعات الأولى من صباح الجمعة، وطال مرتين في بضع ساعات كاتدرائية تحمل رمزية كبيرة، في إشارة سلبية تسبق أول اجتماع وساطة دولية حول هذا النزاع في جنيف، وتزامناً مع استجابة أرمينيا وأذربيجان لدعوة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لإجراء مفاوضات في موسكو.

وقال الكرملين، الجمعة، أن “رئيس روسيا يدعو إلى إنهاء القتال في ناغورنو كاراباخ لأسباب إنسانية، بهدف تبادل جثث القتلى والسجناء”، موضحًا أن بوتين أجرى مباحثات مع الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف ورئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان.

وتواصل قصف ستيباناكرت، عاصمة إقليم ناغورنو كاراباخ، ومناطق مأهولة في أذربيجان طوال الخميس، وفق السلطات المحلية.

وفي شوشة الواقعة على مسافة 15 كلم جنوب ستيباناكرت، طاول القصف مرتين كاتدرائية تحمل رمزية تاريخية كبيرة. وفي حين لم يخلف القصف الأول ضحايا، أصيب في الثاني صحافيون روس ومحليون، يحمل أحدهم جراحا بالغة.

وقالت الحكومة الأرمينية إن الصحافيين توجهوا للمكان “لمعاينة مخلفات الهجوم في الصباح”، مشيرة إلى أن أحدهم “بصدد الخضوع لعملية”.

وأعيد بناء الكاتدرائية في التسعينيات عقب الحرب الأولى في ناغورنو كاراباخ، ما جعلها رمزا بالنسبة للأرمن.

بدوره، نفى الجيش الأذربيجاني قصف الموقع، مؤكداً أنه لا يستهدف “المباني والمعالم التاريخية والثقافية، وخاصة الدينية”.

واتهمت أذربيجان في المقابل القوات الأرمينية بـ”استهداف مناطق مأهولة” في أراضيها. وأكدت باكو مقتل مدنيين اثنين في عمليات القصف هذه، لكن استبعد عدد من السكان فكرة النزوح متشبثين بموقفهم منذ بداية الأعمال العدائية.

وتأتي عمليات القصف في حين يفترض أن يلتقي أطراف مجموعة ميسنك التي تضم روسيا والولايات المتحدة وفرنسا، بوزير الخارجية الأذربيجاني جيهون بيرموف في جنيف.

وتحاول المجموعة منذ منتصف التسعينيات الوصول إلى حلّ للنزاع عبر المفاوضات، وقد خلفت حرب أولى بين الطرفين 30 ألف قتيل في فترة انهيار الاتحاد السوفييتي.

وسيعقد الاجتماع بشكل مغلق، ويوجد تحفظ كامل حول موعده والمكان المحدد لانعقاده.

في المقابل سيتم استقبال وزير الخارجية الأرميني زهراب مناتساكانيان في موسكو الاثنين من قبل نظيره سيرغي لافروف.

وعبرت باريس عن أملها في أن تقود لقاءات جنيف وموسكو إلى “فتح مفاوضات”.

وبلغت الحصيلة الرسمية للمعارك منذ 27 سبتمبر 300 إلى 400 قتيل بينهم 50 مدنيا، لكن هذه الأعداد لا تزال جزئية إذ لا تعلن باكو خسائرها العسكرية، كما يؤكد كل من الطرفين أنه كبد الآخر آلاف القتلى في صفوف جنوده.

ويثير تجدد القتال مخاوف في الخارج من “تدويل” النزاع في منطقة تتداخل فيها مصالح روسيا وتركيا وإيران والغرب، لا سيما أن باكو تحظى بدعم تركي فيما ترتبط موسكو بمعاهدة عسكرية مع يريفان.

ووجهت اتهامات إلى تركيا بالتدخل في النزاع عبر إرسال معدات وقوات.

وحذر بوتين الذي يلعب دور الحكم في المنطقة بأنه في حال امتدت المعارك إلى خارج كاراباخ لتطال أرمينيا، فإن موسكو ستفي بـ”التزاماتها” بموجب تحالفها العسكري مع يريفان.

الأوبزرفر العربي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى