اقتحام الإرهابي الإسرائيلي بن غفير للأقصى تثير موجة إدانات دولية وعربية واسعة

أثار اقتحام الوزير الإسرائيلي الإرهابي إيتمار بن غفير لباحات المسجد الأقصى، الثلاثاء، موجة من الإدانات الدولية والعربية، ومطالب أميركية لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بالالتزام بتعهداته بالحفاظ على الوضع القائم للمواقع المقدسة.

وحمّلت جامعة الدول العربية الحكومة الإسرائيلية “المسؤولية الكاملة عن الممارسات اليمينية المتطرفة”، فيما حذّرت دول عربية من “التبعات السلبية لهذه الإجراءات”، ووصفت فلسطين “واقعة الاقتحام” بـ”الاستفزاز غير المسبوق”، وأعلن الأردن استدعاء السفير الإسرائيلي للاحتجاج على زيارة بن غفير.

من جانبه، قال مسؤول بمكتب بنيامين نتنياهو، الثلاثاء، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي ملتزم “بالحفاظ بصرامة على الوضع القائم بمجمع المسجد الأقصى”.

وأضاف المسؤول أن “الوزراء زاروا المجمع في الماضي بما لا يخرق الوضع القائم الذي يسمح للمسلمين بممارسة شعائرهم في الموقع المقدس، بينما لا يسمح لغيرهم إلا بالزيارة”.

فرنسا

وحذرت فرنسا مما وصفته بالمساس بالأمامن المقدسة في القدس، محذرة من عواقب الخطوات المماثلة لاقتحام بن غفير على أمن المنطقة.

وقالت السفارة الفرنسية في تل أبيب في تغريدة: “تذكّر فرنسا بتمسّكها المطلق بالحفاظ على الوضع القائم في الأماكن المقدّسة في القدس. أيّة بادرة من شأنها تهديد هذا الوضع قد تذهب بالأمور نحو التصعيد وينبغي تجنّبها”.

الولايات المتحدة

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي إن “أي تحرك أحادي يقوض الوضع القائم للمواقع المقدسة في القدس غير مقبول”، مضيفاً أن واشنطن “تؤيد بقوة الحفاظ على الوضع القائم مع احترام المواقع المقدسة في القدس”.

وقال سفير الولايات المتحدة في إسرائيل توم نيدز، إن واشنطن تعارض أي خطوات من شأنها الإضرار بالوضع الراهن في الأماكن المقدسة.

وجاءت تصريحات السفير الأميركي بعد ساعات من اقتحام وزير الأمن الوطني الإسرائيلي إيتمار بن غفير، الثلاثاء، المسجد الأقصى.

وكتب مراسل موقع “أكسيوس” الأميركي في إسرائيل باراك رافيد على تويتر: “قال لي سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل توم نيدز عقب زيارة الوزير بن غفير للحرم الشريف هذا الصباح، إن إدارة بايدن أوضحت للحكومة الإسرائيلية أنها تعارض أي خطوات من شأنها الإضرار بالوضع الراهن في الأماكن المقدسة”.

وأضاف السفير: “ليكون الأمر واضحاً تماماً.. نريد الحفاظ على الوضع الراهن، والإجراءات التي تخالف ذلك غير مقبولة”. وأردف: “كنا واضحين للغاية في محادثاتنا مع الحكومة الإسرائيلية بشأن هذه المسألة”.

الاتحاد الأوروبي

بدوره، قال الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي لعملية السلام في الشرق الأوسط سفين كوبمانز، عبر تويتر، إن “الوضع الراهن في المواقع المقدسة ووصاية ملك الأردن، المتفق عليهما دولياً، ضروريان للسلام الإقليمي والاستقرار والتوازن بين الأديان الرئيسية في  القدس، وهو مصدر قلق كبير لنا جميعاً”.

كان وزير الأمن القومي الإسرائيلي الإرهابي إيتمار بن غفير اقتحم، صباح الثلاثاء، باحات المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، في خطوة أدانها الفلسطينيون ووصفوها بأنها استفزازية، وذلك رغم تحذيرات من أنها قد تؤدي إلى أعمال عنف.

وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن بن جفير وصل إلى ساحة البراق وسط حراسة مشددة من الشرطة الإسرائيلية.

وقال بن غفير على تويتر: “جبل الهيكل مفتوح للجميع”، مستخدماً الاسم اليهودي للإشارة إلى مجمع المسجد الأقصى. ونشر مع التغريدة صورة له وهو يتجول في محيط المجمع وسط حراسه وبجواره يهودي متشدد آخر.

الخارجية الفلسطينية

وقالت وزارة الخارجية الفلسطينية إنها “تدين بشدة اقتحام الوزير المتطرف بن غفير المسجد الأقصى وتعتبره استفزازاً غير مسبوق وتصعيداً خطيراً للنزاع”.

إلى ذلك، قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية إن اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى “يشكل تحدياً خطيراً لمشاعر جميع أبناء شعبنا الفلسطيني”.

وأكد أن الحكومة الإسرائيلية الجديدة “تتحمل كامل المسؤولية عن كل ما سيترتب على عدوانها بحق مدننا، وبلداتنا، وقرانا، ومخيماتنا، وما يرافق تلك الاقتحامات من عمليات قتل، وهدم، واعتقال”.

جامعة الدول العربية

وأدانت جامعة الدول العربية، الثلاثاء، “بأشد العبارات” اقتحام بن جفير للمسجد الأقصى و”تدنيسه لحرمة المسجد”، واعتبر الأمين العام للجماعة أحمد أبو الغيط، أن ذلك “يعد استباحةً للحرم القدسي وعدواناً على القبلة الأولى للمسلمين، ويمثل استفزازاً واستهتاراً بمشاعرهم الروحية بقرار من الحكومة الإسرائيلية وحماية من أجهزتها الأمنية”.

وصرّح المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، في بيان، بأن “الاقتحام السافر يأتي في سياق بدء تنفيذ حكومة نتنياهو  لبرنامجها المتطرف وأجندتها الاستيطانية، بكل ما ينطوي عليه هذا البرنامج من احتمالات إشعال الموقف في القدس وبقية الأراضي المحتلة على نحو بالغ الخطورة”.

ونقل المتحدث عن أبو الغيط تأكيده أن حكومة نتنياهو تتحمل المسؤولية الكاملة عن اقتحام بن غفير وعن هذه الممارسات والمخططات اليمينية المتطرفة وتداعياتها على فلسطين والمنطقة بأسرها، وانعكاساتها على السلم العالمي، بما في ذلك ما تنطوي عليه من احتمالات إشعال حرب دينية.

وأعربت وزارة الخارجية السعودية عن تنديد وإدانة المملكة للممارسات الاستفزازية التي “قام بها أحد المسؤولين الإسرائيليين باقتحام باحات المسجد الأقصى الشريف”، حسب ما أوردت وكالة الأنباء السعودية “واس”.

وعبرت الوزارة عن “أسف المملكة لما تقوم به سلطات الاحتلال الإسرائيلية من ممارسات تقوض جهود السلام الدولية وتتعارض مع المبادئ والأعراف الدولية في احترام المقدسات الدينية”.

الأردن

وقالت وزارة الخارجية الأردنية، في بيان، الثلاثاء، إنها استدعت السفير الإسرائيلي في عمّان وسلمته مذكرة احتجاج على خلفية إقدام بن غفير على “اقتحام” المسجد الأقصى، لنقلها على الفور لحكومته.

وأوضح أن الرسالة “أكدت على وجوب امتثال دولة إسرائيل، بصفتها قوة قائمة بالاحتلال، لالتزاماتها وفقاً للقانون الدولي ولا سيما القانون الدولي الإنساني، بشأن مدينة القدس المحتلة ومقدساتها وخاصة المسجد الأقصى والامتناع عن أي إجراءات من شأنها المساس بحرمة الأماكن المقدسة ووضع حد لمحاولات تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم”.

وأضاف المجالي أن “مذكرة الاحتجاج أكدت على أن المسجد الأقصى، الحرم القدسي بكامل مساحته البالغة 144 دونماً مكان عبادة خالص للمسلمين، وطالبت حكومة الإسرائيلية إنهاء كافة الإجراءات الهادفة للتدخل غير المقبول في شؤونه”.

وأدانت وزارة الخارجية الأردنية، في بيان، الثلاثاء، قيام بن جفير ب”اقتحام” باحة المسجد الأقصى، معتبرة إنها “خطوة استفزازية” و”تنذر بالمزيد من التصعيد”.

الخارجية المصرية

بدورها، قالت وزارة الخارجية المصرية، الثلاثاء، إن مصر تعرب عن “أسفها لاقتحام مسئول رسمي بالحكومة الإسرائيلية الجديدة المسجد الأقصى بصحبة عناصر متطرفة تحت حماية القوات الإسرائيلية”، في إشارة إلى  وزير الأمن الوطني الإسرائيلي إيتمار بن غفير.

وأكدت الوزارة، في بيان، “رفضها التام لأي إجراءات أحادية مخالفة للوضع القانوني والتاريخي القائم في القدس”.

كما حذرت من “التبعات السلبية لمثل هذه الاجراءات على الأمن والاستقرار في الأراضي المحتلة والمنطقة، وعلى مستقبل عملية السلام”.

ودعت كافة الأطراف إلى “ضبط النفس والتحلي بالمسئولية والامتناع عن أية إجراءات من شأنها تأجيج الأوضاع”.

الإمارات

وأدانت دولة الإمارات بشدّة اقتحام وزير إسرائيلي باحة المسجد الأقصى المبارك بحماية من القوات الإسرائيلية.

وجددت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية في بيان، موقفها الثابت بضرورة توفير الحماية الكاملة للمسجد الأقصى ووقف الانتهاكات الخطيرة والاستفزازية فيه، وعلى احترام دور الأردن في رعاية المقدسات والأوقاف بموجب القانون الدولي والوضع التاريخي القائم، وعدم المساس بسلطة صلاحيات إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى.

ودعت الوزارة السلطات الإسرائيلية إلى خفض التصعيد وعدم اتخاذ خطوات تفاقم التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة.

الكويت

كما أعربت وزارة الخارجية الكويتية في بيان عن إدانة واستنكار الكويت الشديدين لاقتحام “الوزير المتطرف في حكومة الاحتلال الإسرائيلي باحات المسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي”.

 وأوضحت الوزارة أن “هذا الاقتحام الذي يشكل استفزازاً  لمشاعر المسلمين وانتهاكاً لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة يأتي في إطار محاولات سلطات الاحتلال الإسرائيلية المستمرة لتغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها”.

ودعت دولة الكويت المجتمع الدولي إلى التحرك السريع والفاعل لوقف هذه الانتهاكات الإسرائيلية وتوفير الحماية الكاملة للشعب الفلسطيني وممتلكاته ولاسيما في القدس ومقدساتها وحذرت الوزارة من مغبة هذه الانتهاكات التي تنذر بالمزيد من التصعيد محملة سلطات الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية كاملة لتداعيات هذه الانتهاكات.

تركيا

وقالت وزارة الخارجية التركية: في بيان “نحن قلقون من التصرف الاستفزازي من وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير إزاء المسجد الأقصى تحت حماية الشرطة الإسرائيلية وندينه”.

وأضافت الوزارة “ندعو إسرائيل إلى التصرف بشكل مسؤول لمنع أي استفزاز من شأنه انتهاك وضع الأماكن المقدسة وحرمتها في القدس وتصعيد التوتر في المنطقة”.

السعودية

قالت وزارة الخارجية السعودية في بيان يوم الثلاثاء إن المملكة تدين “الممارسات الاستفزازية” التي قام بها أحد المسؤولين الإسرائيليين باقتحام باحات المسجد الأقصى. وذكر البيان أن “وزارة الخارجية تعرب عن تنديد وإدانة المملكة العربية السعودية للممارسات الاستفزازية التي قام بها أحد المسؤولين الإسرائيليين باقتحام باحات المسجد الأقصى الشريف”.

“ترتيب الوضع الراهن”

ونقلت وكالة “رويترز” عن مسؤول إسرائيلي القول إن “الزيارة التي استغرقت أقل من ربع الساعة جاءت وفقاً للترتيب المسمى بترتيب الوضع الراهن والذي يعود لعقود مضت ويسمح لغير المسلمن بزيارة مجمع  المسجد الأقصى شريطة عدم الصلاة فيه”. وأضاف أن الزيارة مرت دون أي وقوع حوادث.

وتحدثت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية عن استعدادات أمنية لدخول بن غفير إلى الحرم القدسي، قائلةً إنها تطلبت “استعدادات متزايدة من الشرطة حتى يمر الأمر بهدوء”.

ولفتت الصحيفة إلى أنه، في الماضي، “كانت هناك حالات عارضت فيها الشرطة صعود أفراد من الجمهور إلى الحرم القدسي لأسباب أمنية، لكن الشرطة ستستعد هذه المرة لتأمين صعود الوزير المسؤول عنها والذي يملي عليها سياساتها”.

وجاءت الزيارة على عكس تقارير إسرائيلية أفادت في وقت سابق بأن بن غفير تراجع عن اقتحام المسجد الأقصى، على خلفية مكالمة من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بحسب إعلام عبري.

وقالت الصحيفة إن بن غفير رئيس حزب “عوتسما يهوديت” (عظمة يهودية) قرر في نهاية مكالمة مع نتنياهو، مساء الاثنين، تأجيل اقتحام المسجد الأقصى، بعدما أعلن الليلة الماضية أنه سيقدم على ذلك خلال الأسبوع الجاري.

وتطرق بن غفير بحسب الصحيفة، خلال حديثه مع نتنياهو إلى تهديدات حركة “حماس” الفلسطينية. وقال “لا يجب أن ننحني لحماس”، معلناً أنه ينوي اقتحام الأقصى خلال الأسابيع المقبلة.

وأفادت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية “كان” بأن جهاز الأمن العام (الشاباك) هو من أعطى الضوء الأخضر لوزير الأمن القومي بن غفير، وسمح له باقتحام المسجد الأقصى”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى