الوزير الإسرائيلي المتطرف بن غفير يقتحم المسجد الأقصى

خطيب المسجد الأقصى يحذر من تداعيات الاقتحام ويحمّل حكومة نتنياهو المسؤولية

بعد ساعات من توليه منصبه ضمن الحكومة الجديدة، التي تعد الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل، وتحت حماية قوات الاحتلال، اقتحم الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير، الثلاثاء، المسجد الأقصى، فيما حمّل خطيب المسجد الأقصى ورئيس الهيئة الإسلامية العليا، الشيخ عكرمة صبري مسؤولية الاقتحام لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو.

واستمر الاقتحام 13 دقيقة، وبدأ قبل موعد بدء برنامج الاقتحامات اليومية المتعارف عليه في المسجد الأقصى، بتعزيزات من قوات الاحتلال الإسرائيلي، وحراسة خاصة حول الوزير.

وقال وزير الأمن الإسرائيلي المتطرف عقب الاقتحام: “حكومتنا لن تخضع لتهديدات حماس، جبل الهيكل هو المكان الأهم لشعب إسرائيل، ونحن نحافظ على حرية الحركة للمسلمين والمسيحيين، ولكن اليهود أيضاً سيصلون إلى هنا، ومن يهددنا يجب أن نتعامل معه بيد من حديد”.

ويعتبر الفلسطينيون الاقتحامات الإسرائيلية إلى المسجد الأقصى اقتحاماً بمثابة تجاهل إسرائيلي منذ عام 2003 لبنود اتفاقية السلام مع الأردن (اتفاقية وادي عربة)، والتي تمنح المملكة الوصاية على الأوقاف في القدس من خلال مديرية الأوقاف الإسلامية في القدس التي أدارت حتى موعد زيارة أريئيل شارون إلى المسجد الأقصى عام 2000، زيارات السياح الإسرائيليين والأجانب إلى المسجد.

وبعد توقف لهذه الاقتحامات، استأنفتها إسرائيل بعد أن سيطرت بالكامل على باب المغاربة، وأبعدت الأوقاف الإسلامية عن أيّ مسؤولية لها علاقة بالزيارات، وفرضت على الطرف المسؤول عن المسجد برامج زيارات لا يستطيع التحكم فيه.

وسيطرت أطراف يمينية إرهابية على أجندة الاقتحامات، وباتت في الأعوام الأخيرة تطالب بحق الصلاة في المكان، وتغيير الوضع القائم في باحات المسجد.

خطيب الأقصى يحذر

ونددت وزارة الخارجية الفلسطينية باقتحام الوزير الإسرائيلي بن غفير مجمع المسجد الأقصى، واعتبرتها “استفزازاً غير مسبوق”.

وكان وزير الأمن القومي الإسرائيلي صرح نهاية الأسبوع المنصرم بنيته اقتحام المسجد الأقصى، إذ أبلغ  الشرطة، مساء الأحد، بأنه يعتزم دخول الحرم القدسي، للمرة الأولى منذ أن أدى اليمين الدستورية كوزير.

وحذر خطيب المسجد الأقصى ورئيس الهيئة الإسلامية العليا، الشيخ عكرمة صبري، حكومة الاحتلال الإسرائيلي من تداعيات هذه الخطوات، وليس بن غفير فقط، مؤكداً أن المسئولية تقع على حكومة نتنياهو لأن بن غفير لا يستطيع أن يقتحم الأقصى إلا بحراسة الأجهزة الأمنية، ولا يجرؤ على اقتحامه منفرداً، وهي مسئولية الحكومة”.

ودعا صبري لشد الرحال إلى المسجد الأقصى لإفشال مخططات الاحتلال.

تعليق بن غفير

وكتب بن غفير على تويتر: “أشكر جميع وسائل الإعلام على الاهتمام بموضوع الصعود إلى الحرم القدسي. في الواقع، الحرم القدسي قضية مهمة، وكما قلت، أنوي الصعود إلى الهيكل. فيما يتعلق بالمواعيد – أعدكم بالتحديث عندما أصعد. حتى ذلك الحين، أود أن يفتحوا كل مساء الأخبار مع الأخبار التي تتناول مسألة متى أنوي الصعود إلى الحرم القدسي”.

وكرر بن غفير، الذي أدين في عام 2007 بالتحريض ضد العرب ودعم جماعة يهودية إرهابية، جملة تحريضية استخدمها في حملته الانتخابية، إذ قال: “يجب أن يعلم كل شرطي أنه إذا أتى إرهابي ليؤذيك، فإن دمه يُهدر”.

استفزاز سيولد العنف

وكان زعيم المعارضة ورئيس الوزراء الإسرائيلي السابق يائير لبيد قد حذر من أن زيارة بن غفير من شأنها أن تشعل أعمال عنف، وفقاً لـ”رويترز”.

وقال لبيد إنه “لا يجوز أن يدخل إيتمار بن غفير إلى ساحة الحرم القدسي، فهذا استفزاز سيولد العنف ويعرض حياة الناس للخطر”.

وتحدثت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية عن استعدادات أمنية لدخول بن غفير إلى الحرم القدسي، قائلةً إنها تطلبت “استعدادات متزايدة من الشرطة حتى يمر الأمر بهدوء”.

ولفتت الصحيفة إلى أنه، في الماضي، “كانت هناك حالات عارضت فيها الشرطة صعود أفراد من الجمهور إلى الحرم القدسي لأسباب أمنية، لكن الشرطة ستستعد هذه المرة لتأمين صعود الوزير المسؤول عنها والذي يملي عليها سياساتها”.

وجاءت الزيارة على عكس تقارير إسرائيلية أفادت في وقت سابق بأن بن غفير تراجع عن اقتحام المسجد الأقصى، على خلفية مكالمة من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بحسب إعلام عبري.

وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، إن بن غفير رئيس حزب “عوتسما يهوديت” (قوة يهودية) قرر في نهاية مكالمة مع نتنياهو مساء الاثنين، تأجيل اقتحام المسجد الأقصى، بعدما أعلن الليلة الماضية أنه سيقدم على ذلك خلال الأسبوع الجاري.

وتطرق بن غفير بحسب الصحيفة، خلال حديثه مع نتنياهو إلى تهديدات حركة “حماس” الفلسطينية. وقال “لا يجب أن ننحني لحماس”، معلناً أنه ينوي اقتحام الأقصى خلال الأسابيع المقبلة.

وأفادت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية “كان” بأن جهاز المخابرات “الشاباك” هو من أعطى الضوء الأخضر لوزير الأمن القومي بن غفير، وسمح له باقتحام المسجد الأقصى”.

وسبق أن اقتحم بن غفير المسجد الأقصى مراراً في الماضي ولكن بصفته الشخصية ثم بصفته نائباً في الكنيست، ووعد خلال حملته الانتخابية باقتحام المسجد في حال أصبح وزيراً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى