الأمم المتحدة تحذر من تبعات كارثية لقيام إسرائيل بحظر دخول الوقود إلى غزة

حذرت الأمم المتحدة من التبعات الكارثية على حياة الفلسطينيين الناتجة عن قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي بحظر دخول شحنات الوقود إلى قطاع غزة للأسبوع الـ16 تواليا.
وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم أمين عام الأمم المتحدة خلال مؤتمر صحافي “إن إسرائيل تمنع دخول شحنات الوقود إلى غزة منذ 16 أسبوعا”، مشيرا إلى تمكن مسؤولي المنظمة الدولية من استعادة كمية من الوقود كانت موجودة بالفعل في قطاع غزة من محطة التحرير برفح يوم الأربعاء الماضي.
وذكر أنه تم تسليم كمية محدودة من هذا الوقود أمس الأول الخميس إلى مرافق عامة في جنوب القطاع، مما سمح باستمرار عمليات محطات تحلية المياه وخدمات شاحنات لتوزيع المياه ومحطات ضخ الصرف الصحي.
كما كشف المسؤول الأممي عن أنه تم إرسال الوقود أيضا إلى شمال قطاع غزة أمس الجمعة، لكن “نقص الوقود يتسبب في تقييد العمليات ويؤدي إلى تراجع عدد ساعات العمل وقدرة العمل”.
تقليص برنامج المساعدات الإنسانية
وفي وقت سابق، أعلنت الأمم المتحدة أنها ستقلص بشكل كبير برنامجها للمساعدات الإنسانية في العالم هذا العام بسبب «أسوأ الاقتطاعات المالية التي أصابت القطاع الإنساني على الإطلاق».
وأوضح مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية (أوتشا) الاثنين الماضي، أن الخطة الجديدة لعام 2025 البالغة كلفتها 29 مليار دولار، عوضا عن 44 مليارا كانت ملحوظة لدى إطلاقها في ديسمبر/كانون الأول ، تعطي «الأولوية بشكل فائق» لدعم 114 مليون شخص.
ودخل القطاع الإنساني العالمي برمّته في حال من الاضطراب بعد قرار الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، وقف برامج المساعدات الخارجية الأميركية أو تقليصها.
وكانت الولايات المتحدة أكبر جهة مانحة لمختلف أشكال المساعدات الإنمائية، وقد أدى الخفض الكبير للتمويل إلى نتائج وخيمة على المساعدات الطارئة والتطعيم وتوزيع الأدوية لمكافحة الإيدز.
وندد مسؤولون منهم المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، بالقرار الذي قد يكلّف ملايين الأشخاص حياتهم.
لكن الولايات المتحدة ليست المعنية الوحيدة، إذ خفّضت دول مانحة كثيرة مساعداتها للتركيز على أولويات أخرى في ظل ظروف اقتصادية صعبة أحيانا.
فرز لنجاة البشر
وبحسب “أوتشا”، لم تتمكن الأمم المتحدة من جمع سوى 5,6 مليارات دولار من أصل 44 مليار دولار طُلبت في البداية، أي ما يعادل 13% من إجمالي المبلغ، وذلك على الرغْم من انقضاء ستة أشهر من السنة، وفي ظل تزايد الأزمات الإنسانية كما هو الحال خصوصا في السودان وغزة وجمهورية الكونغو الديمقراطية وميانمار.
وقال منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، توم فليتشر: “لقد اضطررنا إلى إجراء فرز لنجاة البشر”، محذرًا من أن “الأرقام مخيفة والعواقب مؤلمة. ولن يحصل كثيرون على المساعدة التي يحتاجونها، لكننا سننقذ أكبر عدد ممكن من الأرواح بالموارد المتاحة لنا”.