الأوبزرفر تكشف حقيقة موقع قطري يعمل على تشويه صورة الرئيس التونسي

قطر تستنفر أدواتها الإعلامية في الهجوم على قيس سعيد لصالح حركة النهضة الإخونجية

نفت الرئاسة التونسية صحة الوثيقة التي نشرتها قناة الجزيرة القطرية واستندت فيها إلى موقع “ميدل إيست آي” الذي ينشر فبركاته وأخباره المضللة من لندن.

وكانت الجزيرة وموقع ميدل إيست آي وعدد من المواقع المحسوبة على تنظيم الإخونجية، قد زعموا أن الرئيس التونسي قيس سعيد يخطط لانقلاب دستوري.

الرئيس التونسي قيس سعيد علق على ما سمي إعلاميا في تونس بـ”وثيقة الانقلاب الدستوري المسربة” قائلاً إن الحديث عن تلك الوثيقة مخجل، وإن الجدل الذي أثير عن وجود مخطط انقلاب بالاستناد إلى الفصل 80 من الدستور غير مبرر إطلاقا.

ورغم أن الملحق بالدائرة الدبلوماسية في رئاسة الجمهورية وليد الحجام، قد أكد لموقع الجزيرة نت أن الوثيقة التي زعم الموقع الحصول عليها في شكل تسريب من مكتب مديرة ديوان الرئيس نادية عكاشة، لم تتسلمها الرئاسة ولم تصدر عنها وليس لها أي علم بها، إلّا أن الموقع المذكور ومجموعة المواقع الإخبارية التي تديرها قطر وتنظيم الإخونجية تواصل هجومها على الرئيس سعيد، بعيداً عن الإخلاق المهنية والموضوعية في نشر وتداول الأخبار .

توقيت غير بريء

واعتبر الحجام وهو مستشار الرئيس التونسي، أن توقيت نشر هذه الوثيقة “غير بريء” و”تقف وراءه جهات لا تريد الخير لتونس وتعمل على التشويش وعلى ترذيل مؤسسة رئاسة الجمهورية ومس هيبة الدولة التونسية”.

وأشار إلى أن الرئيس قيس سعيد بوصفه رجل قانون ورئيسًا منتخبًا حريص على حماية الدستور من أي ممارسات غير ديمقراطية، مضيفًا أن “عهد الانقلابات ولّى وانتهى”.

 وبشأن ما جاء في الوثيقة التي نشرها موقع “ميدل إيست آي” حول تدبير خطة لـ”دكتاتورية دستورية” عبر تفعيل الفصل 80 من الدستور، اعتبر الحجام أن هذا الفصل هو جزء لا يتجزأ من الدستور، وإذا رأى الرئيس مصلحة في تطبيق هذا الفصل أو غيره سيفعل ذلك.

وكان الرئيس سعيد قد حذر خلال لقائه برئيس البرلمان راشد الغنوشي الذي يرأس حركة النهضة الإخونجية، إنه لن يبقى مكتوف الأيدي أمام تهاوي مؤسسات الدولة، وإن لديه الإمكانيات القانونية التي تسمح له بالحفاظ على الدولة التونسية.

تنديد تونسي بحملة التشويه

ونددت نقابة أعوان وإطارات رئاسة الجمهورية في بيان رسمي بما وصفته بالمغالطات الواردة في وثيقة “ميدل إيست آي”، مشددة على تمسك مؤسسة الأمن الرئاسي بمبدأ الحياد، ووقوفها على نفس المسافة بين كل الأحزاب والمشارب السياسية.

واعتبرت في البيان ذاته أن “عهد الانقلابات والدكتاتورية ولى وانتهى”، مؤكدة على عقيدتها الراسخة كأمن جمهوري.

وتعيش تونس منذ نحو عام  على وقع خلاف سياسي محتدم يتخذ من الدستور غطاءً عامًا له، إذ رفض سعيد تمرير تعديل وزاري اجراه رئيس الوزراء هشام المشيشي أواخر العام الماضي بطريقة مخالفة للدستور.

لكن البرلمان الخاضع لسيطرة الإخونجية أقر التعديل الدستوري بدعوى العمل على تسيير عجلة الاقتصاد في البلاد ومواجهة تداعيات كورونا، وهو ما رفضه سعيد، مؤكدًا أنه لن يقبل بأي إجراء مخالف للدستور.

وأقر البرلمان التونسي مرتين قانون تأسيس المحكمة الدستورية، لكن سعيد رفض المصادقة عليه وقال إنه وضع بطريقة تنطوي على محاولة تصفية حسابات سياسية.

ومنذ رفض سعيد السماح لقوات النظام التركي باستخدام بلاده كممر نحو ليبيا، بدأت حركة النهضة الإخونجية هجومها على سعيد لتشويه صورته وإقصائه تمامًا من المشهد السياسي.

حقيقة موقع ميدل ايست آي

 

بعد تقصي حقيقة موقع ميديل ايست آي، الذي يعمل في لندن، وتنقل عنه وسائل الإعلام المحسوبة على قطر وتنظيم الإخونجية كمصدر لشن غزاواتها على بلدان وشخصيات لا تتفق مع سياساتها، وتخدم مصالح المنظمات الإخونجية المنتشرة في عدة بلدان ومن بينها تونس، تبين للأوبزرفر العربي، أن معظم ما ينشر على هذا الموقع ينطوي على قدر هائل من التزوير والتضليل، بغرض خدمة أجندات سياسية لتنظيم الإخونجية، وتغذية الصراعات السياسية في دول الشرق الأوسط وخلق مناطق ساخنة تستفيد منها منظمات التطرف والإرهاب الدولي.

كما تبين حملة التشويه التي يروجها الموقع ضد الرئيس التونسي، تجري بتنسيق عال ما بين حركة النهضة الإخونجية في تونس والنظام القطري، يستخدمان فيها الآن كل الأدوات لتقويض حكم الرئيس سعيد وتقليص صلاحيته لصالح رئيس البرلمان التونسي راشد الغنوشي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى