الأونروا وصلت إلى “نقطة الإنهيار” بسبب دعوات إسرائيل لتفكيكها وتجميد تمويلها

في رسالة وجهها إلى رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، حذر المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا“، فيليب لازاريني، في بيان، الخميس، من أن الوكالة الدولية قد وصلت إلى نقطة الانهيار.

وأشار لازاريني في رسالته إلى دعوات إسرائيل المتكررة لتفكيك الأونروا وتجميد التمويل عنها من قبل الجهات المانحة، في وقت يشهد فيه قطاع غزة “احتياجات إنسانية غير مسبوقة”.

وقال في الرسالة، “إنه لمن دواعي الأسف العميق أن أبلغكم اليوم أن الوكالة وصلت إلى نقطة الانهيار، مع دعوات إسرائيل المتكررة لتفكيكها وتجميد تمويل المانحين في مواجهة الاحتياجات الإنسانية غير المسبوقة في غزة”.

وأوضح “إن قدرة الوكالة على الوفاء بتفويضها بموجب قرار الجمعية العامة رقم 302 أصبحت الآن مهددة بشدة”.

وشدد لازاريني على أن الوكالة الإنسانية “ملأت على مدى عقود الفراغ الناجم عن غياب السلام أو حتى عملية سلام”، داعياً إلى منحها “الدعم السياسي” من الجمعية العامة للأمم المتحدة للسماح ببقاء الأونروا و”الانتقال نحو حل سياسي طال انتظاره”، فضلاً عن إصلاح طريقة تمويلها التي تعتمد أساساً على المساهمات الطوعية.

وأضاف المفوض العام للأونروا: “أخشى أننا على شفا كارثة هائلة لها آثار خطيرة على السلام والأمن وحقوق الإنسان في المنطقة”.

ويكرر كبار مسؤولي الأمم المتحدة أن الأونروا لا يمكن تعويضها في غزة، حيث تشكل العمود الفقري للمساعدات الإنسانية.

إسرائيل تهاجم “الأونروا”

وكانت الوكالة محور جدل منذ أن اتهمت إسرائيل 12 من موظفيها بالضلوع في هجوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر الذي نفذته حركة حماس على جنوب الدولة العبرية، وأنهت الوكالة على الفور عقود الموظفين المتهمين، وبدأت تحقيقاً داخلياً.

كذلك كلف الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، مجموعة مستقلة برئاسة وزيرة الخارجية الفرنسية السابقة، كاترين كولونا، بمهمة تقييم الأونروا و”حيادها” السياسي.

لكن رغم أن “إسرائيل لم تقدم أي دليل للأونروا حتى الآن” يثبت اتهاماتها، فقد علقت 16 دولة تمويلها الذي يبلغ إجماليه 450 مليون دولار، وفق ما قال فيليب لازاريني، محذّراً من أن أنشطة الوكالة في جميع أنحاء المنطقة “ستكون معرضة لخطر كبير ابتداءً من شهر آذار/ مارس”.

الوضع خطير ويمكن أن يخرج عن السيطرة

وفي السياق، عبر المنسق الأممي لعملية السلام بالشرق الأوسط، تور وينسلاند، الخميس، عن “القلق البالغ” إزاء احتمال شن إسرائيل عملية عسكرية واسعة النطاق في مدينة رفح بجنوب قطاع غزة.

وقال المنسق الأممي في كلمة أمام مجلس الأمن حول الحالة في الشرق الأوسط، بما فيها الوضع في فلسطين: “نحن بحاجة ملحة إلى اتفاق يؤدي لوقف إطلاق نار في غزة لأغراض إنسانية وإطلاق سراح المحتجزين”.

وحذر وينسلاند من أن “الوضع خطير ويمكن أن يخرج عن السيطرة في المنطقة”. وأضاف: “الحل طويل الأمد للوضع في غزة هو الحل السياسي، ونحن بحاجة لحكومة فلسطينية واحدة تشمل أيضا القطاع”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى