الإدارة الأميركية تعيد جزئياً تمويل منظمة الصحة العالمية

أفادت، شبكة فوكس نيوز، السبت، أن الإدارة الأميركية تعتزم استئناف تمويل منظمة الصحة العالمية جزئياً، بعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقف المساهمة الأمريكية في تمويل المنظمة الدولية، بزعم تبنيها وجهة نظر الصين تجاه التعامل مع فيروس كورونا المستجد الذي اجتاح العالم.

ووقالت أن إدارة ترامب “ستوافق على دفع ما يصل إلى ما تدفعه الصين من الإسهامات المقررة” للمنظمة.

يذكر أن ترامب كان علق مساهمات الولايات المتحدة في 14 أبريل، متهما إياها بتشجيع “التضليل” الصيني بشأن تفشي الفيروس التاجي. وقال في حينه إن إدارته ستبدأ مراجعة للمنظمة.

كما اتهمها بـ”سوء إدارة” أزمة تفشّي الفيروس المستجد، قائلاً في حينه إن “العالم تلقّى الكثير من المعلومات الخاطئة حول انتقال العدوى والوفيات” الناجمة عن الوباء.

إلى ذلك، اعتبر أن “المنظمة الأممية فشلت كليا في تقديم معلومات شفافة حول الفيروس”.

وفي مطلع أبريل، اتهم ترامب المنظمة العالمية بالانحياز للصين وتبني مواقفها. كما تساءل لاحقاً عن أسباب تجاهل المنظمة لرسالة إلكترونية من مسؤولي الصحة في تايوان أواخر ديسمبر/كانون الأول، حملت تنبيها منهم باحتمال انتقال الفيروس بين البشر.

كما تساءل أيضا عن السبب الذي دفعها لتقديم ادعاءات إما غير دقيقة أو مضللة حول الوباء في يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط الماضيين، أي مع بداية تفشي الجائحة حول العالم، بحسب تعبيره.

وقد أثار القرار الأمريكي بوقف التمويل عن المنظمة عاصفة من الإدانات الدولية،

وأعلن مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس بعد إعلان ترامب “لا وقت نضيعه” و”الشاغل الوحيد” انقاذ الأرواح من وباء كوفيد-19.

وأكد خلال مؤتمره الصحفي اليومي أن “الولايات المتحدة صديق قديم لنا ونأمل أن تستمر في لعب دورها”، مضيفاً: “نأسف لقرار الإدارة الأميركية بوقف التمويل المقدم لنا”.

واعتبر أن الآن هو الوقت الذي يتعين فيه على العالم توحيد جهوده في الحرب على الفيروس.

وحذّر من أن فيروس كورونا “قد يستغل انقسام العالم ليوسع من انتشاره”. وأوضح أن المنظمة تحصل “على معلومات باستمرار عن الفيروس وتشاركها مع بقية دول العالم”.

كما أعلن غيبريسوس أن المنظمة تعمل على شحن مواد طبية لنحو 95 دولة في مختلف أنحاء العالم.

واعتبر الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش أنّ “هذا ليس وقت خفض موارد” مثل هذه المنظّمة الأممية المنخرطة في الحرب ضدّ وباء كوفيد-19. وقال غوتيريش في بيان “هذا ليس وقت خفض تمويل عمليات منظّمة الصحّة العالمية أو أي منظّمة إنسانية أخرى تكافح الفيروس. انا مقتنع بانه يجب دعم منظّمة الصحة العالمية لأنّ أهميّتها حاسمة في الجهود التي يبذلها العالم للانتصار في الحرب ضد كوفيد-19”.

من جهته اعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان أن قرار ترامب سيُضعف قدرات منظمة الصحة العالمية وسيقوّض التعاون الدولي ضد الوباء. وحثّ تشاو الولايات المتحدة على “تحمل مسؤولياتها والتزاماتها بجدية، ودعم الجهود الدولية ضد الوباء التي تقودها منظمة الصحة العالمية”.

وأعرب وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل عن “أسفه العميق” لتعليق المساهمة الأمريكية.. وكتب بوريل في تغريدة “ليس هناك أي سبب يبرر” هذا القرار في وقت تُعتبر جهود منظمة الصحة العالمية “ضرورية أكثر من أي وقت مضى للمساعدة في احتواء وتخفيف (انتشار) الوباء العالمي”. وأضاف “فقط عبر توحيد القوى يمكننا التغلب على هذه الأزمة التي لا حدود لها”.

وكتب وزير الخارجية الألمانية هايكو ماس في تغريدة على تويتر “علينا العمل بتعاون وثيق ضد كوفيد-19”. واضاف أن “أحد أفضل الاستثمارات هو تعزيز الأمم المتحدة وخصوصا منظمة الصحة العالمية التي ينقصها التمويل مثلا لتطوير وتوزيع معدات الفحص ولقاحات”. وأضاف الوزير أن “إلقاء اللوم لا يفيد” في الظروف الصحية الحالية موضحا أن “الفيروس لا يعرف حدودا”.

من جانبها، نددت روسيا الاربعاء بما اعتبرته “مقاربة انانية جدا” من جانب الولايات المتحدة في مواجهة فيروس كورونا المستجد وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف لوكالة تاس العامة للأنباء “إن اعلان واشنطن بالأمس تعليق تمويل منظمة الصحة العالمية يثير قلقا كبيرا في رأينا. إنه يعكس المقاربة الانانية جدا للسلطات الأمريكية في مواجهة ما يحصل في العالم”.

وأعلنت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زخاروفا أن قرار الرئيس الأميركي “يثبت أن الولايات المتحدة تحتاج دائما إلى كبش محرقة”.

وقالت المتحدثة باسم الحكومة الفرنسية أن فرنسا “تأسف” لقرار ترامب. وقالت سيبت ندياي في ختام اجتماع لمجلس الوزراء “إنه قرار مؤسف” موضحة أن باريس تأمل “عودة الأمور إلى طبيعتها” لتتمكن المنظمة من مواصلة عملها.

واعتبر رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فكي محمد الأربعاء في تغريدة أن القرار الأمريكي “مؤسف للغاية”.

 

الأوبزرفر العربي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى