الاحتلال الإسرائيلي يعيد تهجير آلاف الفلسطينيين من وسط قطاع غزة

في اليوم السابع والسبعين من حرب الإبادة التي يشنها ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، قام جيش الاحتلال الإسرائيلي بتهجير سكان مخيم البريج للاجئين، وأحياء عدة مجاورة نحو دير البلح” وسط غزة.

ليجد آلاف الفلسطينيين أنفسهم عرضة للتهجير القسري مرة أخرى خلال الحرب، حاملين أمتعتهم البسيطة بعد إصدار جيش الاحتلال أمر إخلاء جديد من مناطق بوسط قطاع غزة، في تكرار لرحلة نزوح لا تنتهي منذ اندلاع الحرب التي أدت إلى تهجير نحو مليوني فلسطيني عن منازلهم.

 وقالت ولاء المديني وهي مصرية فلسطينية “الظروف صعبة للغاية، هذه ليست حياة، لا ماء لا أكل ولا أي شيء”.

وتتنقل المديني بواسطة كرسي متحرك بعد إصابتها بساقها في حي الشجاعية في مدينة غزة، ما دفعها إلى النزوح مع عائلتها إلى البريج.

وتشرح ما وقع لها قائلة “كنا عايشين في الشجاعية، فجأة وقع قصف، استشهدت ابنتي في حضني، أخرجوني من تحت الركام أنا وابني بعد ثلاث ساعات”، مضيفة “أن منزلها دمر مع كل شيء محيط بنا”.

وتتابع: “رسالتي للعالم أن ينظروا إلينا، يروا وضع الشعب الذي مات، ماذا ينظرون، أنا من الناس التي تعبت، لم أنم منذ أربعين يوماً بسبب ألم الإصابة”.

90% من سكان غزة هجّروا

وقالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأنروا”، إن 90% من سكان غزة نزحوا داخلياً منذ بدء الحرب، وحذَّر متحدث باسم الأونروا، هذا الأسبوع، من أن الوضع الإنساني في القطاع “يتجه إلى نقطة اللاعودة”.

وفي أحد شوارع مخيم البريج، خرج كثيرون مع حقائب وحقائب ظهر، ممتطين عربات تجرها حمير.

وضع كارثي

وتحذّر وكالات الأمم المتحدة منذ أسابيع من الوضع الكارثي للمدنيين في القطاع الفقير والمكتظ، حيث دمر القصف الإسرائيلي أحياء بأكملها وشرد 1,9 مليون غزّي، أي 85% من السكان بحسب الأمم المتحدة.

وفرّ سالم يوسف في البداية إلى مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة ظناً منه أنه سيحظى بالأمان، لكن الجيش الإسرائيلي أطلق عملية كبرى في المجمع في نوفمبر، متهماً حماس بـ”تحويله إلى مركز قيادة”.

واتجه يوسف إلى مخيم النصيرات وسط القطاع، ومكث فيه شهراً ونصف، لافتاً إلى أنه سيتوجه إلى رفح أقصى جنوب القطاع حيث أقام عشرات الآلاف من النازحين مخيمات مؤقتة، مبيناً أن رفح لم تسلم من القصف الإسرائيلي “يقولون لنا إنه (مكان) آمن، لكن لا يوجد مكان آمن”.

وعبر يوسف عن أمله في ألا يستمر قتل الأطفال الصغار، وهدم البيوت “مضيفاً “أنا مواطن، ما الذي سيخرجني؟ لماذا يرحلوننا منها؟ كل ما تقوم به إسرائيل هو خطأ”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى