البرهان يؤكد توافق السودان وإثيوبيا بشأن جميع قضايا سد النهضة

أكد رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، خلال مباحثات مشتركة مع رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، الذي يزور الخرطوم، الخميس، توافق بلاده مع إثيوبيا بشأن جميع قضايا مشروع سد النهضة.

كما أكد أن الوثائق والآليات الفنية والحوار تمثل المرجعية الأساسية في هذا الشأن، بينما أشار آبي أحمد إلى أنه يجب العودة إلى الوثائق لحل هذه القضية.

وقال البرهان إن البلدين “متوافقان ومتفقان بشأن قضايا سد النهضة كافة”، وفيما يتعلق بأزمة الحدود بين السودان وإثيوبيا، مشدداً على “ضرورة تعزيز التعاون والتنسيق المشترك بين السودان وإثيوبيا في القضايا الثنائية إقليمياً ودولياً”، بحسب ما أفادت به وكالة السودان للأنباء “سونا”.

من جانبه، أكد رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد أن السد “لن يسبب أي ضرر على الخرطوم بل سيعود عليه بالنفع في مجال الكهرباء”.

وكانت إثيوبيا بدأت، العام الماضي، توليد الطاقة من سد النهضة العملاق، عبر محطة لتوليد الطاقة الكهرومائية تبلغ تكلفتها عدة مليارات من الدولارات على نهر النيل.

السد المقام على النيل، تبلغ قيمته نحو 4.2 مليار دولار، وهو سيكون الأكبر في إفريقيا، ويشكّل مصدر توتر شديد بين إثيوبيا والسودان ومصر التي تطالب باتفاق ملزم قانوناً، ووفقاً للمعايير والأعراف الدولية.

وتخشى مصر، التي تعتمد على النهر (النيل) في 97% من احتياجاتها من مياه الري والشرب، أن يقلل السد من إمداداتها المائية الشحيحة أصلاً، الأمر الذي دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في خضم زيارته لواشنطن لحضور القمة الأميركية – الإفريقية في ديسمبر، إلى طلب مساعدة الولايات المتحدة في الضغط على أديس أبابا للتوصل إلى اتفاق بشأن السد.

قضية الحدود

وفي ما يتعلق بقضية الحدود بين السودان وإثيوبيا، لفت البرهان إلى أن “الوثائق والآليات الفنية والحوار تمثل المرجعية الأساسية في هذا الشأن”.

وأشار إلى أن “تجربة السلام في إقليم تيغراي تعتبر مشرفة وتدعم الاستقرار في إثيوبيا”.

وأطلع البرهان رئيس الوزراء الإثيوبي على “تطورات الأوضاع السياسية في البلاد، والجهود المبذولة لتجاوز الأزمة السياسية الراهنة”، بحسب وكالة “سونا”.

من جهته، وصف آبي أحمد القضية الحدودية بـ”القديمة”، داعياً إلى “الرجوع إلى الوثائق لحلها”.

وذكر أن السودان وإثيوبيا “يزخران بكل عناصر التنمية والازدهار المتمثلة في المياه والأرض والموارد البشرية”، مشدداً على “ضرورة الاستفادة من تجربة الحرب في البلدين التي أدت إلى انفصال الجنوب في السودان، وتيجراي في إثيوبيا، واللجوء للحوار في كافة القضايا الداخلية”.

وأوضح آبي أحمد أن “الغرض من الزيارة إظهار التضامن مع السودان والوقوف معه في هذه المرحلة المهمة في مسيرته السياسية”.

وتشهد العلاقات بين الخرطوم وأديس أبابا تطورات مهمة بعد فترة من الخلافات الحدودية وانتشار الجيش السوداني في منطقة الفشقة الحدودية منذ عام 2021، بحسب صحيفة “سودان تربيون”.

وعلى مدى أكثر من عقدين استقر آلاف المزارعين الإثيوبيين في الفشقة وزرعوا أرضها. وظلت الأزمة ساكنة لأكثر من 20 عاماً قبل أن تعود إلى الواجهة في السنوات القليلة الماضية.

ويصف الجانب السوداني ما يحدث بأنه “انتهاكات متواصلة للأراضي الزراعية السودانية في الفشقة من قبل مزارعين إثيوبيين، تحت حماية مسلحين”.

وعقد البلدان محادثات عدة على مدار سنين، لكنهما لم يتوصلا قط إلى اتفاق على ترسيم خط الحدود الفاصل بينهما.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى