البلدان الأوروبية تعزز إجراءاتها ضد الوجود الإخونجي على أراضيها

مجموعة قوانين وتشريعات لمكافحة الإرهاب والتطرف

عززت البلدان الأوروبية من إجراءات التصدي لظاهرة التطرف ومكافحة الجماعات المتطرفة، عن طريق عزلها ووضعها تحت الرقابة، فيما تعتزم تدشين مراكز جديد مهمتها مراقبة المؤسسات والمنظمات المتطرفة في البلاد كخطوة لمكافحة تنظيم الإخونجية أو ما يعرف بـ”الإسلام السياسي“.

وتستعد دول الاتحاد الأوروبي لخوض حرب شرسة ضد الوجود الإخونجي على أراضيها، فيما أقرت مجموعة قوانين وتشريعات لتعزيز إجراءات مكافحة الإرهاب والتطرف، فشملت حظر رموز وشعارات تنظيم الإخونجية وكذلك نشاط عدد من التنظيمات المتطرفة التي ترتبط بها.

ويرى متابعون أن تنظيم الإخونجية استخدم جمعيات العمل الاجتماعي والثقافي والمؤسسات الخيرية والدينية بمثابة مطية حتى تروج لأفكاره وتجند أعضاء جددا، في مسعى إلى التغلغل في تلك المجتمعات؛ خاصة وسط أبناء الجاليات الإسلامية والعربية، عن طريق استغلال شعارات دينية.

وتعد ملاحقة هذه المنظمات وفرض رقابة صارمة على مموليها والقائمين عليها من أهم آليات مكافحة الإرهاب التي أقرتها استراتيجية الاتحاد الأوروبي الصادرة في نهاية العام الماضي.

وترسم دراسة صادرة عن المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، خريطة للمنظمات الإخونجية داخل الدول الأوروبية.

بريطانيا

ووفق الدراسة، فإن تنظيم الإخونجية يمتلك 60 منظمة داخل بريطانيا، من بينها منظمات خيرية ومؤسسات فكرية، بل وقنوات تلفزيونية، ولازال التنظيم يفتتح مقرات له في بريطانيا كافتتاح مكتب التنظيم في حي كريكلوود شمالي لندن.

ومن أبرز هذه المنظمات، الرابطة الإسلامية في بريطانيا التي أسسها كمال الهلباوي عام 1997، وترأستها رغد التكريتي ذات الأصول العراقية.

وتضم القائمة، المجلس الإسلامي البريطاني الذي أكدت تقارير حكومية في البلد الأوروبي أن له صلات غير معلنة بتنظيم الإخونجية، ويعد أكبر منظمة إسلامية في المملكة المتحدة.

هناك أيضا الصندوق الفلسطيني للإغاثة والتنمية الذي أسسه عصام يوسف في التسعينيات يمتلك  11 فرعا في بريطانيا.

في غضون ذلك، قرر بنك “HSBC” وقف التعامل بالحوالات البنكية المجدولة من المتبرعين لصالح هذا الصندوق  ابتداء من 17 مايو 2020.

ومؤسسة قرطبة TCF هي مؤسسة فكرية شرق أوسطية تأسست مؤسسة قرطبة عام 2005 على يد أنس التكريتي وكان التكريتي أكد أنه قدم وفقا لـ”الغارديان” دعما لحركة حماس.

ومنظمة الإغاثة الإسلامية في بريطانيا، بدأ تأسيسها في مدينة برمنغهام البريطانية على يد هاني البنا.

النمسا

ويقول جاسم محمد، رئيس المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والتطرف، إن تنظيم الإخونجية بدأ بالتواجد في النمسا مع هجرة العديد من كوادرهم إلى النمسا خلال ستينيات القرن الماضي.

 وتم التأسيس لوجودهم على يد بعض المهاجرين مثل يوسف ندى وسعيد رمضان، ومع مرور الوقت نمت شبكاتهم وتطورت.

وتمكن هؤلاء الموالون للإخونجية من إقامة شبكة من العلاقات القوية مع النخب، كما أنشأوا الأكاديميات التعليمية، والأعمال، والكيانات والشركات والجمعيات الخيرية والإنسانية، ويتمتعون بدرجة كبيرة من العلاقات والسلطة، بالنظر إلى عناصر الإخونجية والمرتبطين بهم. ومن أبرز قياداتهم  أيمن علي، الذي عمل لعدة أعوام كبير أئمة في غراتس.

ومن أبرز المنظمات التي تعمل تحت غطاء إسلامي، الهيئة الدينية الإسلامية في النمسا، ويعد أنس الشقفة أحد أبرز قياديها وانتخب رئيسا لـ الهيئة الدينية الإسلامية الجهوية في فيينا.

وتتألف الهيئة من 4 هيئات هي؛ الهيئة الدينية الإسلامية الجهوية في فيينا وتخدم مقاطعات فيينا و النمسا المنخفضة و بورغنلاند، والهيئة الدينية الإسلامية الجهوية في لينز، والهيئة الدينية الإسلامية الجهوية في بريغنتنر، والهيئة الدينية الإسلامية الجهوية في جراتس تخدم مقاطعات وشتايرمارك و كيرنتنو.

كما يعتمد تنظيم الإخونجية على بعض الأكاديميات التعليمية والتدريبية للنفوذ من خلالها منها، أكاديميّة التربية الدينية الإسلامية التي ترتبط الأكاديميّة بالعديد من الرّوابط مع تنظيم الإخونجية؛  ومن أبرز القيادات  أمينة الزّيّات التي تولت منصب مدير أكاديميّة التربية الدينية الإسلامية.

وهناك أيضا منظمة الشباب النمساوي المسلم، وتعد التركية دودو كوتشكجول أحد أهم كوادرها، وقادت حملة اعلامية قوية ضد “تعديل قانون الاسلام في النمسا”، وهى على صلة قوية بشخصيات إخونجية وتحت تأثير التنظيم.

وتحضر أيضا جمعية “المللي جروس” وهي هيئة إسلامية تركية، وتعني بالتركية “الرؤية الوطنية” لها عدة فروع فى أوروبا يتواجد مقرها الرئيسي في “كولون” الألمانية.

في غضون ذلك، تدير الجمعية الدينية العربية ستة من المساجد التي شملها قرار حكومي لإغلاقها؛ ثلاثة منها في فيينا واثنان في إقليم النمسا العليا وواحد في كارينثيا، فى 10 يوليو 2018 .

وتضاف هذه الهيئات إلى المجمع الإسلامي للحضارات، ورابطة الثقافة الإسلامية فى النمسا التي لعبت دوراً رئيساً في نفوذ الجماعات المتطرفة وتنظيم الإخوان في المجتمع النمساوي.

ألمانيا

ووفق الدراسة، فإن أبرز المراكز والجمعيات التي تنشط داخل ألمانيا، والتي لها صلة بتنظيم الإخونجية، هو التجمع الإسلامي في ألمانيا الذي أسسه سعيد رمضان 1958 وترأسه سمير الفالح خلفا لإبراهيم الزيات، ويقع مقره في المركز الإسلامي في ميونخ، والتجمع عضو في المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا.

ومنظمة “رؤيا” تضم أكبر عدد من قيادات التنظيم، فيما وصل عدد الأعضاء إلى 40 ألفا، وتعتبر أكبر منظمة إخونجية متواجدة في ألمانيا.

وثمة منظمات أخرى كثيرة من بينها؛ منظمة المرأة المسلمة في ألمانيا، وتترأسها القيادية الإخونجية رشيدة النقزي، والمجلس الإسلامي فى برلين الذي يضم خضر عبد المعطى أهم قيادات تنظيم الإخوان المسلمين الدولي، والمركز الإسلامي في ميونيخ: وهو التنظيم المركزي لجماعة الإخوان في ألمانيا.

وهناك أيضا الجمعية الإسلامية المتواجدة في ألمانيا، ومن أهم كوادره، أحمد خليفة، وهو من أبرز القيادات الإخونجية المتواجدة في ألمانيا، وهي تعمل مجال الدعوة، كما ترتبط بالمركز الإسلامي للإخونجية في مدينة ميونخ.

وثمة أيضا المجلس الأعلى للشباب المسلم؛ وهو تنظيم شبابى تابع للمركز الإسلامي في ميونيخ، وتنظيم الإخونجية مسيطر عليه بالكامل.

وتضم القائمة المركز الثقافي للحوار الذي أنشئ عام 2004، ويقع بحي “فيدينغ” ببرلين، يسيطر عليه تنظيم  الإخوان، ومن أهم كوادره الإخونجية فريد حيدر، ومحمد طه صبري، وخالد صديق، وأحد أهم مهامه جذب واستقطاب الشباب الألمانى والمهاجرين.

ومركز الرسالة الذي يديره القيادى الإخونجي جعفر عبدالسلام، مقره ببرلين، والجمعية الثقافية “ملتقى سكسونيا”،  تقع فى “درسدن” ، استغله تنظيم الإخونجية، لاستقطاب المسلمين الوافدين إلى ألمانيا كذلك اللاجئين، وتوسيع هياكلها ونشر تصورها عن الإسلام السياسي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى