التطبيع الحلال… عاصفة تضرب حزب العدالة الإخونجي في المغرب

العثماني يحاول تبرير مشاركته في مراسم توقيع اتفاق التطبيع مع إسرائيل

في ضوء قيام المغرب بتوقيع اتفاق للتطبيع مع إسرائيل قبل أيام، ومشاركة الامين العام المساعد لحزب العدالة والتنمية الإخونجي سعد الدين العثماني في مراسم حفل التوقيع، ضربت عاصفة هذا الحزب الإخونجي الذي استنكر في أوقات سابقة اتفاقات التطبيع التي أبرمتها عدد من البلدان العربية مع إسرائيل، وشارك في كل الحملات المناهضة للتطبيع.

وفي معرض تبريراته لأنصار وأعضاء حزبه، رد رئيس الحكومة المغربية، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية الإخونجي سعد الدين العثماني، على الانتقادات التي وجهها له أعضاء الحزب الإخونجي بسبب توقيعه على اتفاق تطبيع العلاقات مع إسرائيل.

وزعم العثماني إنه “وقع على الاتفاق انطلاقا من موقعي كرئيس حكومة، صاحب مسؤولية، وهذه المسؤولية أتحملها بوصفي رئيس حكومة المملكة المغربية”.

وأكد العثماني، أن “السياسة الخارجية يصوغها ويشرف عليها ويتخذ القرار فيها الملك محمد السادس؛ وهو مجال سيادي يخضع مباشرة لتوجيهات الملك”، “ونحن نساند الملك في ذلك”.

وأوضح العثماني : “لا يمكن للرجل الثاني في الدولة أن يُخالف الرجل الأول في الدولة، في هذه المواقف، نحن لا نقوم بما نريد ونحب؛ لكن نقوم أيضا بما نستطيع في حدود ما تمليه علينا مسؤولية الموقع الذي نشغله”.

وأشار إلى أن “الملك أوضح للرئيس الفلسطيني، والذي هاتفه مباشرة بعد قرار ترامب، أن المغرب يضع القضية الفلسطينية في مستوى القضية الوطنية، بحيث أن دعم المغرب للقضية مستمر ولا يتوقف ولا يتغير”.

وحول الانتقادات التي تعرض لها الحزب الإخونجي بشأن “التطبيع”، أجاب العثماني بأن “البعض تهجم على الحزب، وأنا أقول بشكل رسمي: نحن لم نغير موقفنا، ودعمنا متواصل”.

وواصل: “نحن لا نقبل المساومة في أي من القضيتين، ولسنا مستعدين للتفريط في أي منهما”.

وكان حزب العدالة والتنمية الإخونجي في المغرب، قد اتخذ قراراً بتأجيل الدورة الاستثنائية للمجلس الوطني للحزب التي كانت مبرمجة يوم الأحد الماضي، إلى موعد لاحق، على خلفية حالة الغضب التي يعيشها الحزب لمشاركة أمينه العام سعد الدين العثماني في حفل توقيع اتفاق السلام مع الوفد الإسرائيلي.

وأكدت مصادر من داخل الحزب أن تأجيل المؤتمر جاء بعد ضغوط من الأمين العام للحزب وقيادات وازنة، وذلك بمبررات موضوعية تولي الأولوية لمصلحة الحزب ومستقبله حتى لا يتعرض لأي هزة داخلية تزعزع توازنه وتفقده ثقة الدولة والشركاء الدوليين.

وتعالت أصوات كثيرة داخل الحزب تطالب بإقالة العثماني بعد التوقيع على إعلان استئناف العلاقات مع إسرائيل بصفته رئيسا للحكومة.

ولكي يخفّ الضغط على العثماني، أكدت قيادات الحزب على أن إلغاء دورة المجلس الوطني ضرورة سياسية إلى جانب أن حرية إبداء الرأي مكفولة داخل حزب المؤسسات القرار فيه ملزم رغم تعدد الآراء.

وأثارت مشاركة العثماني ردود فعل غاضبة داخل الحزب الذي ينظر إليه على أنه ممثل لإخونجية المغرب، ولدى قيادات التنظيم في الشرق، خاصة أن أمين حزب العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران سبق أن اعتبر أن “التطبيع خيانة عظمى” في تعليق ضمني على الاتفاق الثلاثي بين الإمارات والبحرين وإسرائيل.

 

 

 

الأوبزرفر العربي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى